قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، إنه يتم العمل حاليًّا على إعداد المناهج الخاصة بالنظام التعليمي الجديد، بالتعاون مع خبراء من دول العالم المتقدمة في التعليم، مثل فنلنداوألمانيا واليابان، مشددًا خلال اجتماعه مع لجنة التعليم بمجلس النواب على أن الوزارة تسابق الزمن للبدء في هذا النظام الجديد في العام الدراسي المقبل. جُمل مكررة دائمًا ما يصرح بها وزراء التربية والتعليم عندما يُوجه لهم سؤال عن تطوير المناهج، في مؤتمر أو تصريحات للصحافة والإعلام، فما قاله "شوقي" صرح به الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم السابق، الذي ترك منصبه بداية العام الجاري، خلال مؤتمرات صحفية عديدة، حيث أكد أن الوزارة تعمل على تنفيذ برنامج شامل لإصلاح التعليم بمصر، في ضوء رؤية مصر 2030، وأن تطوير المناهج في صدارة ما وضعته الوزارة، وتم عقد ورشة عمل لتطوير المناهج لتواكب مناهج الدول المتقدمة بمساعدة خبراء من تلك الدول. وخلال اجتماع عقد في شهر يناير الماضي بخبراء بمركز تطوير المناهج والمواد التعليمية، أضاف الشربيني أن الوزارة بدأت في تطوير المناهج التعليمية بشكل شامل وجذري، من خلال وضع إطار عام لمناهج التعليم قبل الجامعي، مشيرًا إلى أنه تم الانتهاء من تشكيل اللجنة القومية التي ستقوم بمراجعة مناهج العلوم والرياضيات في ضوء مناهج عدة دول منها (ألمانياوفنلندا وإنجلترا). خروج التعليم من التصنيف اعترف الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، بخروج مصر من تصنيف دعم التنافسية العالمي في مجال التعليم الأساسي، قائلاً "علينا أن نعلم أن ترتيبنا في التصنيف العالمي متأخر جدًّا، لدرجة أننا خرجنا خالص من التصنيف". وقال "شوقي" خلال مؤتمر «رؤية لمستقبل التعليم في مصر»: "نتفق أو نختلف مع تلك التصنيفات، لكن في النهاية المنتج المعرفي الذي نخرجه أعتقد أنه لا يرضي طموحاتنا ولا أحلامنا، ولكن حلم مصر الأكبر هو وضع نظام جديد ومبتكر للتعليم". الحل الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم الأسبق، قال إن "المناهج التعليمية لدينا للأسف تزال تعتمد على تلقين الطلاب الدروس في المدارس، لذلك يخرج الطالب من التعليم الأساسي إلى الجامعي يعتمد على الحفظ، وليس البحث والانخراط في المجالات التي تحتاج لتفكير وإبداع، بالإضافة إلى عدم الاستغلال الأمثل للتكنولوجيا في تطوير الأساليب والأدوات في طرق التدريس ورفع مستوى التفكير والإبداع لدى الطلاب، وأيضًا تغيير الوزراء؛ مما يجعل الخطط والرؤى للتطوير لا تستمر، لأنه في حال وصول الوزير الجديد يضع رؤيته الجديدة، ولا ينظر لرؤية من كان قبله". وأشار "الرافعي"، في تصريحات ل"البديل"، إلى أنّه لا بد للمؤسسات التعليمية والوزارات أن تراجع وتدرس كل المعوقات والأسباب التي أدت إلى تدني المستوى التعليمي في مصر، حتى وصل إلى أنه يخرج في أقل من 5 سنوات من التصنيفات العالمية الخاصة بجودة التعليم، موضحًا أن مصر تحتاج لفترة تتراوح بين 5 و10سنوات لإصلاح المنظومة التعليمية بالكامل. ووضع وزير التربية والتعليم الأسبق روشتة ورؤية لرجوع مصر للتصنيفات العالمية، ومواكبة الدول المتقدمة، تبدأ بتغيير مناهج التعليم الأساسي، ونظام امتحانات الثانوية العامة، وتدريب المعلمين على كيفية تنمية مهارات التفكير، وكيفية قياسها لدى الطلاب، وتوظيف التكنولوجيا في التعليم، وذلك تزامنًا مع إنشاء فروع جديدة للجامعات بمعايير دولية، حتى تقل الكثافة الطلابية في بعض الكليات، بجانب استخدام أساليب وأدوات جديدة لطرق التدريس، وتغيير أغلب المناهج، والاعتماد على البحث العلمي والمواد العملية أكثر من النظرية، حيث يعود كل ذلك بالإيجاب على الجامعات وأعضاء هيئة التدريس والطلاب. وقال الدكتور فاروق فهمي، الخبير التعليمي، إنّ كل النظم التعليمية في ماليزيا وسنغافورة واليابان وكندا وغيرها تعتمد على تنمية ورفع مستوى المهارات واستغلال القدرات الإبداعية لدى الطلاب، منها التفكير الابتكاري والناقد والقدرة على اتخاذ القرار.