«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قلنا ويقولون عن »هامش الحرية«
نشر في آخر ساعة يوم 04 - 01 - 2011

كثيرا ما يضطر بعض المعارضين السياسيين والإعلاميين إلي الاعتراف بأننا نحظي، في مصر، ب »هامش حرية« ثم يسارعون بالتأكيد علي أن هذا الهامش يكاد يكون مقصورا علي ما نقوله، ونكتبه، من نقد وهجوم وتشكيك في كل شيء، وأي شيء، يعلنه الحزب الحاكم وتنفذه حكومته ويهلل له أنصارهما.
وفيما عدا الهامش المهمش من حرية التعبير سباً بالصوت، أو قذفاً بالقلم لا توجد لدينا حرية حقيقية مثل تلك التي نسمع عنها في المجتمعات الديمقراطية البعيدة عنا، وعن القارات التي نشرف بالانتساب إليها.. من بعيد لبعيد!
لا بأس بالطبع بما قيل ويقال عن »هامش الحرية« الذي نقنع به نحن »كتاب الحكومة« كما يحلو للبعض التعريف بنا في مواجهة التنديد بهذا الهامش من »كُتاب الشعب« كما يصف هذا البعض نفسه لكن الذي يحتاج فهمه، أو تبريره، هو لفظ »الهامش« ، يحرص كثيرون علي إلصاقه بكلمة »الحرية« كلما اضطروا إلي الحديث، أو الكتابة، عن مساحة حرية الرأي والرأي الآخر التي تفضلت الحكومة بالسماح بحدودها.
طلب التبرير هنا يمكن تطويره إلي علامة استفهام:
- إذا كان ما نكتبه في صحفنا: القومية والحزبية والخاصة، وما نقوله علي قنوات التليفزيون الرسمية والخاصة المحلية منها والخارجية وما ندلي به من تصريحات تتناقلها الصحف ووكالات الأنباء الأجنبية: الحليفة معنا، والمتربصة بنا أقول: إذا كانت هذه المقالات والمناظرات والتنظيرات والانتقادات التي لم تترك مسئولا إلا مزقته، ولا منافسا إلا افترسته، ولا خصما لدودا إلا سعت إلي قتله أدبيا ومعنويا بالسلاح »الفشنك«، والوحيد في أيدينا: »الهامش«.. فماذا كنا سنفعل لو أجبرنا حكامنا ومسئولينا علي سحب »هامشهم« وإطلاق سراح الرأي المهمش ليتمتع بكامل حريته؟!
السؤال لا يحتاج إجابة يصعب الاتفاق عليها. فهناك من يري أن مساحة حرية الرأي المتاحة لأصواتنا وأقلامنا كافية. وهناك في المقابل من يؤكد أن الإبقاء علي الهامش أو سحبه لن يغير شيئا. فلا الحكومة مستعدة لإطلاق الحريات بدون ضابط أو رابط، ولا المعارضون في حاجة أكثر مما لديهم لمواصلة شجب الحكومة والتنديد بتقييدها للحريات، قاصفة الأقلام، ومغلقة القنوات الإعلامية التي تتخطي حدود »الهامش« الشهير.
والحل؟
لا حل.. في الوقت الحالي، علي الأقل، مع طرفين مضادين متباعدين.. يتمسك كل واحد منهما برأيه في الوقوف إلي جانب الهامش أو ضده، وعلي المتضرر منهما أن يتصرف كما يشاء داخل حدود هذا الهامش.. طبعا!
هذا ما فكّرت به بعد أن انتهيت من قراءة مقال لكاتب غير مصري، تعليقا علي ما سمعه وما قرأه عن نتائج الانتخابات المصرية الأخيرة. الكاتب هو الأستاذ »غسان المفلح« ترك بلاده سورية وحصل علي حق اللجوء السياسي في سويسرا بعد أن تبين لسلطاتها مدي الخطورة علي حريته وحياته إذا أجبر حالياًعلي العودة إلي بلاده. والكاتب الزميل »غسان المفلح« يكتب في صحف عديدة، وتبث مقالاته علي مواقع إلكترونية خاصة تلك التي أسسها في المنفي سوريون معارضون للنظام الحالي في دمشق.
عنوان المقال يحمل تساؤلاً من كاتبه: مصريون أم عرب مع عدالة النقد؟.
