تستهدف وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي زيادة المساحة المنزرعة بالقطن المصري (طويل – فائق الطول) خلال الموسم الجديد إلى نصف مليون فدان، حيث تم توفير كافة تقاوي أقطان الإكثار، التي تكفي لزراعة هذه المساحة، بزيادة كبيرة عن الموسمين السابقين، وهو ما يعد أمرًا مبشرًا بعودة القطن المصري إلى عرشه من جديد. وأصدر الدكتور عبدالمنعم البنا، وزير الزراعة، قرارًا وزاريًّا رقم 177 لسنة 2018، بتحديد مناطق زراعة أصناف القطن للموسم الزراعي 2018، مع حظر زراعة أي أصناف أخرى خلاف التي تم تحديدها لكل منطقة؛ للحفاظ على نقاء بذرة القطن المصري، وحظر الأقطان الغريبة، وذلك ضمن خطة الوزارة لعودة القطن المصري إلى سمعته المعروفة عالميًّا. وشهد العامان الماضيان زيادة المساحات المنزرعة بالقطن، بعد تراجع ملحوظ في المساحات المنزرعة بالمحصول، ففي عام 2017 تم زراعة 250 ألف فدان، بمعدل إنتاج يصل إلى مليون قنطار، في حين تم زراعة 131 ألف فدان عام 2016 ، بعد أن انخفضت تلك المساحة بشكل كبير يقترب من 47 %، عن عام 2015 الذي تم خلاله زراعة 247 ألف فدان. وأرجع الخبراء أسباب تراجع المساحات المزروعة قطنًا لعدم وجود دراسات اقتصادية تقدر المساحات التي ينبغي زراعتها بالقطن وفقًا لإمكانيات المصانع العاملة وقدرتها التشغيلية، بالإضافة إلى القصور والخلل اللذين يعانى منهما قطاع الأعمال العام؛ بسبب توقف القطاع عن تصنيع الغزل من القطن طويل التيلة، واستخدام القطن المصري فى نحو 50% من صناعة الغزل، والاعتماد على الاستيراد من الأقطان متوسطة التيلة والقصيرة. ومن ضمن أسباب تراجع المساحات المنزرعة قطنًا عزوف الفلاحين عن زراعته؛ لعدم وجود آلية تنفيذية لتسويق المحصول، وسيطرة مافيا تجارة السوق السوداء على السوق، وبيعه بأقل الأسعار، ولجوء الشركات إلى الاستيراد من الخارج؛ لتخفيض أسعاره وجني الأرباح، وزيادة تكلفة زراعته، والتي تصل لأكثر من 10 آلاف جنيه للفدان. وجاء هذا القرار الوزاري بعد الإعلان عن البدء في إجراءات إنشاء مدينة "مان كاي"، وهي مجمع لصناعة المنسوجات والملابس بمصر، على مساحة 3.1 مليون متر بمدينة السادات في منتصف يناير الماضي، والذي من المتوقع أن تبلغ قيمة إنتاجه السنوي 9 مليارات دولار، وأن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى له عام 2020 ، والتي تضم 57 مصنعًا بإجمالي استثمار 228 مليون دولار، على أن يتم الانتهاء من المرحلة الخامسة والأخيرة من المشروع عام 2024 . يذكر أن القطن من المحاصيل الشرهة للمياه، حيث إنه يستوجب لإنتاج كيلو جرام واحد من القطن 20 ألف لتر من الماء، ويزيد معدل استهلاك القطن للمياه بنسبة 2% مقارنة بالأرز؛ بسبب طول فترة مكوثه في الأرض، التي تمتد لثمانية أشهر.