تحل اليوم الذكرى الخامسة لاستشهاد الصحفي الحسيني أبو ضيف، دون وجود الصحفي حسام السويفي مؤسس لجنة الحسيني أبو ضيف للدفاع عن مهنة الصحافة، والذي دأب خلال السنوات الماضية على إحياء ذكرى شهيد الصحافة المصرية، حيث قامت قوات الأمن بالقبض على السويفي من أمام نقابة الصحفيين في مظاهرات رافضة لقرار ترامب نقل سفارة أمريكا إلى القدس، وتم توجيه تهمة الانضمام إلى هيكل اللجان الإعلامية والوحدات الإلكترونية التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي، وقررت نيابة أمن الدولة العليا حبس الصحفي حسام السويفي، والصحفي أحمد عبد العزيز، 15 يومًا على ذمة التحقيقات. وقال محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن المنطق لا بد أن ينتحر حين نجد مؤسس لجنة الحسيني أبو ضيف للدفاع عن مهنة الصحافة، التي تم إنشاؤها في الأساس للقصاص لشهيد الصحافة المصرية من الإخوان، محبوسًا بتهمة الانضمام لتنظيم إخواني، مضيفًا أنه في ذكرى استشهاد الحسيني أبو ضيف، والتي كان يحيها زميلنا حسام السويفي الذي رسم جرافيتي له ولكل شهداء الصحافة على جدار النقابة الخارجي، لم يتذكره أحد. ومن جانبه قال عمرو بدر، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن السلطة الحالية ما زالت تتعامل مع الصحفيين المستقلين باعتبارهم أعداءها؛ ولذلك يتم القبض على صحفيين وحبسهم واختفاء بعضهم وتهديد الآخرين، لدرجة وصلت إلى توجيه تهمة لمن يريد القصاص من الإخوان بالانضمام لخلية إعلامية إخوانية، موضحًا أن مصر لا يوجد بها صحافة حرة، لكن فيها صحفيون أحرار. وما زالت أسرة الشهيد الحسيني أبو ضيف تطالب بالقصاص العادل، الذي لم يحصلوا عليه في الحكم في أحداث الاتحادية، بتأييد حبس الرئيس المعزول محمد مرسي 20 عامًا، وعدم ضم قيادات مكتب الإرشاد إلى المتهمين في القضية، رغم ما نسب إليهم من تصريحات محرضة على العنف. وكان الحسيني أبو ضيف استشهد 12 ديسمبر 2012، بعد أن تم استهدافه من جماعة الإخوان المسلمين بطلق خرطوش في الرأس يوم 5 ديسمبر، أثناء تغطيته أحداث احتجاجات الاتحادية، في محاولة منه لنقل الصورة كاملة للمواطنين، دخل على أثرها في غيبوبة لمدة أسبوع، وظل متأثرًا بجراحه في المستشفى إلى أن وافته المنية. ولقب أبو ضيف بسند الصحفيين؛ لوقوفه بجوار أي زميل لديه مظلمة أو يواجه اعتداءات من قبل الأمن في المظاهرات، أو يتم فصله تعسفيًّا من مؤسسته، حيث كان أبو ضيف يساند الجميع حتى يستردوا حقوقهم. ولد الحسيني في مدينة طما بمحافظة سوهاج، والتحق بكلية حقوق أسيوط، وكان ناشطًا معروفًا في الجامعة باتجاهه السياسي الناصري، وانضم إلى حركة كفاية عقب إنشائها للنضال ضد سياسات نظام مبارك، كما وقف ضد الاستبداد وتقييد الحريات في الجامعة، وشارك في الثورة المصرية لإسقاط الديكتاتورية والاستبداد والظلم وتحقيق العدالة الاجتماعية والحرية.