قبل أن يجيب الأستاذ غسان المفلح عن سؤاله، حرص علي تنبيه القاريء إلي:
- ( في كل مرة أكتب فيها عن مصر أجد نفسي بلا أية مشاعر رقابية علي هذه الكتابة. السبب أن مصر صار فيها فضاء من الحرية السياسية مقننا، لكن عندما تكتب عن دول الخليج تحتاط. لماذا؟ ربما فيها شيء من الانتهازية الشخصية، حيث عائلات الملك والجاه تستولي علي أكبر مساحة إعلامية ناطقة بالعربي. وهناك ربما أسباب سياسية أخري لا أريد التطرق لها الآن في هذا السياق).
ومن هذا التمهيد المفاجيء لقراء كُثر أنا أحدهم انتقل الكاتب السوري غسان المفلح إلي مفاجأة أخري، قائلاً:
- (هكذا الأمر كلما وجدت نفسي أكتب عن مصر أجد أن هناك دوافع وجدانية لا أستطيع الهروب منها رغم أنها تضلل الكتابة، لكن هذا نحن نحاول، مع أنني لا أستطيع دخول مصر رغم كل المحاولات لزيارتها. والسبب أن لديهم قوانين تمنع أي لاجيء سياسي عربي من دخول مصر بوثيقة »اللجوء السياسي«، سواء كانت سويسرية كحالتي أو خلافه. هذا ما يقولونه لي، ولكن ربما هناك أسباب أخري لا أريد التحدث عنها).
كاتب سوري ترك بلاده مجبراً، ولم يجد بلداً عربياً آمناً يقبل لجوءه إليه فاختار بلداً أوروبياً بعيداً يقيم فيه، ويكتب منه، ويتابع أخبار بلده وبلاد العرب كلها عن بعد: قراءة صحف وكتب وسماع إذاعات ومشاهدة حوارات ونشرات علي شاشة القنوات التليفزيونية. الكاتب لم يطلب اللجوء إلي مصر، وإنما طلب فقط زيارتها ولقاء من عرفهم، ومن يريد التعرف عليهم، فيها.. لكن طلب الزيارة رفض المرة بعد الأخري.
رغم عدم استطاعته السفر إلي القاهرة وتمضية بضعة أيام فيها، إلا أن هذا الرفض لم يحفزه علي مهاجمة السلطات المعنية التي رفضت منحه تأشيرة دخول مصر، مكتفياً فقط بإبداء دهشته من »وجود قوانين تمنع أي لاجيء سياسي عربي من دخول مصر بوثيقة اللجوء السياسي.بعد هذا التوضيح، مروراً علي العتاب.. انتقل الأستاذ »غسان المفلح« إلي صلب المقال قائلاً:
- (لأول مرة ينتابني إحساس غريب، منذ كنت طفلاً صغيراً، عندما رأيت الناس تطوف في بعض شوارع دمشق وهي تحمل صور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ومنهم من كان يبكي.. هكذا مصر أعيشها، وراقبت انتخاباتها عبر الإعلام: المرئي والمكتوب، وحاولت متابعة ما كتب عنها قدر المستطاع.
لذا أردت تسجيل بعض من انطباعاتي:
أولا: أقول لغالبية من كتبوا عن مصر من غير المصريين، فجأة صار البعض منهم متعاطفاً مع خروج »الإخوان المسلمين« من الانتخابات بلا أية نتائج، وأصبح خروج الإخوان مؤشرا علي سوء الانتخابات جملة وتفصيلاً. أقول لأصدقائي: لتكن في دولكم أقل بكثير مما في مصر.
ثانيا: الحزب الوطني الحاكم مازال مرتعاً لفساد سياسي ومالي، ومازال النظام يلعب علي الورقة الدينية، ومازال الأقباط دستورياً مواطنين درجة ثانية. وهذا الدستور هو مساومة الحكم مع النخب الإسلامية، التي تشاركه نفس اللعبة علها تستفيد في النهاية في توتير الوضع الاجتماعي التعايشي المصري. رغم أنني كتبت مثل غيري، ومنذ زمن أن الحكم قادر علي طرح دستور جديد للبلاد، يعيد للقبط مساواتهم الكاملة من جهة، ويفرض علي كل الأحزاب من جهة أخري، أن يكون لديها مرشحون أقباط كمرحلة أولي. الأقباط هم نكهة مصر منذ قدم التاريخ المصري مسيحياً وحتي اللحظة.
