محفوظ عزام: الزيارة نجحت في الوصول لكل القوى.. ونطالب بدعم المقاومة في كل مكان مجدي حسين: الاتفاق على تشجيع الجهاد ودعم المقاومة ووحدة الأمة ودعم سوريا ولبنان حافظ سلامة: اعتذار الباب أقبح من ذنبه.. وعلى أمتنا أن تتحمل مسئولياتها كتب: محمد أبو المجد نظم الوفد الشعبي المصرى ندوة بنقابة الصحفيين الخميس الماضي بعد عودته من زيارته الناجحة إلى سوريا والأراضي اللبنانية تناول فيها أبعاد الزيارة الأخيرة والرؤية التى تكونت لديه وما شهدته من فعاليات ولقاءات بالقوى الشعبية والسياسية فى سوريا ولبنان وعلى رأسها المقاومة الإسلامية متمثلة فى حزب الله, وذلك لوضع الشارع المصرى فى أجواء الأحداث والوضع فى لبنان بعد انتهاء العدوان الصهيونى عليها بانتصار المقاومة. وضم هذا الوفد الشعبي الإسلامي عددا من قيادات حزب العمل يتقدمهم محفوظ عزام نائب رئيس الحزب، ومجدي حسين الأمين العام, والدكتور صلاح عبد المتعال عضو المكتب السياسي, والدكتور كمال حبيب والدكتور محمد زارع عضوا اللجنة التنفيذية بالحزب، كما ضم الوفد كلا من مفتى مصر السابق الدكتور نصر فريد واصل, والشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس, والشيخ علي أبو الحسن وكيل الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية, والدكتور إبراهيم الخولي الأستاذ بجامعة الأزهر, والأستاذ محمد بشير النائب السابق بالبرلمان المصرى. وفى بداية الندوة وجه مجدي حسين الشكر لجميع أعضاء الوفد على تحملهم للمشاق والصعوبات التى واجهتهم أثناء رحلتهم الأخيرة حتى ينقلوا نبض الشارع المصري الحقيقي إلى إخوانهم فى لبنان، مؤكدا أن الوفد استُقبل بحفاوة بالغة من الشعب اللبناني وقيادته الرسمية والشعبية والتقى بمعظم ألوان الطيف السياسي اللبناني, موضحا أن وجود المفتى السابق د. نصر فريد واصل قد أعطى للوفد وزنًا وثقلاً كبيرًا في هذه الزيارة. وتحدث الأستاذ محفوظ عزام نائب رئيس حزب العمل فأكد أن الوفد الشعبي المصري كان هو الوفد الوحيد الذي قوبل بكل الاهتمام والاحترام والتقدير, فهو لم يدخل عن طريق الأردن المريح حتي لا يتعرض للتفتيش المهين من جانب ضباط الموساد الإسرائيلي, وإنما دخل عن طريق سوريا دون إذن من الصهاينة متحملاً الصعاب التي واجهته في هذا الطريق. واستعرض عزام بعض وقائع وفعاليات الزيارة من لقاءات بالقيادات السياسية والشعبية اللبنانية, وزيارة المصابين من جنود حزب الله موضحا أن الإذاعة اللبنانية كانت تتابع أخبار الوفد ولقاءاته يوماً بيوم. وأكد عزام أن الزيارة حققت نجاحا لم يكن متوقعا بوصولها إلى جميع القوى السياسية والشعبية المؤثرة في لبنان, مطالبا أن يكون موقف علماء مصر وقواها السياسية أقوى في دعم المقاومة في كل مكان. وأشار الأمين العام لحزب العمل إلى أنه من حسن الطالع أنه بعدما وصل الوفد إلى لبنان بيوم واحد تم رفع الحصار الصهيونى البحري والجوي الذي كان مفروضا على لبنان بدون أي قيد أو شرط مما يعد نصرًا آخر لحزب الله, مضيفاً أن كل ما تطالب به إسرائيل لم ينفذ. ونوه مجدي حسين إلى أن المقاومة اللبنانية ستعقد غداً الجمعة مظاهرة مليونية بالضاحية الجنوبية احتفالاً بالنصر وهناك احتمال قوي أن يحضر السيد حسن نصر الله هذا الحفل, موضحا أن حزب الله هدد بضرب مفاعل ديمونة الصهيوني