أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي حالة الاستعداد القصوى على الحدود الجنوبية مع السودان لمنع اقتحام دودة الحشد للأراضي المصرية، حيث إنها لا تبعد عن الحدود سوى ب300 كيلو متر فقط، وهي مسافة يمكن أن تقطعها يرقاتها في أقل من شهر، والتي تعد من أخطر الآفات التي تصيب المحاصيل الزراعية، وتقضي عليها، فلا تترك وراءها أي نبتة خضراء؛ مما يهدد الأمن الغذائي المصري. ونظرًا لانتشار هذه الآفة في العديد من الدول الإفريقية وإصابة العديد من المحاصيل، تم توزيع مهندسي الحجر الزراعي بالموانئ والمنافذ الحدودية؛ لفحص الرسائل الواردة؛ للتأكد من سلامتها وعدم دخول الحشرة. وتعتبر الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الموطن الأصلي لتلك الآفة، والتي انتقلت إلى القارة الإفريقية عن طريق رسائل البضائع الواردة من أمريكا، ووفقًا لتقرير منظمة الغذاء العالمية "فاو" فإن دودة الحشد يمكن أن تسبب ضررًا كبيرًا للمحاصيل، إن لم تكافح بشكل جيد. ومن المحاصيل المفضلة لديها الذرة، ولكن يمكن أن تتغذى على أكثر من 80 نوعًا إضافيًّا من النباتات، بما في ذلك الأرز والذرة الرفيعة وقصب السكر ومحاصيل الخضراوات والقطن، وتم اكتشاف دودة الحشد الخريفية لأول مرة في وسط وغرب إفريقيا أوائل عام 2016 ، وبعد عام انتشرت لمسافة تصل إلى 5000 كيلومتر جنوبًا، وسرعان ما انتشرت في جميع أنحاء القارة، وبسبب التجارة وقدرة العثة القوية على الطيران، حيث يمكنها الانتشار أبعد من ذلك ، سيحتاج المزارعون إلى دعم كبير، من خلال الإدارة المتكاملة للآفات؛ من أجل مكافحة دودة الحشد الخريفية على نحو مستدام في نظمهم الزراعية. وتكمن خطورة تلك الآفة في سرعة تكاثرها، فهي تنتج ما لا يقل عن 12 جيلاً سنويًّا، حيث تتغذى اليرقات على المحصول لمدة ثلاثة أسابيع، قبل أن تتحول إلى فراشات ليلية، يمكنها بمساعدة الرياح القوية أن تنتشر بسرعة على مدى مئات الكيلومترات، ووضع ما يصل إلى 1000 بيضة لكل منها. وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر سودانية انتشار حشرة الحشد الخريفية ببلادهم، بعد أن غزت كل دول الغرب، ووصلت لإثيوبيا ومنها إلى السودان قبل فترة قليلة في منطقتي النيل الأزرق والقضارف، وطالبت بوجود تعاون مشترك بين هذه الدول لمكافحة الآفات المهاجرة، التي لا تعرف الحدود، آثرت الحكومة المصرية متمثلة في وزارة الزراعة نشر المصائد على حدودها؛ في انتظار وصول تلك الآفة الخطيرة. ومن جانبه قال الدكتور ممدوح السباعي، مدير الإدارة المركزية للمكافحة بوزارة الزراعة، إن الدودة الجياشة تبعد عن الحدود المصرية بمسافة تقدر ب300 كم، منوهًا بأن الوزارة اتخذت جميع الإجراءات الوقائية للحد من خطورة الآفة ومنع دخولها مصر، عن طريق توزيع المصائد علي المناطق الحدودية بأسوان في مناطق كوم أمبو وإدفو وأبو سمبل؛ لجذب الحشرة والقضاء عليها، هذا بجانب إلى عقد ندوات للمزارعين لتعريفهم بالحشرة. فيما أكد الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى، أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لمواجهة حشرة الخريف، من خلال توزيع مهندسي الحجر الزراعي في الموانئ ونطاق المنافذ الحدودية، بعد تدريبهم على التعرف على الحشرة ومواصفاتها وأطوارها وكيفية التعامل معها، وفحص الرسائل الواردة من المحاصيل الزراعية؛ للتأكد من عدم تسرب الحشرة. وطالب الدكتور عصام عجمي، أستاذ المكافحة البيولوجية بزراعة القاهرة، بفرض إجراءات حجرية مشددة في جميع المنافذ الحدودية؛ لمنع دخول تلك الحشرة إلي مصر، الأمر الذي يهدد مصر بخسارة اقتصادية كبيرة؛ لما قد تتعرض له المحاصيل الزراعية من أضرار. وأكد عجمي ضرورة اعتماد وزارة الزراعة برنامج مكافحة متكاملاً؛ للحد من خطورتها، وذلك باستخدام الأعداء الطبيعية والمبيدات لمنع انتشارها، وعدم الاعتماد علي طريقة واحدة لمكافحتها، مشددًا على عقد الندوات التثقيفية بكافة المحافظات؛ لتعريف المزارعين بخطورتها وكيفية مقاومتها والقضاء عليها. فيما اقترحت "فاو" برنامجًا مدته خمس سنوات؛ لمساعدة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، ومنظماتهم، ومؤسساتهم العامة، وحكوماتهم الوطنية، وشركائهم الإنمائيين على الاستجابة بسرعة لتحديات الإصابة بدودة الحشد الخريفية في جميع أنحاء إفريقيا.