ثالثاً: ملاحظة ربما جديرة بالاهتمام، أن غالبية الكتاب المصريين ومثقفيهم نادراً ما يكتبون عما يحدث في بلدان عربية أخري، وخاصة ما يسمي بلدان »تيار الممانعة«، وكذلك »تيار الاعتدال«. كلا الطرفين لا يتعرض إلا نادراً مثلا لما يحدث داخل سورية الممانعة أو داخل السعودية المعتدلة اما الكتبة الخليجيون، ومن معهم، والسوريون، نادراً ما يمضي أسبوع لا تجد فيه مقالاً عن مصر أو خبراً أحياناً متفشياً فيها.
نقول لأصدقائنا في مصر لماذا لا تكتبون عما يدور في سورية؟ ومن يستجيب منهم يكتب عن »ممانعة النظام« أما نحن فنكتب كل ما نستطيعه: خيانة النظام المصري علي صعيد القضية الفلسطينية..، وفساده..، وديمقراطيته المزيفة..، رغم أن المجتمع المصري بات يغلي بنخب تعبر عن تعدد فكري وحزبي وسياسي منظم، وعفوي أحياناً.. ولا أحد يسائلها، أو يقدمها لمحاكمات غير عادلة بتهمة وهن نفسية الأمة!
هذه نقطة تسجل للنظام المصري قبل ان تسجل للمعارضة المصرية.
سؤالي: »هل أصبحت مصر ضعيفة إلي هذا الحد، أم أن السياسة تقف خلف كل هذا الكم من الكتابة عن الوضع المصري؟ أم أنه ليس من مصلحة أية سلطة عربية نجاح تجربة ديمقراطية واحدة في هذه المساحة من العالم النفطي الإسرائيلي؟!«.
رابعاً: للتأكيد علي ما أرمي إليه..أنه ولا سلطة عربية صغرت أم كبرت تجد لها مصلحة في أن تلعب مصر دوراً ريادياً، ديمقراطياً ودولياً. وهذا ينطبق علي سلطة سورية كما ينطبق علي سلطات الخليج.
سأضرب مثالاً:
لتأكيد التزوير الحادث في الانتخابات الاخيرة، كان الإعلام العربي يبحث عن كل صغيرة وكبيرة ذات قيمة أو بدون قيمة لإدانة ما يدور في مصر، وإدانة العتبة الديمقراطية التي تعيشها مصر، وللوصول لنتيجة تقول: »أرأيتم ماذا تفعل الديمقراطية؟« أو »لا تنغشوا« بهذه الديمقراطية، فهي مزيفة، وحالها حال ما يجري في سورية وبعض دول الخليج!« و»الديمقراطية لا تصلح لشعوبنا«. أما من جهة أخري، فإبان السيول التي اجتاحت السعودية هذا العام تبين أن أهم مدينة سعودية وهي جدة مازالت بلا شبكة صرف صحي، وهذه الإشكالية مطروحة منذ سنوات في جدة.. ومع ذلك ونتيجة هذه الفضيحة، اضطر الإعلام للتعاطي معها حتي تم إخمادها سريعاً، من دون بحث أسبابها العميقة، كما يجري الآن في مصر، ولاحظوا أيضا أن هناك واقعا يقول إن الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز ينوي الإصلاح، ولكن لا أحد يعرف ما هي الجهات التي تعرقل هذا الإصلاح؟ ولا أحد يهتم بهذا الأمر تقريبا.
خامساً: تجري اعتقالات لأسماء معروفة في سورية والسعودية لا أحد يأتي علي ذكرها من المصريين، أما اذا استدعي »مدون مصري« إلي الشرطة المصرية تفرغ الصحف الخليجية مساحات لكتاب عرب عن هذه الفضيحة. طبعاً كل ما أقوله لا يبرر مطلقاً ما تقوم به أجهزة النظام المصري أحياناً.. كما أشرت أعلاه.
سادساً: في سورية وغيرها، كتاب بدأوا بالبرهان علي أن »لا ديمقراطية النظام المصري من عدم نجاح الإخوان المسلمين بالانتخابات الأخيرة« بينما هم أي هؤلاء الكتاب العرب لا يستطيعون أن يقولوا حرفاً عن المرسوم رقم (94) القاضي بإعدام أي منتسب لتلك الجماعة في سورية!
