* المعارضة السورية الآن غير قادرة على إسقاط النظام وأن السيناريو الوحيد الذي يدعمه حزب الله هو المصالحة * كل ما رأيناه من المعارضة السورية في الخارج هو الانضواء تحت جناع الولاياتالمتحدة والغرب * حينما تآمرت حكومة السنيورة على المقاومة عام 2006 كان السلاح الذي أتى من سوريا أو عبرها هو الذي قلب موازين الحرب * لولا الانتصار في حرب 2006 لكنا نعيش في عصر الشرق الأوسط الجديد ولأصبح الربيع العربي الحالي محل شك * أبقينا على مزارع شبعا وتلال كفر شوبا محتلة لتستمر بندقية المقاومة مشرعة أمام العدو الإسرائيلي ومن أجل فلسطين كتب- إسلام أحمد: ألقى الشيخ حسن عز الدين مسئول العلاقات العربية بحزب الله اللبناني محاضرة تحت عنوان الثوارت العربية والمقاومة وفلسطين، وذلك بمقر ورشة التحرير بالقاهرة، وقال في بداية حديثه إن حزب الله يضع فلسطين كونها قضية إنسانية بالدرجة الأولى، وهي المعيار والبوصلة لتحديد الموقف والاتجاه. وأضاف: “عندما ننظر للثورات أو الانتفاضات أو الحراك، نضع نصب أعيننا فلسطين والموقف منها، وهذا كان موجود في تونس ومصر وليبيا. وأن المقاومة الإسلامية في لبنان، كانت وهي تقاوم الاحتلال كانت تضع فلسطين نصب أعينها، وأن وجود المقاومة وانتصارتها، لم ينعكس بالإيجاب على لبنان فقط، بل على كل المحيط الأقليمي ككل”. وأضاف أن المقاومة حررت 95% من أراضي لبنان، وأبقت على5% لتستمر بندقية المقاومة مشرعة أمام العدو الإسرائيلي، ومن أجل فلسطين، كونها القضية الأساسية والجوهرية للمقاومة، وعلى الرغم من وسائل الترغيب، كعروض السلطة، وشطب ديون لبنان، والترهيب وأربعة حروب، كانت آخرها حرب 2006 “حيث وقف العالم كله ضدنا بما فيهم أطراف عربية، فلم ولن نتخلى عن فلسطين، ولا عن سلاحنا الذي هو من أجل فلسطين حتى لو تخلى الفلسطينيون أنفسهم عن قضيتهم”. وأشار عز الدين أن اختيار فلسطين بالذات لتكون وطن للصهاينة، هو اختيار استعماري بامتياز وإلا لماذا لم يكون الوطن الإسرائيلي في أفريقيا أو في أمريكا الجنوبية، فإسرائيل هي وليدة الاستعمار، مضيفاً أن زوال هذا الكيان ليس شطط أو خيال، ولكنه بالتجربة التاريخية، ثبت أنه ممكن. ومن خلال تجربة حزب الله في مقاومته ومواجهته، فأيام هذا الكيان الاستعماري وسنواته المتبقية ليست بالكثيرة. ونبه عز الدين أن المشروع الصهيوني قد بدأ ب”إسرائيل الكبرى” من النيل إلى الفرات ثم إلى إسرائيل العظمى، بعد 1967، حيث ضم المزيد من أراضي الدول العربية، ثم منذ 1973، حصرت إسرائيل في حدود يفرضها الواقع وأن اكتسبت غطاء شرعي بفضل كامب ديفيد. وبتصاعد المقاومة ضدها، أصبح الواقع يفرض على القوى الاستعمارية، أن يسود المنطقة الفوضى والتفتت، لتصبح إسرائيل الكيان الأقوى وسط كيانات عربية مفتته ضعيفة، وهذا السيناريو فشل بانتصار المقاومة في2006، ولولا هذا الانتصار لكنا نعيش في عصر الشرق الأوسط الجديد، وأصبح الربيع العربي الذي تشهده المنطقة محل شك. أما عن الوضع السوري، قال عز الدين إن سوريا هي الدولة العربية الوحيدة التي وقفت في وجه المشروع الصهيوني وإلى جانب الحقوق العربية، منذ مؤتمر مدريد، في حين أن باقي الجول العربية حينها قد غسلوا أيديهم من القضية الفلسطينية وأصبح أقصى ما تفعله هو رفع شعارات التضامن، بينما فتحت سوريا أراضيها لكافة حركات المقاومة في الوقت الذي أغلقت فيه الأبواب أمام هذه الحركات في كافة الدول العربية، وأن النظام السوري قد عرض عليه أكثر من مره، أخرها في 2005 أن يتخلى عن دعمه للمقاومة، مقابل الجولان وتطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة، بخلاف إسقاط الديون والعقوبات، ولكنه رفض. وأضاف أنه في 2006 حينما تأمرت حكومة السنيورة على المقاومة وسلاح المقاومة، بالوقت الذي كانت