يجري الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، زيارة لتركيا تستغرق يومين، حيث يشارك الرئيس الروسي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء في مراسم وضع حجر الأساس لمشروع بناء أول محطة كهروذرية في تركيا بولاية مرسين جنوبي البلاد، بالإضافة إلى خطة تشتري أنقرة بموجبها نظام دفاع صاروخي روسيًّا، وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، إن موسكووأنقرة تعتزمان مناقشة تسليم منظومة الدفاع الجوي "إس-400" خلال الزيارة الروسية لتركيا. وأعلن المكتب الصحفي للكرملين في بيان له، أمس الاثنين، أن بوتين سيبحث المشاريع الاستراتيجية في تركيا، بما فيها مشاريع الطاقة. كما ستتناول الزيارة التعاون في مجال الصناعة والنقل والبناء والسيارات، فشركة "غاز غروب" عملاقة صناعة السيارات الروسية تعتزم زيادة استثماراتها في تركيا، كما تخطط لإقامة شراكات وطرح نموذجين من حافلاتها في السوق التركية. وتشهد الزيارة اهتمامًا بقطاع السياحة أيضًا، خاصة أن 4.7 مليون سائح روسي زاروا تركيا خلال العام الماضي، وهو رقم تجاوز المستوى القياسي الذي وصل إليه السياح الروس عام 2014، والبالغ 4.5 مليون. كما سيبرم البلدان عددًا من الاتفاقيات الثنائية في ختام اجتماع أردوغان وبوتين، وستشمل مذكرات تعاون في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والسياسات الاجتماعية، وحقوق المرأة والطفل، والرياضة. الاهتمام الروسي بتركيا يعكس في حد ذاته رسائل روسية للدول الغربية ومن ورائها واشنطن، فعندما طرد معظم أعضاء حلف شمال الأطلسي الدبلوماسيين الروس بعد حادث تسميم الجاسوس الروسي السابق "سيرجي سكريبال"، الذي وقع الشهر الماضي في بريطانيا، والذي وجه الاتهام فيه لموسكو، رفضت تركيا التي تمتلك ثاني أكبر جيش في الناتو أن تحذو حذوهم، والحديث عن منح روسيا منظومة "إس 400″، والتي يعارضها الناتو، قد يفهم في هذا السياق.