إذا أقدمت إسرائيل على قصف المظاهرة أو المساس بالسيد نصر الله. ثم تحدث الشيخ حافظ سلامة-قائد المقاومة الشعبية في السويس- مؤكدا أن الشعوب العربية والإسلامية قد تحركت من أول وهلة من العدوان الصهيوني على الشقيقة العربية المسلمة لبنان بعكس الحكام الذين كانت مواقفهم مخزية ولا تتفق مع مواقف الشعوب, لذا كان لزامًا علينا أن نوضح للإخوة في لبنان موقف الشعوب الذي يعتبر الموقف الحقيقي للأمة. وأضاف الشيخ أنه لأول مرة في تاريخ الحروب بين العرب والكيان الصهيوني نرى إسرائيل هي التي تطلب وقف إطلاق النار بسبب الضربات الموجعة التي وجهتها المقاومة الإسلامية اللبنانية إلى الصميم الإسرائيلي, معتبرًا أن نصر حزب الله على أرض لبنان هو نصر للأمة الإسلامية كلها، وأن حسن نصر الله كان دائماً صادقاً وعندما يقول كان ينفذ حتى أصبح الجنود الصهاينة أنفسهم يثقون بكلامه أكثر من كلام قيادتهم الكاذبة. وقال الشيخ: كنت أتمنى أن يذهب كل صحفي عربي ومسلم إلى لبنان ليرى مدى البطولات التي تحققت وليرى أيضا البشاعة الصهيونية في ضرب الأهداف المدنية, وقد سعدنا جداً أننا رأينا رجال المقاومة يشتركون بأيديهم في جهود التعمير كما اشتركوا بسلاحهم في المقاومة. وأضاف سلامة: مما أثلج صدورنا أننا وجدنا روحاً معنوية عالية جداً بين صفوف الشعب اللبناني وبين مقاوميه؛ فعند زيارتنا لمصابي حزب الله رأيناهم يتمنون الشفاء لا ليعودوا إلى أهلهم, ولكن ليواصلوا الجهاد ضد الصهاينة حتى آخر نفس. وأوضح الشيخ سلامة أن المقاومة الشعبية في السويس كانت هي الإلهام لكل حركات المقاومة الحرة في جميع أنحاء العالم الإسلامي, مؤكداً أنه لو لم تكن هناك مقاومة في السويس لاحتل الصهاينة مصر كلها وبالمثل لو لم تكن هناك مقاومة في لبنان لانتهت لبنان, فالمقاومات الشعبية قد أثبتت بصمودها أن الشعوب هي التي تمتلك القرار وليس الحكام. ويروي الشيخ آية من آيات الله في حرب لبنان الأخيرة فيقول: روى لنا قائد في حزب الله أنه في إحدى المواقع العسكرية للحزب فوجئ المجاهدون بهجوم شرس وغريب من أسراب النحل, فشكوا ذلك الأمر إلى القيادة فأصدرت القيادة قراراً بإخلاء هذا الموقع والانتقال إلى موقع آخر, وبالفعل تم ذلك, ولكن ما إن تحركنا إلى الموقع الجديد حتى جاء الطيران الصهيوني ودك الموقع القديم الذي كنا فيه, وعرفنا لاحقا أن ذلك الموقع كان قد تم اكتشافه من الصهاينة, فسبحان من سخر لنا النحل لينبهنا بتلك الطريقة إلى هذا الأمر!! وتطرق سلامة إلى موضوع الساعة فاستنكر تصريحات بابا الفاتيكان الأخيرة حول الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم, مؤكداً أن اعتذار البابا أقبح من ذنبه لأنه في اعتذاره افترض الغباء وسوء الفهم في الأمة كلها، وطالب الشيخ سلامة الشعوب أن تتحمل مسؤلياتها أمام قضايا أمتهم المصيرية حتى ينصرهم الله عز وجل على عدوه وعدوهم. أما الدكتور صلاح عبد المتعال –عضو المكتب السياسي لحزب العمل- فقد ابدى انبهاره من الروح العالية التي وجدها في لبنان رغم الدمار الذي أحدثته الآلة الصهيونية هناك, مؤكدا أن مهمة الوفد قد نجحت في التقريب بين الشيعة والسنة هناك وتوحيد جهودهما لصالح لبنان وقضاياه. وأرجع عبد المتعال النصر الكبير الذي حققه حزب الله إلى استعداده الجيد فنياً وعسكرياً, واللطائف