بدء تصويت المصريين فى الكويت بانتخابات الدوائر ال 30 الملغاة للنواب    أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025    أسعار اللحوم اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025    سعر الدولار الأمريكي اليوم الثلاثاء فى البنوك    أسعار اللحوم في أسوان اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025    نتنياهو: إسرائيل ستبقى في منطقة عازلة في جنوب سوريا    اليابان ترفع تحذيرات تسونامي بعد زلزال قوي شمال شرق البلاد    زيلينسكي: عقدت اجتماعا مثمرا مع قادة الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في بروكسل    شباب بيراميدز يتحدون البنك الأهلى فى كأس عاصمة مصر    موعد مباراة الأهلي وإنبي في كأس عاصمة مصر    المتهم بقتل فتاة وتقطيع جثتها في عين شمس يمثل الجريمة    متحف اللوفر بين الإصلاحات والإضرابات... أزمة غير مسبوقة تهدد أشهر متاحف العالم    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ماذا تعمل ?!    الحكم على 10 متهمين بخلية هيكل الإخوان الإداري بالتجمع اليوم    غارات وقصف مدفعي إسرائيلي على جنوبي وشرقي غزة    التعليم: عقد اختبار تجريبي لطلاب الصف الأول الثانوي في مادة البرمجة عبر منصة كيريو    مواعيد القطارات المتّجهة من أسوان إلى الوجهين القبلي والبحري الثلاثاء 9 ديسمبر 2025    هندوراس تطلب من الإنتربول توقيف رئيسها السابق    وزراء الصناعة والتموين والاستثمار يفتتحون الدورة العاشرة لمعرض "فوود أفريكا" اليوم الثلاثاء    لقاءات دينية تعزّز الإيمان وتدعم الدعوة للسلام في الأراضي الفلسطينية    للعلماء وحدهم    وزير المالية الأسبق: لا خلاص لهذا البلد إلا بالتصنيع.. ولا يُعقل أن نستورد 50 ل 70% من مكونات صادراتنا    العطس المتكرر قد يخفي مشاكل صحية.. متى يجب مراجعة الطبيب؟    الخشيني: جماهير ليفربول تقف خلف محمد صلاح وتستنكر قرارات سلوت    برلمانيون ليبيون يستنكرون تصريحات مجلس النواب اليوناني    فلوريدا تصنف الإخوان وكير كمنظمتين إرهابيتين أجنبيتين    دعاء الفجر| اللهم ارزقنا نجاحًا في كل أمر    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    عوض تاج الدين: المتحور البريطاني الأطول مدة والأكثر شدة.. ولم ترصد وفيات بسبب الإنفلونزا    الرياضة عن واقعة الطفل يوسف: رئيس اتحاد السباحة قدم مستندات التزامه بالأكواد.. والوزير يملك صلاحية الحل والتجميد    من تجارة الخردة لتجارة السموم.. حكم مشدد بحق المتهم وإصابة طفل بري    أحمديات: مصر جميلة    تعرف على عقوبة تزوير بطاقة ذوي الهمم وفقًا للقانون    "محاربة الصحراء" يحقق نجاحًا جماهيريًا وينال استحسان النقاد في عرضه الأول بالشرق الأوسط    كرامة المعلم خط أحمر |ممر شرفى لمدرس عين شمس المعتدى عليه    الصيدلانية المتمردة |مها تحصد جوائز بمنتجات طبية صديقة للبيئة    هل يجوز إعطاء المتطوعين لدى الجمعيات الخيرية وجبات غذائية من أموال الصدقات أوالزكاة؟    بفستان مثير.. غادة عبدالرازق تخطف الأنظار.. شاهد    خيوط تحكى تاريخًا |كيف وثّق المصريون ثقافتهم وخصوصية بيئتهم بالحلى والأزياء؟    