سابعاً: سأطرح قضية التوريث التي يتفرغ لها الإعلام، مع أنه لم يتفرغ لها إبان التوريث علي المستوي السوري قبل عقد من الزمن .. ولا يأتي أيضاً علي سيرة أن بعض العائلات في دول الخليج لا تكتفي بملك أو أمير.. بل العائلة كلها تشارك في الحكم والمناصب من سيادية وخلافه، حسب تعداد الأمراء الصالحين للملك والسلطة لدرجة أنه هنالك أمثلة لا يوجد لها مثيل في العالم، لا القديم، ولا الجديد.. ومع ذلك لا أحد يمر عليها.
التوريث الجاري في مصر علي الأقل يحاول السادة هناك إخراجه بشكل ديمقراطي. ربما لو اتحدت المعارضة المصرية لأفشلت هذا التوريث، ووفقا للحرية السياسية التي تتمتع بها هذه المعارضة المشتتة.
العدل في النقد.. هذا أمر أردته من هذه المقالة من جهة، ومن جهة أخري، هل هذا النقد ينطلق من كوننا عرباً أم من كوننا حريصين علي مصر والمصريين؟ كل كاتب يستطيع الإجابة عن هذا السؤال).
ويختتم الكاتب »غسان المفلح« مقاله المنبث علي موقع »جدار« في 02 ديسمبر الماضي، نقلاً عن »القدس العربي« مقترحاً:
- (ثلاثة يجب أن يتخلص منها النظام المصري. أولاً: إنهاء الحالة اللامواطنية دستورياً.. كما أشرت. ثانياً: تنمية القوانين الانتخابية نحو حرية مقننة وبلا حدود، والتوقف عن اللعب بالورقة الدينية. والثالثة: الفساد الذي يجب استئصاله. وقبل هذا وذاك.. لابد من التأكيد علي تكون طبقة برجوازية مصرية تقبل بتعدد المصالح والسياسة، هذا من جهة ومن جهة أخري، كرست ما سميناه في السابق العتبة الديمقراطية في مصر، معني لما يسمي التغيير السلمي الديمقراطي، معني تاريخياً، يتحقق علي الأرض، بفعل نضالات المعارضة ومنظمات المجتمع المدني المصري، وليس كحالنا نتغني بهذا ولا أرضية لما يسمي بالنضال السلمي التدرجي في سورية، وأجد أن ما يكتبه يساريون مصريون عن انتخابات بلدهم كاف لكي يكون مؤشرا علي صحة التجربة الديمقراطية الواعدة التي نأمل أن تكون نموذجاً عربياً يحتذي).
..........
..........
ما جاء في مقال الكاتب العربي، السوري، يحمل وجهة نظر ينتظر أن نختلف في مصر عند تقييمها. الذي يؤيدها لن يسلم من معارضيها. والذي يرفضها لن ينجو من الموافقين عليها. ولا جديد بالطبع تحت الشمس.
أول تعليق علي ما كتبه الأستاذ غسان المفلح، جاء من الكاتب الاستاذ »مجد عبدالخالق« عربي، معارض يكتب هو أيضاً من المنفي قائلاً:
- الأستاذ غسان..
لم تزر للأسف مصر، أما أنا، ولحسن حظي، فقد زرتها عدة مرات.
قابلت خلال زياراتي بعض المثقفين المصريين الذين كان لهم رأي حول أوضاع حقوق الإنسان والحريات في مصر، مختلف عن الرأي الذي طرحته في مقالتك. إن تلك الأوضاع لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها في كل الدول العربية، وإن كان بخصوصية تفرضها الجغرافية والتاريخ.. و.. إلخ. وما بعض التحولات الديمقراطية الشكلية في مصر وغيرها إلا نتاج لمتغيرات دولية مؤثرة القطب الواحد ، النظام العالمي الجديد وهي ولدت شكلية وستبقي شكلية ما دام دور الشعوب فيها معدوماً.
