الكاتب العضوي هو الكاتب الذي يمتلك نفسه ويمتلك قراره ويمتلك الشجاعة في ان يقول ما يشاء وان ينكر ما يشاء في كل وقت وفي كل مكان . ولذلك قررت ان احمل شجاعتي بين يدي وأقول ما أشاء وأن أنكر ما أشاء كما قررت أنت وكما قرر الكاتب الأستاذ مخلص الخطيب . للسياسة السورية وجهان وجه داخلي ووجه خارجي الوجه الداخلي للسياسة السورية الوجه الأول ويتكون من حزب البعث العربي الاشتراكي ومن الحزب الناصري ومن الحزب القومي السوري الاجتماعي والمنشقون عن جماعة الأخوان المسلمين والمشقون عن الحزب الشيوعي السوري ، وهو وجه للأسف يقوم على مصادرة الحريات العامة ، وهيمنة الحزب الحاكم ، وقانون الطوارئ ، والخوف من الأمن ، وغياب الديمقراطية والحريات السياسية ، وقانون الأحزاب وحرية الإعلام والصحافة ، والشخصيات السياسية والنخب الثقافية ، والانتخابات الديمقراطية ، وذلك بالإضافة الى قسوة المعيشة وانتشار البطالة والفساد والرشوة والمحسوبية وثقافة الاستكساب والزيجات الدينية ( زواج المسيار والزيجات السياحية ) وقد أدى ذلك الى ثورات ومظاهرات شعبية اشترك فيها الناصريون من أصول بعثية وقومية سورية وقومية عربية ، وشيوعية منشقة ، ومثقفي ربيع دمشق ( سهير الاتاسي وميشيل كيلو وهيثم مناع وهيثم المالح ) الذي تشكل أثناء تحقيق ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية واتهام سورية في عملية اغتيال الحريري ، ولا يوجد لهم إطار حزبي ولا يتفقون في رؤاهم السياسية ، والوحدويين الاشتراكيين ، والاتحاد الاشتراكي ، وجماعة الأخوان المسلمين ، وجماعة عبد الحليم خدام ، وجماعة رفعت الأسد ، والحزب الشيوعي هذه ظروف سورية ولكن أين المشكلة ؟ هل هي في النظام ؟ هل هي في المشاركين مع النظام ( الجبهة الوطنية الديمقراطية ) التي تتشكل من حزب البعث الحاكم والحزب الشيوعي السوري بشقيه ( جناح وصال بكداش وجناح يوسف فيصل ) والاتحاد الاشتراكي العربي وحركة الاشتراكيين العرب والحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد العربي الديمقراطي ، ومنذ أواخر عام 2001 يحضر الحزب السوري القومي الاجتماعي اجتماعات الجبهة بصفة مراقب الوجه الخارجي للسياسة السورية وهو وجه وطني وقومي ويقوم على خطاب الرئيس بشار الأسد الذي حدد فيه معالم السياسة السورية الداخلية والخارجية بعد انتخابه في 10/7/2000 وهي كما يلي • الحرية هدفا مطروحا في كل دول العالم • الوحدة حق للدول العربية التي تربطها روابط تاريخية • الاشتراكية مفهوم مرن لا يمكن تحديده • استمرار الحزب مضمون بمقدار تلازمه مع الواقع وتماشيه مع تطوراته • التطور التكنولوجي والصناعي • تنظيم علاقة الحزب بالسلطة بطريقة لا يتجاوز فيها الحزب دوره بالانغماس في تفاصيل العمل الإداري والسلطوي ، ولا تتجاوز فيها السلطة الإدارية وظيفتها بمحاولة الهيمنة على المؤسسة الحزبية • دعم المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق لكن هذا الخطاب لم يجد مجاله في التطبيق وذلك للأسباب التالية • المعارضة خارجية • عملية تفجير برجي التجارة في نيويورك في 11/9/2001 وبداية توجه أنظار جورج بوش الابن الى البلاد العربية وخاصة الى العراق • مبادرة الاستسلام العربية في قمة بيروت في 28/3/2002 ودور سورية وخاصة في موضوع إضافة حق العودة الى المبادرة والمصالحة