المستشار القانوني للزمالك: سحب الأرض جاء قبل انتهاء موعد المدة الإضافية    الصحة: جراحة نادرة بمستشفى دمياط العام تنقذ حياة رضيعة وتعالج نزيفا خطيرا بالمخ    طليقته مازلت في عصمته.. تطور جديد في واقعة مقتل الفنان سعيد مختار    نائب وزير الإسكان يلتقي وفد مؤسسة اليابان للاستثمار الخارجي في البنية التحتية لبحث أوجه التعاون    رئيسة القومي للمرأة تُشارك في فعاليات "المساهمة في بناء المستقبل للفتيات والنساء"    حظك اليوم وتوقعات الأبراج.. الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 مهنيًا وماليًا وعاطفيًا واجتماعيًا    إحالة أوراق قاتل زوجين بالمنوفية لفضيلة المفتي    أفضل أطعمة بروتينية لصحة كبار السن    مراد عمار الشريعي: والدى رفض إجراء عملية لاستعادة جزء من بصره    وزير الاستثمار يبحث مع مجموعة "أبو غالي موتورز" خطط توطين صناعة الدراجات النارية في مصر    مجلس الكنائس العالمي يصدر "إعلان جاكرتا 2025" تأكيدًا لالتزامه بالعدالة الجندرية    علي الحبسي: محمد صلاح رفع اسم العرب عالميا.. والحضري أفضل حراس مصر    الدوري الإيطالي | بارما يخطف الفوز.. وجنوى يتألق خارج الديار.. وميلان يحسم قمة تورينو    إبراهيم صلاح: جيلي مختلف عن جيل الزمالك الحالي.. وكنا نمتلك أكثر من قائد    جوتيريش يدعو إلى ضبط النفس والعودة للحوار بعد تجدد الاشتباكات بين كمبوديا وتايلاند    تحرير 97 محضر إشغال و88 إزالة فورية فى حملة مكبرة بالمنوفية    أفضل أطعمة تحسن الحالة النفسية في الأيام الباردة    إمام الجامع الأزهر محكمًا.. بورسعيد الدولية تختبر 73 متسابقة في حفظ القرآن للإناث الكبار    لليوم الثالث على التوالي.. استمرار فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حرب أهلية مشتعلة في بلد واحد أفضل من دولتين تعيشان في سلام ( الحلقة 17)

إبراهيم غندور أمين السياسات في المؤتمر الوطني ورئيس اتحاد نقابات حوض النيل (1-2)
حرب أهلية مشتعلة في بلد واحد أفضل من دولتين تعيشان في سلام ( الحلقة 17)
بينما بدأ العد التنازلي لاستفتاء تقرير مصير جنوب السودان بانتهاء فترة تسجيل أسماء الجنوبيين في الاستفتاء المقرر في 9 يناير .. رصدت "روزاليوسف" في جولة بالخرطوم " العاصمة السودانية " وفي مدينة جوبا " عاصمة الجنوب «أجواء» من التوتر والحذر بين الجانبين خوفا من ردود أفعال غير محسوبة في حالة إذا ما انتهي الاستفتاء بالانفصال .
وبات مصير السودان ومستقبله بعد حدث 9 يناير الفاصل في تاريخه قضية تفرض نفسها علي كل سوداني بما في ذلك أن هناك تحركات جديدة من أطراف مختلفة مثل الحركات المتمردة في دارفور في طريقها للسير علي نهج الحركة الشعبية في طلب تقرير المصير أيضا .. وتنقل " روزاليوسف " في سلسلة حلقات من العاصمتين الجنوبية والشمالية الواقع علي الأرض وتداعياته بما فيها المصالح المصرية .
اعتبر د.إبراهيم غندور نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني السوداني وأمين العلاقات السياسية بالحزب أن إسرائيل خططت لانفصال الجنوب ونجحت فيه بهدف إضعاف السودان وتفتيته حتي لا تكون قوة كبيرة للعرب في إفريقيا مشيرًا إلي أن قضية المياه ليست ببعيدة عن ذلك السيناريو.
وقال غندور الذي يرأس اتحاد نقابات دول حوض النيل واتحاد عمال السودان إنهم نصحوا العمالة السودانية وخاصة في الجنوب للاستعداد إلي سيناريو الفوضي، مشيرا إلي أن إعلان انضمام أبيي للجنوب من طرف واحد وتسليح قبيلة الدينكا ضد المسيرية يعني إعلان حرب مع الشمال، لافتا إلي أنه لا يعتقد أن دارفور لا تفكر في الانفصال لان التمرد بها تقوده فروع صغيرة لا وزن لها علي الأرض.
