في مسعًى دبلوماسي ومبادرة جديدة لتحسين العلاقات بين الكوريتين، وجه زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون الدعوة إلى رئيس كوريا الجنوبية مون جيه آن، لزيارة رسمية لبلاده، معربًا عن استعداده للقائه في أقرب وقت ممكن، عبر خطاب سلمته الشقيقة الصغرى لزعيم كوريا الشمالية كيم يو جونج، أثناء زيارتها لكوريا الجنوبية، ضمن الوفد الرياضي المشارك في الأولمبياد الشتوية في بيونج تشانج. وعقد رئيس كوريا الجنوبية مع الوفد الكوري الشمالي بالقصر الرئاسي بالعاصمة سول اجتماعًا، وصف بالنادر والتاريخي، حضره الرئيس الكوري الشمالي الشرفي كيم يونج نام، الذي يرأس وفد بلاده، وشقيقة الزعيم كيم يو جونج، ورئيس لجنة التوحيد السلمي لكوريا ري سون جوان، ورئيس لجنة الإرشادات الوطنية الرياضية تشوي هوي. وتأتي دعوة زعيم كوريا الشمالية ضمن الخطوات الإيجابية والمبادرات التي يتخذها كيم جونج أون، منذ بداية العام الحالي، بعد دعوة كوريا الجنوبية لإجراء محادثات لتحسين العلاقات بين البلدين، والتي بدأها بالموافقة على إجراء محادثات في المنطقة منزوعة السلاح على الحدود بين البلدين، وإعادة تشغيل الخط الساخن بين البلدين، ثم مشاركة وفد من الرياضيين الكوريين الشماليين في الأولمبياد الشتوية بكوريا الجنوبية، في إطار سعيه إلى دخول شبه الجزيرة الكوريةلمرحلة جديدة من التعاون والحوار المتبادل. وتعد زيارة الوفد الكوري الشمالي للعاصمة الجنوبية سول الأولى من نوعها منذ شهر أغسطس عام 2009، عندما قام وفد من بيونج يانج بزيارة نادرة للشطر الجنوبي؛ للمشاركة في جنازة الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونج، الذي عقد أول قمة محادثات بين الكوريتين مع الزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونج إيل عام 2000، كما تعد زيارة شقيقة الزعيم هي الأولى من نوعها للأسرة الحاكمة منذ بداية الحرب الكورية في خمسينيات القرن الماضي، ومن المقرر أن يعود الوفد الكوري الشمالي إلى بلاده غدًا الأحد. كوريا الجنوبية ترحب من جانبه رحب الرئيس الكوري الجنوبي بدعوة زعيم كوريا الشمالية زيارة بيونج يانج، لكنه لم يعلن علي الفور قبوله الدعوة، وقال "سنلبي الدعوة في الوقت المناسب"، منوهًا بضرورة العمل لتهيئة الظروف الملائمة لتلبية الدعوة في المستقبل. وقال الرئيس الجنوبي إنه يتعين على الكوريتين العمل من أجل "تحقيق ذلك"، داعيًا الجارة الشمالية إلى العودة للتفاوض مع الولاياتالمتحدة، مؤكدًا أن نزع القدرات النووية للشمال يمهد الطريق للسلام. ومن المنتظر أن يمثل هذا اللقاء، حال حدوثه، تطورًا مهمًّا في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إذ ستكون أول قمة بين زعيمي الكوريتيين منذ أكثر من 10 سنوات. وينظر إلى مشاركة كوريا الشمالية في دورة الألعاب الأوليمبية على أنها ذوبان للجليد في العلاقات الثنائية، التي شهدت توترًا في الأعوام الماضية ومسعًى دبلوماسيًّا استثنائيًّا من قبل بيونج يانج، لاستغلال الأولمبياد لتخفيف التوترات مع سول وتعزيز الوحدة بين الكوريتين. علم كوريا الموحدة في أولمبياد السلام وفي إشارة رمزية أخرى تدل على التحول الجذري في العلاقات بين الكوريتين، شهد حفل افتتاح الأولمبياد الشتوية في بيونج تشانج بكوريا الجنوبية مسارًا لرياضيي الكورتين الشمالية والجنوبية، رافعين علم كوريا الموحد، وسط حماس كبير من الجمهور المتواجد في المعلب الأوليمبي، فيما يعد تقاربًا تاريخيًّا بين الجارتين، اللتين لا تزالان عمليًّا في حالة حرب. كما أطلق علي البطولة اسم "أولمبياد السلام"، بعد موافقة كوريا الشمالية على المشاركة فيها، إثر محادثات أدت إلى نزع فتيل التوتر في شبة الجزيرة الكورية، كما أن هذا الحدث يعتبر أول حضور كوري شمالي بعد مقاطعتها لأولمبياد سول الصيفية عام 1988. وأرسلت بيونج يانج 22 رياضيًّا إلى الجنوب، سيشارك عشرة منهم تحت راية كوريا الشمالية و12 في فريق مشترك مع كوريا الجنوبية للهوكي النسائي، إلى جانب العديد من المدربين ومسؤولي الجهاز التدريبي.