أما ما ذكرت عن كتابة القاصي والداني حول مصر، فلذلك برأيي أسبابه الموضوعية التي لا تمت بصلة إلي الحقد والغيرة وإحباط التجربة الديمقراطية فيها .. فمصر كانت خلال القرن الماضي الدولة العربية الأولي والأكثر تأثيرا حتي علي داخل الأقطار الأخري، التي يهتم بها وبما يجري فيها، الجميع.. خاصة المفكرين والمثقفين العرب. ثم إن المهتم بالشأن العام غير المصري يحاول الخروج من نطاقه الضيق إلي فضاء أوسع، غالباً ما يجده في مصر. أما المصري فإن فضاءه واسع أساساً: التعداد السكاني لمصر، ووجود جميع الإشكاليات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، التي لا يمكن مصادفتها في الدول العربية الأخري. ولذلك لا داعي بالنسبة له ولا وقت لديه للكتابة عن الآخرين).
انتهي تعليق الكاتب »مجد عبدالخالق« المناقض لما كتبه زميله »غسان المفلح«.. لكنه لم ينس أن يختتمه بمجاملة زميله »شاكراً علي الجهد المبذول في المقالة«.
........
........
تري ماذا سنقول كمصريين عن مقال الزميل السوري »غسان المفلح« تأييداً لما قاله عنا، أو تنديداً به.. في حدود هامش الحرية الذي نحتمي تحت مظلته؟!
السؤال لا يحتاج إجابة يصعب الاتفاق عليها. فهناك من يري أن مساحة حرية الرأي المتاحة لأصواتنا وأقلامنا كافية. وهناك في المقابل من يؤكد أن الإبقاء علي الهامش أو سحبه لن يغير شيئا. فلا الحكومة مستعدة لإطلاق الحريات بدون ضابط أو رابط، ولا المعارضون في حاجة أكثر مما لديهم لمواصلة شجب الحكومة والتنديد بتقييدها للحريات، قاصفة الأقلام، ومغلقة القنوات الإعلامية التي تتخطي حدود »الهامش« الشهير.
والحل؟
لا حل.. في الوقت الحالي، علي الأقل، مع طرفين مضادين متباعدين.. يتمسك كل واحد منهما برأيه في الوقوف إلي جانب الهامش أو ضده، وعلي المتضرر منهما أن يتصرف كما يشاء داخل حدود هذا الهامش.. طبعا!
هذا ما فكّرت به بعد أن انتهيت من قراءة مقال لكاتب غير مصري، تعليقا علي ما سمعه وما قرأه عن نتائج الانتخابات المصرية الأخيرة. الكاتب هو الأستاذ »غسان المفلح« ترك بلاده سورية وحصل علي حق اللجوء السياسي في سويسرا بعد أن تبين لسلطاتها مدي الخطورة علي حريته وحياته إذا أجبر حالياًعلي العودة إلي بلاده. والكاتب الزميل »غسان المفلح« يكتب في صحف عديدة، وتبث مقالاته علي مواقع إلكترونية خاصة تلك التي أسسها في المنفي سوريون معارضون للنظام الحالي في دمشق.
عنوان المقال يحمل تساؤلاً من كاتبه: مصريون أم عرب مع عدالة النقد؟.
قبل أن يجيب الأستاذ غسان المفلح عن سؤاله، حرص علي تنبيه القاريء إلي:
- ( في كل مرة أكتب فيها عن مصر أجد نفسي بلا أية مشاعر رقابية علي هذه الكتابة. السبب أن مصر صار فيها فضاء من الحرية السياسية مقننا، لكن عندما تكتب عن دول الخليج تحتاط. لماذا؟ ربما فيها شيء من الانتهازية الشخصية، حيث عائلات الملك والجاه تستولي علي أكبر مساحة إعلامية ناطقة بالعربي. وهناك ربما أسباب سياسية أخري لا أريد التطرق لها الآن في هذا السياق).
ومن هذا التمهيد المفاجيء لقراء كُثر أنا أحدهم انتقل الكاتب السوري غسان المفلح إلي مفاجأة أخري، قائلاً:
- (هكذا الأمر كلما وجدت نفسي أكتب عن مصر أجد أن هناك دوافع وجدانية لا أستطيع الهروب منها رغم أنها تضلل الكتابة، لكن هذا نحن نحاول، مع أنني لا أستطيع دخول مصر رغم كل المحاولات لزيارتها. والسبب أن لديهم قوانين تمنع أي لاجيء سياسي عربي من دخول مصر بوثيقة »اللجوء السياسي«، سواء كانت سويسرية كحالتي أو خلافه. هذا ما يقولونه لي، ولكن ربما هناك أسباب أخري لا أريد التحدث عنها).
