رغم تكرار استغاثات مرضى نزيف الدم (الهيموفليا) خلال الفترات الماضية، إلا أن أزماتهم مستمرة، ولم يلتفت أحد من المسؤولين إليهم، آخرها معاناتهم بخصوص الحصول على عقار فاكتور8 وفاكتور9، المعالج للمرض، حتى أصبح بعيد المنال، على حد تعبير كثيرين، فعدد كبير من المرضى لا يجد الدواء في الصيدليات أو المستشفيات، وإذا توافر يصل إلى 4 آلاف جنيه للحقنة الواحدة. من جانبها، تواصلت "البديل" مع عدد من المرضى لسماع شكواهم، حيث قالت سيدة تدعى لمياء، والدة أحد المرضى: "للأسف، عقار الفاكتور سواء 8 أو 9، أصبحت الحقنة الواحدة تتعدى ال4 آلاف جنيه وغير متوفرة بالأسواق ولا المستشفيات"، مضيفة: "أسعار الحقنة أصبحت خيالية، رغم أن مريض الهيموفيليا يفترض عليه تناول حقنتين كوقاية حتى لا يتعرض لعملية النزيف، لكن الحقن غير متوفرة بالمستشفيات، وكلما توجهنا إلى أي مستشفى تابعة للتأمين الصحي تكتفي بنقل دم لابني فقط، دون الحصول على علاج مناسب". وأكد ي.ك، أحد مرضى الهيموفيليا، أن الوضع أصبح سيئا للغاية، وبحاجة إلى نظرة اهتمام من المسؤولين؛ فحقن الفاكتور غير متوفرة في بعض المستشفيات، وإذا توافرت في الخارج، يصل سعر الحقنة إلى آلاف الجنيهات، ولا يوجد أي شخص لديه قدرة مادية أن ينفق على العلاج أكثر من 20 ألف جنيه شهريًا، مضيفًا أن جميع المستشفيات التابعة للتأمين الصحي تكتفي بنقل الدم للمرضى، دون تقديم أي خدمات علاجية مناسبة للحالات، موضحا أنه مصاب أيضًا بفيروس سي بسبب نقل الدم من حين لآخر، مختتما: "الأمر متأزم للغاية، فلا أجد ما يكفي لعلاجي من الهيموفيليا أو فيروس سي". ومن جانبه، قال النائب هيثم الحريري، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن لجنة الصحة يجب أن تنظر في ملفات جميع المرضى الذين لا يستطيعون إيجاد الأدوية الخاصة بهم، ويجب أيضًا توجيه أسئلة وطلبات إحاطة إلى الدكتور أحمد عماد، الدين وزير الصحة، بشأن سوء أحوال مرضى الهيموفيليا أو غيرهم من المرضى غير القادرين على توفير العلاج، والذي لا توفره لهم الدولة بصورة فعالة، مضيفًا ل"البديل"، أن وضع ملف الصحة في مصر أصبح سيئا، وبحاجة إلى وقفة من قبل وزارة الصحة لحل كل الإشكاليات التي يعانيها المرضى، مؤكدا أنه من المفترض أن توفر مستشفيات التأمين الصحي، قلعة المرضى، جميع الاحتياجات من أدوية ومستلزمات وغيرها. وقال الدكتور مجدي مرشد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن أوضاع المرضى أصبحت سيئة، سواء في التعامل مع المستشفيات الحكومية أو الحصول على الأدوية والعلاج المناسب، مضيفًا أن وزارة الصحة، يجب أن تنظر إلى حال أي مريض يواجه أزمة عدم تمكنه من الحصول على العلاج أو دخول مستشفى مناسبة لحالته، مشيرًا إلى أن عدم وجود الأدوية وارتفاع أسعارها في الأسواق أصبحت أزمة يجب أن نقف أمامها حتى لا تتفاقم ونجد أنفسنا نكرر أزمات العام الماضي من نقص الأدوية الحيوية.