الطائرات الإسرائيلية تدك بيروت كان السلاح الذي أتى من سوريا أو عبرها هو الذي قلب موازين الحرب وعلى رأسها صاروخ الكورنيت، الذي دمر لللإسرائيليين مائة دبابة. وأضاف عز الدين أن الحزب أعلن منذ اللحظة الأولى للاحتجاجات والمظاهرات في سوريا، أن المطالب الشعبية، ومطالب المعارضة السورية مشروعة، حيث أنه لا مكان لفكرة وسياسة الحزب الواحد، فكان لابد من إصلاحات واسعة في النظام السياسي السوري. وشدد عز الدين على أن الفارق بين تونس ومصر من جانب، وسوريا من جانب أخر، حيث بدأت الثورة في مصر وتونس واستمرت سلمية، أما في سوريا فقد استخدم السلاح من الشهر الأول. وأضاف أنه بخلاف ما كان في مصر وتونس من إجماع شعبي على الثورة، فالجماهير قد خرجت بالملايين تطالب بإسقاط النظام، أما في سوريا وبالحد الأدنى لم يكن هناك تأييد شعبي جارف لأي من الطرفين، سواء النظام أو المعارضة، وأن المعارضة السورية، إلى الآن غير موحدة، وليس لهم موقف موحد أو برنامج للتغيير، وكل ما رأيناه من المعارضة السورية في الخارج هو الانضواء تحت جناع الولاياتالمتحدة والغرب، حيث أعلن منذ البداية برهان الدين غليون أن بعد نجاحهم في الإطاحة بنظام بشار الأسد سيقطع علاقة سورية بإيران وحزب الله وحماس والجهاد وكافة حركات المقاومة، ناهيك عن أن بعض من الشخصيات في المعارضة السورية بالخارج، وعلى رأسها المجلس الوطني، لا تجد غضاضة من التعامل مع إسرائيل الذي صرح رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أن أي نظام في سورية سيكون أفضل من نظام الأسد بالنسبة لأمن إسرائيل. وأضاف عز الدين أن المعارضة السورية الآن غير قادرة على إسقاط النظام وأن السيناريو الوحيد الذي يدعمه حزب الله هو المصالحة. موضحا أن أي صراع داخلي في أي جزء من الأمة العربية والإسلامية سيؤثر على الصراع الأساسي مع العدو الصهيوني. وأن هذا موقف حزب الله قد طرحه في السابق على النظام العراقي عشية الغزو الأمريكي، في خطاب وجهه السيد حسن نصر الله يدعو فيه للمصالحة بين المعارضة العراقية ونظام صدام حسين ليتحصن العراق أمام الغزو الأمريكي، وهو ما جعل بعض المراجع الدينية الشيعية في العراق تكفر السيد نصر الله لأنه طرح سيناريو المصالحة، وأن هذا يدل على مبدائية وقناعات الحزب، مهما كانت ردود الأفعال المؤيدة أو الرافضة، فالحزب لا يقدم لى فعل أو يحجم عنه ليخلق شعبية وتعاطف وسط الجماهير العربية. وأشار عز الدين أن الكلام عن دعم عسكري من جانب حزب الله للنظام السوري، عار تماما من الصحة، وأن حتى لو طلب النظام السوري هذا لن يوافق عليه الحزب، فموقف الحزب هو عدم التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة، وأن كان غير ذلك لكنا مثلا ً تدخل في الثورة في البحرين، أو دعا لتسليحها، مثلما يفعل البعض الآن في سوريا، والذين يستهدفون من هذا التسليح إطالة أمد الفوضى والصراع وليس نصرة المعارضة السورية. وحذر من أن سقوط النظام في سورية سيخلف عنه فوضى وصراعات طائفية ومذهبية وحروب أهلية، لن تكون داخل سوريا فقط ولكن ستمتد بطول المنطقة وعرضها، مضيفا ًأن ذلك كله في مصلحة العدو الإسرائيلي. وفي ختام حديثه قال عز الدين أن هذا هو موقف حزب الله من الوضع في سوريا وأن الحزب مع المصالحة ومع ضرورة أن يكون هناك إصلاحات سياسية واجتماعية في سوريا. وردا على سؤال ل”البديل”، حول ماذا لو سقط نظام الأسد في سوريا وما هو موقف الحزب، قال إن المقاومة باقية، وفكرتها النابعة من العقيدة والإيمان ليست مرتبطة بنظام، وأن سلاح المقاومة سيبقى دائماً لأن المقاومة وسلاحها موجودون بالأساس لمواجهة العدو الإسرائيلي، وأن أي نظام سيأتي في سورية أن كان على نفس الخط ومتبني نفس الموقف من المشروع الصهيوني وفلسطين، سنتعامل معه وسنتعاون معه.