كاتب سوري ترك بلاده مجبراً، ولم يجد بلداً عربياً آمناً يقبل لجوءه إليه فاختار بلداً أوروبياً بعيداً يقيم فيه، ويكتب منه، ويتابع أخبار بلده وبلاد العرب كلها عن بعد: قراءة صحف وكتب وسماع إذاعات ومشاهدة حوارات ونشرات علي شاشة القنوات التليفزيونية. الكاتب لم يطلب اللجوء إلي مصر، وإنما طلب فقط زيارتها ولقاء من عرفهم، ومن يريد التعرف عليهم، فيها.. لكن طلب الزيارة رفض المرة بعد الأخري.
رغم عدم استطاعته السفر إلي القاهرة وتمضية بضعة أيام فيها، إلا أن هذا الرفض لم يحفزه علي مهاجمة السلطات المعنية التي رفضت منحه تأشيرة دخول مصر، مكتفياً فقط بإبداء دهشته من »وجود قوانين تمنع أي لاجيء سياسي عربي من دخول مصر بوثيقة اللجوء السياسي.بعد هذا التوضيح، مروراً علي العتاب.. انتقل الأستاذ »غسان المفلح« إلي صلب المقال قائلاً:
- (لأول مرة ينتابني إحساس غريب، منذ كنت طفلاً صغيراً، عندما رأيت الناس تطوف في بعض شوارع دمشق وهي تحمل صور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ومنهم من كان يبكي.. هكذا مصر أعيشها، وراقبت انتخاباتها عبر الإعلام: المرئي والمكتوب، وحاولت متابعة ما كتب عنها قدر المستطاع.
لذا أردت تسجيل بعض من انطباعاتي:
أولا: أقول لغالبية من كتبوا عن مصر من غير المصريين، فجأة صار البعض منهم متعاطفاً مع خروج »الإخوان المسلمين« من الانتخابات بلا أية نتائج، وأصبح خروج الإخوان مؤشرا علي سوء الانتخابات جملة وتفصيلاً. أقول لأصدقائي: لتكن في دولكم أقل بكثير مما في مصر.
ثانيا: الحزب الوطني الحاكم مازال مرتعاً لفساد سياسي ومالي، ومازال النظام يلعب علي الورقة الدينية، ومازال الأقباط دستورياً مواطنين درجة ثانية. وهذا الدستور هو مساومة الحكم مع النخب الإسلامية، التي تشاركه نفس اللعبة علها تستفيد في النهاية في توتير الوضع الاجتماعي التعايشي المصري. رغم أنني كتبت مثل غيري، ومنذ زمن أن الحكم قادر علي طرح دستور جديد للبلاد، يعيد للقبط مساواتهم الكاملة من جهة، ويفرض علي كل الأحزاب من جهة أخري، أن يكون لديها مرشحون أقباط كمرحلة أولي. الأقباط هم نكهة مصر منذ قدم التاريخ المصري مسيحياً وحتي اللحظة.
ثالثاً: ملاحظة ربما جديرة بالاهتمام، أن غالبية الكتاب المصريين ومثقفيهم نادراً ما يكتبون عما يحدث في بلدان عربية أخري، وخاصة ما يسمي بلدان »تيار الممانعة«، وكذلك »تيار الاعتدال«. كلا الطرفين لا يتعرض إلا نادراً مثلا لما يحدث داخل سورية الممانعة أو داخل السعودية المعتدلة اما الكتبة الخليجيون، ومن معهم، والسوريون، نادراً ما يمضي أسبوع لا تجد فيه مقالاً عن مصر أو خبراً أحياناً متفشياً فيها.
نقول لأصدقائنا في مصر لماذا لا تكتبون عما يدور في سورية؟ ومن يستجيب منهم يكتب عن »ممانعة النظام« أما نحن فنكتب كل ما نستطيعه: خيانة النظام المصري علي صعيد القضية الفلسطينية..، وفساده..، وديمقراطيته المزيفة..، رغم أن المجتمع المصري بات يغلي بنخب تعبر عن تعدد فكري وحزبي وسياسي منظم، وعفوي أحياناً.. ولا أحد يسائلها، أو يقدمها لمحاكمات غير عادلة بتهمة وهن نفسية الأمة!