كيف تري وضع العمالة الجنوبية في الشمال والشمالية في الجنوب قبل الاستفتاء؟
- العمالة الجنوبية في الشمال في القطاع الحكومي حسب احصائيات القوي العاملة تبلغ 10 آلاف عامل وعاملة.. والعمالة الجنوبية في الشمال ليست كبيرة وهي قليلة سواء يعمل في التجارة أو في شركات تنفذ مشاريع قومية وفقا لاتفاقية السلام.. وهناك كثير من الجنوبيين يعملون في القطاع الحر والحرفي يستطيعون التحرك بحرية.
ما هو وضع تلك العمالة بعد الاستفتاء وخاصة في حالة إذا ما وقع الانفصال؟
- نترك الأمر لكل شخص لكي يقرر بنفسه والنصيحة العامة هي أن يتحسبوا لكل السيناريوهات، ورئيس حكومة الجنوب سيلفاكير أكد التزامه بسلامة الشماليين في الجنوب حالة الانفصال وثقتنا فيه ليست محدودة ولكن السيناريوهات ليست ملك الرجل الأول خاصة عندما تسود الفوضي.
غالبية الشماليين في الجنوب يعملون في قطاع التجارة وعدد كبير منهم قام بتصفية اعماله والانتقال الي الشمال خاصة في المدن غير جوبا التي ظهرت فيها تعديات واضحة علي بعض الشماليين باعتبار أن التوترات فيها أكثر والفوضي أرجح والتعدي فيها بواسطة الجيش الشعبي واستخبارات الحركة الشعبية أكبر.
والسياسيون في الجنوب ليست في يدهم كل القرارات فهناك الجيش الشعبي وهو صاحب تأثير كبير جدا في المعادلة السياسية في الجنوب بل هو الجزء الأكبر تأثيرًا ونفوذا إذا أخذنا في الاعتبار أن الفريق سيلفاكير نفسه كان قائد الجيش الشعبي وقبلها قائد الاستخبارات.
التمرد من الجنوب
وهل لتنوع النفوذ انعكاسات علي انقسامات وخلافات المسئولين في الجنوب؟
- في الجنوب قضية القبلية لها تأثير كبير جدا والانقسامات ظهرت بعد الانتخابات الأخيرة حيث تمرد عدد من قيادات الجيش الشعبي والتمرد العسكري نادر لأنه يعني الخروج علي المؤسسة مثل جورج اتور وجلواك وياي.. هذا غير الخروج القبلي في بعض الأحيان نتيجة لظلم في بعض الأماكن.
هل يؤثر ذلك علي استكمال تنفيذ بنود اتفاقية السلام مع الجنوب؟
- اتفاقية السلام ستنتهي في 9 يوليو 2011 وبعدها ستكون هناك دولة قائمة بذاتها إذا وقع الانفصال.. وما نخشاه أن يكون هناك قلق أمني في الجنوب لأن تأثيره سيأتي أولا علي الجنوب وبعدها سينتقل إلي المنطقة شرقا وغربا والشمال سيكون أكبر المتأثرين باعتبار أننا كنا دولة واحدة.. والأكثر من ذلك أن تؤدي الاضطرابات في الجنوب إلي البحث عن عدو خارجي للتوحد ضده وأسهل عدو يمكن تجميع الجنوبيين ضده هو الشمال باعتبار أن النفخ في قضية التهميش من الشمال إلي الجنوب قد استخدمها البعض للوصول إلي خيار الانفصال.
هذا بجانب ربط قضية الجنوب بالعروبة والإسلام وهذا مشروع استعماري صهيوني معروف وأكثر ما نخشاه الأجندة الخارجية من الدول المعادية للسودان والتي لا يهمها مصلحة الجنوب نفسه ولكنه معاداة الشمال العربي والإسلامي ومعاداة العرب جميعا وصولا إلي مصر.
ما شكل التهديدات والمخاوف التي تخشي منها حكومة الخرطوم بعد الاستفتاء؟
- استمرار الخلاف حول قضية أبيي وهي منطقة لا تزيد مساحتها علي 10 آلاف و400 كيلو متر فقط وهي مساحة بالنسبة للسودان تبدو صغيرة جدا ولكن في قضية الحقوق للمجتمعات والوطن هي قضية كبيرة.
منطقة أبيي ظلت مكان سكن وتعايش لقبائل مختلفة من الشمال والجنوب وعلي رأس قبائل الشمال المسيرية وعلي رأس قبائل الجنوب الدينكا نقوك ومازالت تراوح مكانها في الحل لأن الحركة الشعبية تريد أن تأخذ الجمل بما حمل.
