يبدو أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده إلى القدسالمحتلة واعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني، سيفتح أبواب جهنم على الكيان المغتصب، فالرئيس ترامب، دون أن يدري، قد وضع السم في العسل لحليفه الصهيوني، فالخطوات تتسارع والمؤشرات توحي باندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة ستشمل جميع المدن من قطاع غزة إلى العاصمة "القدس"، وبعد أن بات القصف الصهيوني على المدن الفلسطينية شبه يومي، وتزايدت حالات الاعتقال والقتل بدم بارد، وارتفعت أعداد المصابين والشهداء، وتوحدت المقاومة اللبنانية خلف نظيرتها الفلسطينية وتُوجت بدعم إيراني، يكون مشهد الانتفاضة الفلسطينية الجديدة قد اكتمل. غطرسة صهيونية ارتفعت خلال الأيام القليلة الماضية حدة التوترات في كافة الأراضي الفلسطينية، في حين استعرت عمليات قوات الاحتلال الإسرائيلي في محاولة لتحجيم الغضب الفلسطيني وتشتيت الانتباه عن القرار الأمريكي الأخير، فباتت عمليات الاعتقال والقتل والمداهمات المنزلية تتم بشكل يومي فج، فضلا عن إطلاق الصواريخ على مختلف المدن لاستهداف عناصر المقاومة، الأمر الذي يدفع المقاومة الفلسطينية الفردية والجماعية إلى الرد على هذه الانتهاكات، فبين عمليات طعن وإطلاق نار وإطلاق صواريخ ومواجهات شوارع، يدافع الفلسطينيون عن حقوقهم المسلوبة، فيما أعلنت مصادر طبية فلسطينية، أن حصيلة الشهداء والمصابين الذين سقطوا خلال الأيام الستة الأخيرة ارتفعت إلى 6 شهداء وأكثر من 1800 مصاب ونحو 200 أسير. شهدت أجواء قطاع غزة تحليقًا مكثفًا لطيران الاحتلال، فجر أمس الأربعاء، وهاجمت الطائرات الإسرائيلية معسكرا تابعا لحركة حماس في قطاع غزة، وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الطائرات الحربية شنت هجومًا بصاروخ واحد على الأقل على موقع "البحرية" جنوب غرب مدينة خان يونس، التابع لكتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، فيما أغارت وبشكل متزامن بصاروخ آخر على أرض فارغة بالقرب من الموقع المستهدف، وأحدثت الغارتان انفجارت هائلة، فيما أفادت مصادر فلسطينية بإصابة مواطن بجراح طفيفة جراء تناثر الزجاج بفعل الغارات. في ذات الإطار، استشهد مقاومان من سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وجرح 3 أشخاص آخرين جراء غارة اسرائيلية قرب بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، استهدفت دراجة نارية كانت تقل اثنين من عناصر وحدة الهندسة في سرايا القدس. على صعيد الشارع الفلسطيني، تواصلت المواجهات بين الشباب الغاضب وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وأصيب خلال مواجهات اليوم السادس على التوالي أكثر من 16 شخصًا، إصابة اثنين منهم خطيرة، وأطلق الاحتلال النار عليهم بالقرب من السياج الفاصل فأصيبوا في الرأس، فيما أصيب آخرون باختناقات جراء إطلاق الغازات السامة عليهم من قبل قوات الاحتلال. المقاومة ترد على الجانب الآخر، باتت صافرات الإنذار تدوي بشكل شبه يومي في المدن الإسرائيلية، حيث تكرر في الآونة الأخيرة إطلاق صواريخ وقذائف من قطاع غزة، كان آخرها اليوم الأربعاء، كشكل من أشكال رد المقاومة الفلسطينية على الصواريخ الصهيونية التي تهطل بغزارة على المدن الفلسطينية، وتحدثت وسائل إعلام العدو، عن دوي صافرات الإنذار في مناطق المجلس الإقليمي لساحل عسقلان وغلاف غزة، مشيرة إلى سماع صوت انفجار جنوب عسقلان، فيما أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفخاي أدرعي، أن صاروخًا سقط في منطقة مفتوحة قرب شاطئ عسقلان جنوب البلاد، حيث يعيش ما يقرب من 130 ألف نسمة، دون وقوع إصابات أو أضرار. في ذات الإطار، أعلنت حركة حماس، أمس الثلاثاء، بدء الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ردًا على اعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، إن الاحتجاجات تنمو في قطاع غزة كجزء من الانتفاضة، وهي انتفاضة ثالثة، وأضاف: نأمل أن تتطور الاحتجاجات بشكل أكبر. من جانبها، أعلنت قوات العاصفة، الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، قبل أيام، بدأ الانتفاضة الفلسطينية، "وعاهدت الجماهير الفلسطينية والأمة العربية الإسلامية بمواصلة الكفاح المسلح وتصعيده داخل الوطن المحتل حتى تحرير فلسطين كل فلسطين"، وكانت "العاصفة" قد أعلنت مسؤوليتها عن قصف مدينة سديروت المحتلة يوم الأحد الماضي، قائلة: قامت مجموعتنا بإطلاق 4 قذائف هاون من نوع 120 على مستوطنة كوسوفيم. المشهد يكتمل المحاولات الإسرائيلية لجر المقاومة الفلسطينية إلى مواجهة جديدة، تمت من خلال رسائل التقطها محور المقاومة بشكل سريع، ففي الوقت الذي خرجت فيه قرارات وتصريحات هزيلة وذليلة من القمم العربية والرؤساء والأمراء والملوك العرب، خرج محور المقاومة ليعلن دعمه الواضح للشعب الفلسطيني، وقد برز ذلك في كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، الذي أكد أن الحزب جاهز وسيقوم بمسؤولية كاملة في مواجهة إسرائيل، وحث الفلسطينيين على مواجهة الكيان المحتل وإشعال انتفاضة فلسطينية ثالثة على كامل الأراضي المحتلة. كلمة نصر الله، التي أشعلت الحماس الفلسطيني، تبعها اتصال هاتفي من قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، بقيادتي كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، وسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، أكد خلاله سليماني "دعم إيران الكامل والشامل لقوّات المقاومة الفلسطينية"، مشددًاً على "جاهزية حركات المقاومة كافّة في المنطقة للدفاع عن المسجد الأقصى". هذا الدعم اكتمل باتصال هاتفي جرى بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي أكد موقف الجمهورية الإيرانية القائم على رفض القرار الأمريكي، معتبرًا أن هذا القرار هو "قمة العدوان من دول الاستكبار العالمي"، وأكد: "إيران سوف تكون بكل إمكاناتها إلى جانب الشعب الفلسطيني لتكون له دولته الكاملة وعاصمتها القدس، ولن تدّخر جهدًا من أجل إنجاح القمة الإسلامية المنعقدة في تركيا وصدور قرارات تدعم الحق الإسلامي في فلسطينوالقدس".