هذه نقطة تسجل للنظام المصري قبل ان تسجل للمعارضة المصرية.
سؤالي: »هل أصبحت مصر ضعيفة إلي هذا الحد، أم أن السياسة تقف خلف كل هذا الكم من الكتابة عن الوضع المصري؟ أم أنه ليس من مصلحة أية سلطة عربية نجاح تجربة ديمقراطية واحدة في هذه المساحة من العالم النفطي الإسرائيلي؟!«.
رابعاً: للتأكيد علي ما أرمي إليه..أنه ولا سلطة عربية صغرت أم كبرت تجد لها مصلحة في أن تلعب مصر دوراً ريادياً، ديمقراطياً ودولياً. وهذا ينطبق علي سلطة سورية كما ينطبق علي سلطات الخليج.
سأضرب مثالاً:
لتأكيد التزوير الحادث في الانتخابات الاخيرة، كان الإعلام العربي يبحث عن كل صغيرة وكبيرة ذات قيمة أو بدون قيمة لإدانة ما يدور في مصر، وإدانة العتبة الديمقراطية التي تعيشها مصر، وللوصول لنتيجة تقول: »أرأيتم ماذا تفعل الديمقراطية؟« أو »لا تنغشوا« بهذه الديمقراطية، فهي مزيفة، وحالها حال ما يجري في سورية وبعض دول الخليج!« و»الديمقراطية لا تصلح لشعوبنا«. أما من جهة أخري، فإبان السيول التي اجتاحت السعودية هذا العام تبين أن أهم مدينة سعودية وهي جدة مازالت بلا شبكة صرف صحي، وهذه الإشكالية مطروحة منذ سنوات في جدة.. ومع ذلك ونتيجة هذه الفضيحة، اضطر الإعلام للتعاطي معها حتي تم إخمادها سريعاً، من دون بحث أسبابها العميقة، كما يجري الآن في مصر، ولاحظوا أيضا أن هناك واقعا يقول إن الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز ينوي الإصلاح، ولكن لا أحد يعرف ما هي الجهات التي تعرقل هذا الإصلاح؟ ولا أحد يهتم بهذا الأمر تقريبا.
خامساً: تجري اعتقالات لأسماء معروفة في سورية والسعودية لا أحد يأتي علي ذكرها من المصريين، أما اذا استدعي »مدون مصري« إلي الشرطة المصرية تفرغ الصحف الخليجية مساحات لكتاب عرب عن هذه الفضيحة. طبعاً كل ما أقوله لا يبرر مطلقاً ما تقوم به أجهزة النظام المصري أحياناً.. كما أشرت أعلاه.
سادساً: في سورية وغيرها، كتاب بدأوا بالبرهان علي أن »لا ديمقراطية النظام المصري من عدم نجاح الإخوان المسلمين بالانتخابات الأخيرة« بينما هم أي هؤلاء الكتاب العرب لا يستطيعون أن يقولوا حرفاً عن المرسوم رقم (94) القاضي بإعدام أي منتسب لتلك الجماعة في سورية!
سابعاً: سأطرح قضية التوريث التي يتفرغ لها الإعلام، مع أنه لم يتفرغ لها إبان التوريث علي المستوي السوري قبل عقد من الزمن .. ولا يأتي أيضاً علي سيرة أن بعض العائلات في دول الخليج لا تكتفي بملك أو أمير.. بل العائلة كلها تشارك في الحكم والمناصب من سيادية وخلافه، حسب تعداد الأمراء الصالحين للملك والسلطة لدرجة أنه هنالك أمثلة لا يوجد لها مثيل في العالم، لا القديم، ولا الجديد.. ومع ذلك لا أحد يمر عليها.
التوريث الجاري في مصر علي الأقل يحاول السادة هناك إخراجه بشكل ديمقراطي. ربما لو اتحدت المعارضة المصرية لأفشلت هذا التوريث، ووفقا للحرية السياسية التي تتمتع بها هذه المعارضة المشتتة.