بؤر الصراع
قيل إن الخلاف في أبيي هو صراع علي بترول. كيف تري ذلك؟
- لا يوجد في أبيي بترول يمكن الاختلاف عليه.. ووصلنا لمرحلة مع الجنوب لتقسيم البترول بما يرضي الجميع ولكن مسألة الأرض لابد من الحفاظ علي حقوق المسيرية التاريخية وبالتالي فإنها قضية الأرض وليست قضية نفط.
القضية الثانية هي الخلافات الحدودية.. عندما غادر المستعمر الإنجليزي ترك الحدود بين الشمال والجنوب وفي كل أقاليم السودان مخططة وفقا لخرائط مرسومة بدقة حاول فيها أخذ في الحسبان توزيع القبائل وأماكنهم ومصالحها وبالتالي الخلاف لا يجب أن يكون كبيرا في هذه القضية.
ووفقا للاتفاقية كونت لجنة لترسيم الحدود والحركة الشعبية ظلت تماطل للوصول الي اتفاق معين ومازالت هناك خلافات حول 5 مواقع وإذا تم الرجوع إلي الوثائق سيتم حلها لكن الحركة الشعبية لا تريد حسمها، والبعض حاول استخدامها بؤرة للصراع والخلاف في المستقبل ولا نستبعد هنا الأجندة الخارجية.
وقضية المواطنة والجنسية فالحركة الشعبية تطالب بالجنسية المزدوجة للجنوبيين في الشمال وهذه بالنسبة لنا مصير ومستقبل أجيال تمتد لآلاف السنين ولا يمكن لبلد أن يعطي الجنسية لبلد آخر كاملة لكل المواطنين وإلا من الأفضل أن نبقي بلداً واحداً وجنسية واحدة.. ولكن سنلتزم بالقوانين الدولية ووفقا للقوانين الوطنية التي تحفظ السيادة.
إلي أي مدي يمثل ذلك محورا للصراع بين الشمال والجنوب؟
- وقعنا اتفاقية السلام من أجل إيقاف الحرب واستطعنا وقف أطول حرب في القارة الإفريقية والتي استمرت أكثر من 50 عاما لم تنقطع إلا في فترة توقيع اتفاقية أديس ابابا من 1972 حتي 1982 . في سبيل ذلك ذهبنا إلي أبعد ما يمكن أن يذهب إليه بلد ووافقنا علي تقرير المصير لجزء من شعبه لكي يقرر أن يتصل بدولته أم لا.
وبالتالي فإن قضية السلام بالنسبة لنا أولوية قصوي لذلك لن نكون أبدا من يشعل فتيل الحرب أو أن نبدأ بها وأخشي ما أخشاه أن يبدأ بعض لوردات الحرب وبعض الذين يحملون أجندة غير سودانية وبعض الذين لم يتربوا علي أرض السودان أو تربطهم بها عاطفة ويحملون جوازات وجنسيات دول أخري لا فرق لديهم إن اشتعلت الحرب بين الشمال والجنوب فأول طائرة مغادرة يمكن أن يغادروا عليها ويدفع ثمن الحرب المواطن المسكين ما نخشاه أن يستخدم البعض تلك الخلافات لإشعال الحرب.
القضية الثانية أن بعض إخواننا في الحركة الشعبية ينظرون إلي الدعم اللا محدود الذي تتلقاه الحركة من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الاتحاد الأوروبي كمدعاة للضغط علي الشمال إلي أقصي حد.. ونقول إننا نقدم تنازلات فيما لا يمس الكرامة والسيادة الوطنية من أجل استدامة السلام ولكن هناك قضايا التنازل فيها أفضل من أن تدفع أقصي ضريبة وهي روحك ودمك.
حرب المتمردين
في الأيام الأخيرة هناك شكاوي من الجنوبيين بهجمات من الجيش السوداني في بعد الولايات الحدودية مثل بحر الغزال وأعالي النيل وكان نتيجتها إلغاء الدورة المدرسية.. وهل الجنوبيين يبحثون عن مكاسب باشاعة الحرب؟
- في قضية دارفور استطاعت القوات المسلحة طرد كل الحركات المتمردة من أراضي دارفور وبتحسن العلاقات بين السودان وتشاد وإريتريا جففت منابع الدعم لهذه الحركات وبالتالي اضحت قياداتها في فنادق فرنسا أو مكاتب إسرائيل مثل عبدالواحد نور أو في الجماهيرية الليبية دون ان يكون لها حق الممارسة السياسية.
