يحتفل مرضى نزيف الدم "الهيموفيليا" غدا 17 أبريل بيومهم العالمي، وسط معاناة وألم شديدين؛ فرائحة الموت لا تفارق أنوفهم، بعدما تجاهلت وزارة الصحة صرخاتهم، رغم أن عددهم في مصر تجاوز 22 ألف مريض، 40% منهم مسجلين في التأمين الصحي. أبرز المشاكل التي يواجهها مرضى الهيموفيليا، قلة الأماكن العلاجية، إلى جانب استمرار نقص العقار الخاص بالمرضى "الفاكتور8، والفاكتور9″، وارتفاع أسعاره بصورة مبالغ فيها، حيث وصل ثمن الحقنة الواحدة إلى 4 آلاف جنيه، وقد يحتاج المريض إلى أكثر من أربع حقن أثناء النزف، حتى ناشد عدد كبير من الأطباء وزارة الصحة بضرورة تخصيص أماكن في المستشفيات لعلاجهم. ويرجع سبب زيادة أسعار الحقنة بهذا الشكل المبالغ فيه، إلى توقف المصنع المنتج لعقار "فاكتور"؛ لعدم مطابقته المواصفات القياسية للجودة، ونظرا لتعثره وعدم وجود سيولة مادية، تم إغلاق المصنع، ولم تتوقف معاناة المرضى عند نقص الفاكتور فقط، بل لحقه غياب "الكرايو"، أحد الأدوية المعالجة، أيضا، ومن أبرز المشاكل التي تواجه مرضى الهيموفيليا، إصابتهم بأمراض الدم والفيروسات الكبدية، مثل فيروس سي؛ نتيجة نقل الدم غير الآمن، الذي يلجأون إليه نتيجة للنزيف بصورة مبالغ فيها. وقال حسين مجدي، أخصائي أمراض الدم وزرع النخاع، إن مرضى الهيموفيليا في مصر، يعانون من عدة مشاكل، أهمها عدم توافر مراكز متخصصة لعلاج المرض، وهي كارثة حقيقية يعانيها المرضى، خاصة أن أزمة "الهيموفيليا" لا تتوقف على النزيف فقط، لكنها تتطرق إلى أمراض العظام وأمراض النساء. وأضاف مجدي ل"البديل" أن حقنة الفاكتور8 والفاكتور9 سعرها وصل إلى 4 آلاف جنيه، وبعض الأماكن تبيعها ب5 آلاف، ما يعني استحالة استطاعة المرضى توفيرها، مؤكدا أن مصابي الهيموفيليا يعانون على مدار الأعوام الماضية حتى اليوم، وصرخاتهم ومطالبهم لم تجد مجيبا. وأكد أخصائي أمراض الدم أن ارتفاع أسعار حقنة الفاكتور يؤدي إلى تدهور حالات المرضى بصورة واضحة، خاصة أن الفاكتور يأخذه مريض الهيموفيليا كوقاية من النزيف وليس علاجا فقط، وغيابه يؤدي إلى كوارث، مشددًا على ضرورة توفير مراكز علاجية مخصصة لمرضى نزيف الدم.