بين الكويت والعراق ، وهو ما أدى الى اعتبار سورية دولة من دول محور الشر • موقف سورية من موضوع أسلحة الدمار الشامل العراقية التي خلقتها الولاياتالمتحدة الأميركية رغم ان هانز بليكس مفتش الأسلحة في العراق لم يعثر على أسلحة دمار شامل • موقف سورية من علاقة صدام حسين وبن لادن • وموقف سوريا الحاسم ضد اى عدوان على العراق وهو موقف كان يتناقض حتى مع مواقف أصدقاء سورية في دول الخليج وإيران • موقف سورية من العراقيين الذين نزحوا الى سورية ( أكثر من مليون ) بعد حرب العراق الثانية في 20/3/2003 وسقوط بغداد في 9/4/2003 • دور سورية في تمديد ولاية اميل لحود رئيس الجمهورية اللبنانية في 4/10/2004 وهو موقف كان بمثابة قطع الطريق على انتخابات كانت سوف تجري في ظل شرق أوسط جديد وفوضى خلاقة في المنطقة • موقف سورية من حلف الحريري – شيراك ( بسبب صداقته مع آل الحريري عن طريق السعودية ) وبوش الابن ضد سورية وحزب الله وحماس • تهديد حدود سورية مع العراق وقصف قرية البوكمال السورية على الحدود السورية – العراقية في عام 2005 وفي عام 2008 • اغتيال رفيق الحريري في 14/2/2005 وتوجيه الاتهام الى سورية من ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية التي تشكلت بناء على القرار الدولي 1559 قي 7/4/2005 لمساعدة السلطات اللبنانية في التحقيق بشأن اغتيال الحريري ، وتتضمن مهام هذه اللجنة المساعدة في معرفة المنفذين والمشرفين والمنظمين والشركاء في عملية الاغتيال ، وقد بدأت اللجنة أعمالها في 16/6/2005 ، وبناء على ما توصلت إليه اللجنة والتحقيق اللبناني ، وعلى أساس الأدلة المادية والوثائق المجموعة والقرائن التي أمكن الحصول عليها ، قررت اللجنة توجيه الاتهام الى لبنان وسورية في هذا العمل الإرهابي في 12/9/2005 • الوجود السوري في لبنان • شهداء الزور ( الصديق – هسام هسام – عبد الحليم خدام ) • حصار سوريا وخروج الجيش السوري من لبنان في 25/5/2005 • موقف سوريا من حرب لبنان 12/7//2006 – 14/8/2006 • بشار يصف بعض الحكام بأنهم أشباه رجال في القمة العربية في عام 2006 • إسرائيل تقصف دير الزور في 11/3/2007 وتدعي انها تقصف موقع محتمل لمفاعل نووي قيد الإنشاء على طراز المفاعل النووي الكوري الشمالي الذي يستخدم في تخزين وقود الأسلحة النووية • اغتيال عماد مغنية ( الحاج رضوان ) في كفر سوسة في 12/2/2008 • موقف سورية في مؤتمر الدوحة لمعالجة المشكلة اللبنانية 21/5/2008 وانتخاب رئيس جمهورية وحكومة توافقية ، وقد حضره عن فريق14 آذار الذين يريدون المحاكة لاستهداف المقاومة ولا يريدونه من اجل الحقيقة كل من السنيورة رئيس الوزراء – سعد الحريري زعيم تيار المستقبل – رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع – الجميل – تجمع قرنة شهوان بطرس حرب – التكتل الطرابلسي محمد الصفدي – النواب الأرثوذكس ميشيل المر ، وعن فريق 8 آذار نبيه بري رئيس حركة أمل رئيس مجلس النواب – مشيل عون رئيس التيار الوطني الحر – محمد رعد عن حزب الله – الياس سكاف عن الكتلة الشعبية – اغوي بقرادونيان عن الأرمن • مقاطعة مؤتمر دمشق ( القمة 20 ) 29 - 30 /2008 ( مقاطعة مصر والأردن والسعودية ) وعدم دعوة احمدي نجاد ( القمة بمن حضر ) • موقف سوريا من حصار وحرب الفرقان على غزة 27/12/2008 – 21///2009 • موقف