الحركة الشعبية فتحت أبواب الجنوب لهذه الحركات المتمردة أحمد عبدالشافع وهو قائد متمرد في الجنوب مني اركو والذي تمرد علي اتفاقية جوبا في الجنوب قوات خليل إبراهيم موجودة في الجنوب وعبدالواحد نور زار جوبا وقواته موجودة في الجنوب وحاولت حركة العدل والمساواة البحث عن ملاذ آمن بالدخول الي الجنوب وتسللت عبر كردفان وفي محاولة التسلل إلي الجنوب في اتجاه بحر الغزال قطعت القوات المسلحة عليها الطريق وبعض عناصر الحركة الشعبية علي اجلاء الجرحي الي الجنوب والقوات المسلحة في طريق مطاردتها هاجمت هذه القوات وكل الهجمات كانت في حدود 1956 اي في اراضي الشمال وتسلم رئيس حكومة الجنوب وثائق تفصيلية بأماكن تواجد قوات الحركات المتمردة في الجنوب وسلمنا ذلك الي مراقبي اتفاقية السلام.
بماذا تفسر احتشاد الحركات الدارفورية في الجنوب؟
- جزء من خطة قديمة وهو العمل علي اسقاط النظام كان سياسيا عن طريق الانتخابات والبديل لها الآن هو العمل علي انفصال الجنوب وتقوية ودعم حركات التمرد في الجنوب وتحريك المعارضة في الشمال ثم الهجوم علي الشمال بواسطة الجيش الشعبي وحركات التمرد.
هذا السيناريو وان كان قابلا للتنفيذ فإن القائمين عليه لايعرفون السودان ولا طبيعته ولايعرفون ما يمكن ان يحدث .. واذا حدث سيكون دمارا لكل من يشارك فيه لكن وضع الجنوب والشمال مرتبط بدول مجاورة ووسط افريقيا في مناطق ملتهبة مثل اوغندا وكينيا واثيوبيا والكونغو وتشاد وافريقيا الوسطي وهذا سيؤدي لاشتعال منطقة وسط إفريقيا.
وإذا أخذنا في الحسبان أن القاعدة تتمدد في غرب إفريقيا وساحل العاج تعاني من حركات تمرد ومالي تعاني من حركات للقاعدة والنيجر ونيجيريا كذلك فهذا يعني اشتعال المنطقة من شرق إفريقيا الي غربها ومن وسطها الي جنوبها وسيدفع الثمن كل من يسكت علي هذا السيناريو وممن يشارك فيه.. وما حدث في الصومال رسالة يجب أن يعيها الجميع.
انفصال دارفور
هل تحاول حركات التمرد السير علي نهج الحركة الشعبية للحصول علي حق تقرير المصير؟
- لا أعتقد أن هناك عاقلاً أو من يقرأ الواقع السياسي في دارفور يفكر في الانفصال أو تقرير المصير لأن دارفور خليط من القبائل.. والتمرد تقوده فروع صغيرة من أسر صغيرة في قبائل صغيرة في دارفور وبالتالي التمرد لا يجد سندا من أهل دارفور وما ناله الرئيس البشير في الانتخابات الاخيرة يؤكد صحة ذلك.
والحركات تعتمد في تجنيدها علي بعد أسري وقبلي وأجنبي وبالتالي اي استفتاء في دارفور لا تحصل الحركات علي شيء وهي جزء من السودان ودارفور معظمها تدين بالاسلام وليس بها من هو غير مسلم وقبائل دارفور إما عربية او مرتبطة بالعربية أو تتحدث العربية.