الربانية التي أرسلها الله له بعد الأخذ بالأسباب. وأما الدكتور كمال حبيب عضو اللجنة التنفيذية والكاتب الإسلامي فقد ذكر باقتراح د. نصر فريد واصل بعمل "سحب" يكتتب فيه الناس للمقاومة في البورصة (اكتتاب بسهم لصالح المقاومة), موضحا أن هذا الاقتراح جدير بالدراسة وهو أقرب ما يكون للفتوى، وشدد حبيب على أن الانتماء إلى الوطن والدار هو الضمانة الوحيدة للنهوض بلبنان من أي فخ يمكن أن تنصبه لها إسرائيل بإشعال حرب أهلية. واعتبر الدكتور إبراهيم الخولي الأستاذ بجامعة الأزهر أن ما جرى في لبنان هو حلقة في سلسلة ممتدة لها ماض وحاضر ومستقبل لأن الحملة على الإسلام قائمة, مؤكداً أن العالم الإسلامي في حالة حرب دفاعية منذ الحروب الصليبية وحتى الآن ويجب أن يكون هذا واضحاً في أذهان الجميع, فالسيناريو مستمر, والعدوان الصهيوني الصليبي لن يتوقف حتى لو تنازل المسلمون عن كل شئ, فلن يرضى الغرب عنا حتى نخرج من إسلامنا. وتساءل الخولي عن سر انطلاق تصريحات بابا الفاتيكان في هذا التوقيت بالذات بعد تصريح بوش بالفاشية الإسلامية, معتبرا أن الحرب الصليبية لم تستطع التورية أكثر من ذلك فانطلقت إلى التصريح "قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر". وحذر الخولي من خطورة تمييع المفاهيم وتداول المصطلحات الاستعمارية التي صدرها لنا الغرب مثل مصطلح "الشرق الأوسط" فلا يوجد على الخريطة شئ اسمه الشرق الأوسط وإنما المصطلح الصحيح هو "العالم العربي والإسلامي" الذي هو ميدان الحرب الآن بيننا وبين (المسيحيين المتصهينين), مشدداً على أن الغرب يسعى إلى إسقاط مصطلح الجهاد من حياة المسلمين بكل ما يكتنفه الجهاد من مضمون مادي ومعنوي. وطالب د. الخولي الحكام والشعوب إلى عدم الركون إلى الراحة والاستعداد الدائم لهذا العدو المتحفز للوثوب على الأمة والقضاء عليها, واقترح فضيلته على وزير الدفاع المصري بأن لا يترك المسرحين من الخدمة العسكرية أو الذين أدوها ليموتون ذاتيا ويفقدوا المهارات القتالية التي اكتسبوها، ولكن يجب أن يكون هناك تدريب مستمر, موضحاً أن الصهاينة يربون لنا وحوشاً ونحن نربي لهم "حملاناً" وديعة تحت مسمى "ثقافة السلام". وفي ختام الندوة أشار مجدي حسين أن هناك لقاءً خاصاً جرى في مقر جمعية أرباب الشعائر الدينية في دمشق ضم عددا من النواب وعلماء الشريعة من مصر وسوريا والكويت, وذلك في إطار الوفود التي تزور سوريا ولبنان لدعم المقاومة وصمودها؛ وقد جرت مداولات مثمرة وصريحة حول عدد من المسائل, ورأى المشاركون الدعوة إلى المقاصد التالية: 1- تشجيع ثقافة الجهاد والمقاومة, وإحياء تربية الجهاد في نفوس أبناء الأمة. 2- بذل الجهود الممكنة لدعم المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق من خلال المساهمة الرسمية والشعبية في الدول العربية والإسلامية. 3- الدعوة عبر "علماء الأزهر الشريف" و "رابطة علماء بلاد الشام" و "جمعية علماء الشريعة" و "الحوزة العلمية في دمشق" لمؤتمر المصالحة بين علماء العراق في دمشق لتحقيق وحدة الأمة في العراق وكل الدول العربية والإسلامية. 4- تأييد الموقف السوري الداعم للمقاومة في وجه الضغوط الأمريكية ةالصهيونية المتزايدة. 5- الدعوة إلى الإسهام في تعمير ما دمره العدوان الصهيوني في لبنان وفلسطين والعراق.