أعلنت الكوريتان الشمالية والجنوبية الخميس عن الاتفاق على عقد قمة بين زعيمي شبه الجزيرة الكورية في 27 إبريل المقبل، بعد انتهاء المحادثات بين المسؤولين من البلدين في المنطقة منزوعة السلاح الفاصلة بينهما. وأصدر رئيسا الوفدين بيانًا مشتركًا قالا فيه: نزولاً على رغبة قائدي البلدين، اتفقت كوريا الشماليةوكوريا الجنوبية على عقد قمة بين زعيمي البلدين في دار السلام بمدينة بانمونجوم بالشطر الجنوبي الذي تسيطر عليه كوريا الجنوبية. ولم يعلن الجانبان عن جدول أعمال القمة، إلا أن رئيس وفد كوريا الجنوبية، تشو ميونج، صرح للصحفيين أن المحادثات بين الزعيمين ستناقش كافة المسائل بشكل صريح، بما في ذلك ملف نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، فيما قال رئيس الوفد الشمالي، ري سون، إن ما يريده الشعب سيكون جدول أعمالنا. ومن المقرر أن تعقد الكوريتان الأربعاء المقبل اجتماعًا تحضيريًّا؛ لمناقشة البروتوكلات والعملية الأمنية والتغطية الإعلامية الخاصة بالقمة. ويأتي الإعلان عن موعد القمة بعد الكشف عن الزيارة التاريخية غير الرسمية التي قام بها الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، للصين في الفترة من 25 إلى 28 مارس الحالي، والتي تعد أول زيارة لكيم خارج البلاد منذ توليه الحكم في عام 2011، والذي قال إنه قام بها لتهنئة الرئيس الصيني، شي جين بينج، بولايته الثانية طبقًا للتقاليد الودية بين البلدين. كما جاء موعد القمة الكورية قبل أيام من القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والزعيم الكوري، كيم جونج أون، المقرر عقدها في مطلع شهر مايو المقبل، حيث صرح كيم أثناء زيارته للصين أنه مستعد للحوار مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأكد استعداده لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. وستكون القمة القادمة بين الكوريتين هي الثالثة تاريخيًّا منذ توقيع الهدنة بعد انتهاء الحرب بين الكوريتين عام 1953، حيث جرت القمة الأولى في عام 2000، والثانية عام 2007. سياسة كيم أون الجديدة قال الزعيم الكوري الشمالي خلال زيارته للصين إنه عازم على نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، ولفت النظر إلى أهمية الدور الحيوي الذي تلعبه كل من واشنطنوسيول للمساهمة في تحقيق السلام. وأكد كيم أنه: يمكن حل مشكلة نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية في حال استجابة كل من كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة لجهودنا، وتوفيرهما الأجواء المناسبة للسلام والاستقرار، مع اتخاذ إجراءات تدريجية ومتزامنة من أجل تحقيق السلام. وأعرب كيم عن استعداده للحوار مع كل من سيولوواشنطن وتسوية جميع الخلافات، وأنه مصمم على تحويل العلاقة مع كوريا الجنوبية وإعادة الوحدة الكورية. ومنذ بداية العام الجديد طرأ تحول كبير في سياسة زعيم كوريا الشمالية الخارجية، بدأها مع كوريا الجنوبية بفتح الخط الساخن بينهما، فمشاركة وفد رياضي بدورة الألعاب الشتوية في الجنوب، ثم الإعلان عن عقد القمة الأخيرة؛ لتكون باكورة التحول في العلاقة بين الكوريتين، وزاد التحول بتغيير نبرته عند التحدث عن السلاح النووي، وإعلانه الاستعداد للتخلي عنه، وإجراء حوار مع العدو الرئيسي له الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم قيامه بزيارة مفاجئة للصين. ويرى المراقبون أن زيارة كيم للصين تعطي مؤشرًا قويًّا على مدى التغيير في سياسته الخارجية، وتمثل بداية حقيقية لتهدئة سياسية وعسكرية بالمنطقة، كما تعد مؤشرًا لبحث الزعيم الكوري الشمالي عن التوازن في علاقاته السياسية الجديدة، فزيارته للصين جاءت قبل لقائه المرتقب بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي يحاول التصدي لقوة الصين الاقتصادية منذ وصوله للبيت الأبيض، كما تبرهن على أن كيم أون بدأ يضع مصالح كوريا الشمالية أولاً في علاقاته الخارجية.