هل الأزمة بين الشمال والجنوب عقائدية وصراع بين عرب وأفارقة أم هي أزمة ناتجة عن التهميش؟
- أذكر أن الجنوب وفقا السيكولوجيا البريطانية 18% منه مسلمون و17 % مسيحيون 65% من الديانات الافريقية والمعتقدات الاخري وبالتالي فإن قضية المسيحية ليست غالبة.. لكن الحركة الشعبية وهي تقاتل الشمال ظلت تقول إن القضية بين المسلمين والمسيحيين وقالت للافارقة بين العرب والافارقة وكانت تقول للعرب انها حرب بين الارهاب وتصدير الثورة الاسلامية وبالتالي كانت تتحدث بأكثر من لسان وكان يدعمها لوبي صهيوني في الولايات المتحدة الامريكية ولذلك بدت الحرب للبعض انها حرب دينية ولدي البعض حرب عنصرية وعند آخرين انها حرب بين المدنية والارهاب لكن في حقيقة الامر كانت في نظر البعض ممن ينظر اليها انها قضية تهميش وقلنا إن اتفاقية السلام الشامل وضعت تفاصيل لتقسيم السلطة والثروة وبالتالي لم تكن هناك حاجة لتقرير المصير أو الحديث عن ظلم فالجنوب يحكم الجنوب بنفسه ويشارك في حكومة الشمال.. وجزء منها الاجندة الخارجية والطموحات الشخصية ونزعة الانسان لامتلاك كل ما يريد.
إذا ما تحدثنا عن القضية أنها قضية تهميش فإن المسئولية تقع علي حكومة الخرطوم؟
- ليست كذلك فقط ولكن تقع علي الذين اشعلوا التمرد ايضا فالسودان استقل في 1-1-1956 وحرب الجنوب اشتعلت في عام 1955 أي قبل الاستقلال ودمرت كل مشاريع التنمية التي بدأ انشاؤها في الجنوب والمدارس والكباري .. وبالتالي هي التي منعت التنمية.
التدخلات الإسرائيلية
تحدثت كثيرا عن التدخلات الاجنبية في قضية الجنوب هل استمرارها يشعل الاوضاع بعد الاستفتاء الي نزاعات ومناطق توتر؟
- اذكر لك نموذجا : وزير الأمن الاسرائيلي السابق وهو يسلم مهامه تحدث عن دور الاستخبارات الاسرائيلية والموساد في كل الدول العربية وعندما تحدث عن السودان قال إن اسرائيل دخلت السودان قبل الاستقلال في 1955 وانها كانت تحاول ان تمنع استقرار السودان وتثير القلاقل والحروب الاهلية مستندة علي الاختلافات القبلية والبعد الاثني وكان استنادهم في ذلك الي ان السودان اذا ترك ليستقر سيكون مشروع دولة كبري في المنطقة ويمكن ان تكون قوة مضافة للقوة العربية وتأثيره لن يكون صغيرا وبالتالي قال انهم موجودن في الجنوب وفي دارفور ويعملون علي انفصال الجنوب لتكون دولة تمنع التمدد العربي والاسلامي الي افريقيا السوداء.
الي اي حد تتواجد إسرائيل وتؤثر في الجنوب؟
- هم أثروا بدليل ان الانفصال يسير نحو نهاياته وأن خطتهم نجحت بنسبة 100% وهنا أقول إن هذه الخطة مصر ليست بعيدة عنها واعلم ان القيادة المصرية بما تملك من حصافة تعلم هذه الاجندة .. وقضية المياه ليست بيعدة عن هذا الملف.
هل حديث حكومة الخرطوم علي التدخلات الامريكية والاسرائيلية محاولة لتبرير موقفها من الانفصال؟
- لا نتخلي عن اي مسئولية ولا نتخلي عن اتفاقية السلام التي نعتبرها اكبر انجاز تحقق في تاريخ السودان لانها اوقفت الحرب وهذا الغرض منها .. ونقول ان حرب اهلية مشتعلة بين طرفين في بلد واحد افضل منها دولتان تعيشان في سلام، المصيبة تكون اذا كانت الحرب بين دولتين بعد الانفصال.. فالاجندة الخارجية دائما ما تسلل من اختلافاتك الداخلية ، وخلافاتنا مع جزء من قيادات الجنوب والتي لها ارتباطات خارجية واستفادوا من تلك الاختلافات.. ومن يدعمك علي الدوام يطلب منك دفع الفواتير.
تحدثت عن الخلافات بين القبائل في الجنوب ولكنهم يتهمون حكومة الخرطوم بدعم تلك الخلافات؟
- نعم هم ذكروا ذلك ونحن طلبنا مستندًا واحدًا يؤكد هذه المسئولية وبعد ان فشلوا جاءت مسرحية الطائرة المتجهة الي جيش الرب في أوغندا وبعد يومين وجدنا ان تلك الطائرة تم القبض علي طاقمها.