سوريا في مؤتمر الدوحة ( قمة غزة ) 16/1/2009 ( أبو الغيط أفشلنا مؤتمر الدوحة من اجل وحدة العرب ) • قمة الكويت الاقتصادية وكذب المصالحة بين الأنظمة 19/1/2009 • تبرئة سورية من دم الحريري وصدور القرار الظني الذي يدين حزب الله في عملية اغتيال الحريري في 17/1/2010 الذي أصدره دانيال بلمار المدعي العام في المحكمة الدولية بناء على شهادة شهداء الزور ( وسام حسن – اشرف الريفي – عبد الباسط بني عودة ) ودور هذا القرار في تسميم الأجواء وتعطيل تشكيل حكومة نجيب ميقاتي في لبنان . لذلك وبسبب هذه السياسة التي كانت تقف على طرفي نقيض مع السياسة الأميركية والصهيونية في المنطقة قررت الولاياتالمتحدة الأميركية قلب نظام الحكم في سورية كمرحلة أساسية في تشكيل محور عربي للمشاركة في تنفيذ السياسة الأميركية والصهيونية ، وذلك بعد ان تخلت الولاياتالمتحدة الأميركية عن نظام العملية العسكرية المباشرة ضد سوريا في الوقت الراهن ، ولذلك جرى اختيار خلية سورية معارضة في الولاياتالمتحدة الأميركية للتنسيق معها في إطار التخطيط لقلب نظام الحكم السوري ، وقد كانت هذه الخلية تتكون من فريد الغادري رئيس حزب الإصلاح السوري وإليزابيث تشيني نائب مساعد وزير الخارجية وسكوت كارنيتز نائب مساعدة وزير الخارجية لشؤؤن الشرق الأوسط وجون هانا مساعد نائب الرئيس وأربعة من كبار المسؤولين في مجلس الأمن القومي وثلاثة مستشارين في وزارة الدفاع ، وكان قرار الإطاحة بالنظام السوري ليس له علاقة بالوجود السوري في لبنان ، ولكن بوش كان يضغط على السوريين من خلال لبنان ، وقد كانت خطة بوش تقوم على • تنفيذ القرار 1559 وهو قرار الانسحاب من لبنان • تشكيل محور عربي ضد سورية • اعتبار النظام السوري نظام يهدد الوجود العسكري الأميركي في العراق • اعتبار النظام السوري نظام يشجع المتطرفين الارهابين في فلسطين ولبنان والعراق • اعتبار النظام السوري نظام لا يريد نجاح التجربة الديمقراطية في العراق حتى لا تنتقل عدواها الى سورية • اعتبارا لنظام السوري هو المراوغ الأكبر في عملية التسوية في المنطقة لأنه لا يريد السلام مع إسرائيل ولذلك كانت الخطة الأميركية بالنسبة للنظام السوري تتراوح بين الاحتواء والشلل والضربة العسكرية والإطاحة بالنظام وفق السيناريوهات التالية • حصار النظام السوري • إضعاف النظام من الداخل من خلال تصدير الفوضى الخلاقة • تشجيع إسرائيل على القيام بعملية عسكرية ضد النظام السوري • ان تقوم الولاياتالمتحدة الأميركية بتوجيه ضربة مباشرة الى سوريا • إسقاط النظام السوري من الداخل • إسقاط النظام السوري من خلال القوات الأميركية في المنطقة (العراق والخليج ) • الانفتاح على النظام السوري وإقناعه بوجهة نظر الولاياتالمتحدة الأميركية في الإصلاح والديمقراطية والقضاء على الإرهاب • خلق مشاكل داخلية للنظام السوري • عقد صفقة مع النظام السوري عن طريق توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل • غلق الملف السوري وفتح الملف الإيراني مباشرة لان سقوط النظام الإيراني يعني سقوط النظام السوري وألان وبعد ان وصلت في تفكيري الى هذا الحد في تسجيل هذا الوجه من السياسة السورية الداخلية والسياسة السورية الخارجية ، السياسة الداخلية بكل ما فيها من سلبيات وايجابيات مفتوحة على المزيد من السلبيات