العدل في النقد.. هذا أمر أردته من هذه المقالة من جهة، ومن جهة أخري، هل هذا النقد ينطلق من كوننا عرباً أم من كوننا حريصين علي مصر والمصريين؟ كل كاتب يستطيع الإجابة عن هذا السؤال).
ويختتم الكاتب »غسان المفلح« مقاله المنبث علي موقع »جدار« في 02 ديسمبر الماضي، نقلاً عن »القدس العربي« مقترحاً:
- (ثلاثة يجب أن يتخلص منها النظام المصري. أولاً: إنهاء الحالة اللامواطنية دستورياً.. كما أشرت. ثانياً: تنمية القوانين الانتخابية نحو حرية مقننة وبلا حدود، والتوقف عن اللعب بالورقة الدينية. والثالثة: الفساد الذي يجب استئصاله. وقبل هذا وذاك.. لابد من التأكيد علي تكون طبقة برجوازية مصرية تقبل بتعدد المصالح والسياسة، هذا من جهة ومن جهة أخري، كرست ما سميناه في السابق العتبة الديمقراطية في مصر، معني لما يسمي التغيير السلمي الديمقراطي، معني تاريخياً، يتحقق علي الأرض، بفعل نضالات المعارضة ومنظمات المجتمع المدني المصري، وليس كحالنا نتغني بهذا ولا أرضية لما يسمي بالنضال السلمي التدرجي في سورية، وأجد أن ما يكتبه يساريون مصريون عن انتخابات بلدهم كاف لكي يكون مؤشرا علي صحة التجربة الديمقراطية الواعدة التي نأمل أن تكون نموذجاً عربياً يحتذي).
..........
..........
ما جاء في مقال الكاتب العربي، السوري، يحمل وجهة نظر ينتظر أن نختلف في مصر عند تقييمها. الذي يؤيدها لن يسلم من معارضيها. والذي يرفضها لن ينجو من الموافقين عليها. ولا جديد بالطبع تحت الشمس.
أول تعليق علي ما كتبه الأستاذ غسان المفلح، جاء من الكاتب الاستاذ »مجد عبدالخالق« عربي، معارض يكتب هو أيضاً من المنفي قائلاً:
- الأستاذ غسان..
لم تزر للأسف مصر، أما أنا، ولحسن حظي، فقد زرتها عدة مرات.
قابلت خلال زياراتي بعض المثقفين المصريين الذين كان لهم رأي حول أوضاع حقوق الإنسان والحريات في مصر، مختلف عن الرأي الذي طرحته في مقالتك. إن تلك الأوضاع لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها في كل الدول العربية، وإن كان بخصوصية تفرضها الجغرافية والتاريخ.. و.. إلخ. وما بعض التحولات الديمقراطية الشكلية في مصر وغيرها إلا نتاج لمتغيرات دولية مؤثرة القطب الواحد ، النظام العالمي الجديد وهي ولدت شكلية وستبقي شكلية ما دام دور الشعوب فيها معدوماً.
أما ما ذكرت عن كتابة القاصي والداني حول مصر، فلذلك برأيي أسبابه الموضوعية التي لا تمت بصلة إلي الحقد والغيرة وإحباط التجربة الديمقراطية فيها .. فمصر كانت خلال القرن الماضي الدولة العربية الأولي والأكثر تأثيرا حتي علي داخل الأقطار الأخري، التي يهتم بها وبما يجري فيها، الجميع.. خاصة المفكرين والمثقفين العرب. ثم إن المهتم بالشأن العام غير المصري يحاول الخروج من نطاقه الضيق إلي فضاء أوسع، غالباً ما يجده في مصر. أما المصري فإن فضاءه واسع أساساً: التعداد السكاني لمصر، ووجود جميع الإشكاليات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، التي لا يمكن مصادفتها في الدول العربية الأخري. ولذلك لا داعي بالنسبة له ولا وقت لديه للكتابة عن الآخرين).
انتهي تعليق الكاتب »مجد عبدالخالق« المناقض لما كتبه زميله »غسان المفلح«.. لكنه لم ينس أن يختتمه بمجاملة زميله »شاكراً علي الجهد المبذول في المقالة«.
........
........
تري ماذا سنقول كمصريين عن مقال الزميل السوري »غسان المفلح« تأييداً لما قاله عنا، أو تنديداً به.. في حدود هامش الحرية الذي نحتمي تحت مظلته؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.