وسلمنا للجنة الإفريقية خلال 24 ساعة فقط خط سير هذه الطائرة في 3 أشهر الماضية وهي طائرة مؤجرة لولاية اعالي النيل في الجنوب بواسطة صندوق دعم الوحدة وعملها معروف بدعم المناطق التي تحتاج الي دعم الدواء والغذاء.
ولا أعتقد ان حركة متمردة تحارب حكومة الجنوب والجيش الشعبي تدعم بطائرة صغيرة مثل التي يتحدثون عنها .. ولا يمكن ان يدعم شخص عاقل حركة تمرد في الجنوب والطائرة تمر عبر مطار في الجنوب وهو تتبع وزارة النفط التي يديرها وزير جنوبي وتحت سيطرة الجيش الشعبي في الجنوب وتمول الطائرة ذهابا وايابا من المطار فهذا سيناريو ساذج جدا.
قبيلة الدينكا نقوك شكلت لجنة لاجراء استفتاء منفصل واعلنوا ترسيم حدود منفصل واعلنوا برنامج تسلح ردا علي تسليح المسيرية. كيف تري ذلك؟
- المسيرية مسلحة عبر التاريخ بدأت بالاسلحة التقليدية ووصلت الي امتلاك كل انواع السلاح باعتبار انها قبيلة حدودية وتنتقل سنويا من حدود الشمال الي الجنوب الي مسافات كبيرة وتعيش لمدة سبعة اشهر وفي ظل الحرب الاهلية التي كانت في الجنوب كان عليها ان تتسلح.
هذه القبيلة كانت ايضا تحمي هذه المنطقة من هجمات الجيش الشعبي وهي لاتحتاج الي تسليح من الحكومة لكن الحركة الشعبية بدأت في تسليح الدينكا وهذه هي الخطورة لان سلاح المسيرية ليس لحماية أنفسهم من الدينكا وانما من اللصوص الذين يحاولون السيطرة علي أبقارهم وسرقتهم والآن طالما ان هناك تسليحًا مقابلاً يعني ان البعض يسعي الي حرب.
ادوارد ليي الذي كان حاكم أبيي من الحركة الشعبية اعلن مؤخرا انهم سيشعلون حرب ضد الشمال في أبيي.
وماذا إذا اعلنت الدينكا انضمام ابيي للجنوب من طرف واحد.
- إعلان دينكا نقوك القيام باستفتاء منفصل تلك خطة نعلم من وضعها وخطط لها لان معناها هو اشعال الحرب والمسيرية لن يسكتوا علي حقهم ولا حكومة الخرطوم وهذا معناه اعلان حرب. نحن ظللنا نقول للوسطاء والحركة الشعبية ان قضية أبيي يجب ان تحل اما في اطار البرتوكول الخاص بقرار تحكيم لاهي الذي حدد الحدود في منطقة ابيي لكنه لم يحدد انضمامها لاي طرف لان الذي سيحدد هو الاستفتاء المستند الي البروتوكول وقانون استفتاء أبيي والبروتوكول والقانون يقولان ان الذين يشاركون في الاستفتاء كل القبائل التي تقطن المنطقة وبالتالي استخدام الحقائق علي طريقة " لاتقربوا الصلاة" فهذا كذب صريح.
اعلان انضمام أبيي الي الجنوب من طرف واحد يعني اعلان الحرب .. ونحن ظللنا ننادي اما بتطبيق البروتوكول او الوصول الي اتفاق ليس فيه خاسر او فائز وانما معادلة تعطي للجميع حقهم ويقدم فيها الجميع تنازلات لكن المشكلة ان قيادات الصف الاول من الحركة الشعبية معظمهم من ابناء ابيي واغلبهم من اسرة واحدة وبالتالي هم يمثلون قرار الفيتو داخل الحركة الشعبية.
وأخروا كل المسائل المتعلقة بالاتفاقية من الاحصاء والاستفتاء وأرادوا ان يؤخروا استفتاء الجنوب قبل الوصول لاتفاق حول ابيي يعطيهم الحق لأنهم يعتبرون ابيي منطقة النفوذ التي ينطلقون منها الي الجنوب.
لأنه معروف في افريقيا ان لم تكن تملك ارضًا وثروة وموارد فلا سلطة سياسية لك وبالتالي يعتبرون ذلك مصدر قوتهم ويدافعون عنه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.