والايجابيات ، والسياسة الايجابية بكل ما فيها من ايجابيات مفتوحة على المزيد من الايجابيات ، ونظرا للعلاقة الجدلية بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية ، ونظرا لأن الفصل بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية هو فصل تحليلي يهدف إلى وضع الحدود المنهجية لمفهوم السياسة الداخلية والحدود المنهجية لمفهوم السياسة الخارجية ، ونظرا لأن السياسة الخارجية لها انعكاس على السياسة الداخلية ، والسياسة الداخلية تنتج آثارا بالنسبة لسلوك الدولة الخارجي ، ونظرا لأن الشعوب العربية بفعل العوامل التاريخية والتجارب السياسية شعوب قلقة ومزاجية ومتشائمة ، ونظرا لأن عوامل الثورات الأخلاقية والوطنية والسياسية قد تكاملت في الوطن العربي ، ولذلك ثارت تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين والأردن ، ولكن الوضع في سورية يختلف لأن سورية رأس الممانعة وحاضنة المقاومة ، ولذلك كانت سورية مستهدفة من الكيان الصهيوني والولاياتالمتحدة والأنظمة الرجعية في الوطن العربي والانعزاليين في لبنان ، وحفاظا على رأس الممانعة وحاضنة المقاومة أتمنى على الرئيس بشار الأسد ان يوجه خطاب الى الشعب السوري والأمة العربية بصورة صريحة ومباشرة يطرح فيه خطة عمل تفصيلية يحدد فيها التحديات ، ويقدم التعازي لأسر الشهداء ، ويأمر بإجراء تحقيق جدي وشفاف بشأن أحداث درعا والصنمين وللاذقية وبانياس وحماة وحلب ، ويعلن عن تشكيل آلية شاملة لمناقشة المزيد من الإصلاحات بعيدة المدى ، وذلك بالإضافة الى إطلاق سراح سجناء الرأي ، وإلغاء قانون الطوارئ ، وفتح مكتب للشكاوي ، ومراقبة المسؤولين المحليين ، واتخاذ إجراءات ضد الفساد ، واحترام حرية الرأي ، وحرية تشكيل الأحزاب ، وحرية التظاهر والإضراب وعدم قبول وجدوى القمع ، وتوفير فرص العمل ، كما أتمنى على قادة أحزاب الجبهة التقدمية الوطنية والمستقلين والمثقفين والأكاديميين والمراكز الثقافية والجامعات والمعاهد ان يرتفعوا الى مستوى الهدف لأن قيمة الحياة بهدفها وأن يطرحوا مشروع تغييري لا يغير النظام ولكن يطور النظام ، وذلك بالإضافة الى يحقق قائمة من المطالب المشروعة شريطة تطبيقها وذلك لإبعاد شبح أي فوضى أهلية تطال الأديان والطوائف والمذاهب والأعراق ، وكفى سورية سايكس – بيكو واحدة ، ولا احد يريد سايكس - بيكو جديدة في سورية ، وكفى ثلاث كانتونات في العراق ، وكفى دولتين في السودان ، ولا نريد سايكس بيكو في مصر أو الجزائر أو ليبيا أو اليمن أو الجزيرة العربية ، وكفى إسرائيل واحدة في المنطقة ولا نريد إسرائيل أخرى ، والعالم يتجه الى الحرية والديمقراطية والوحدة ونحن يجب ان نتجه الى الحرية والديمقراطية والوحدة ، وبالحرية والديمقراطية والوحدة نستطيع تحرير فلسطين والتحكم في التكنولوجيا وحل كل المشاكل العربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وأخيرا وفي عبارة ضيقة وفكرة واسعة لأنه كلما ضاقت العبارة اتسعت الفكرة يمكن القول وبدون الخوف من الوقوع في الخطأ أو التعصب ان النظام في سورية يختلف عن النظام السابق في مصر والنظام السابق في تونس والنظام الذي أرجو وأتوقع ان يكون النظام السابق في ليبيا وفي اليمن ، لأن في النظام في سورية ما نخاف عليه وفي هذه الأنظمة ما كنا نخاف منه وما لا نزال نخاف منه ..