في نعي لمراسلها الذي توفي في سوريا قالت صحيفة “نيويورك تايمز”: توفي أنطوني شديد، 43 عاما، مراسل خارجي موهوب في صحيفة نيويورك تايمز، كان يقوم بتغطية الاضطرابات في الشرق الأوسط يوم 16 فبراير 2012 ، توفي متأثرا بنوبة ربو في سوريا وهو يقوم بجمع المعلومات عن الجيش السوري الحر وغيره من عناصر المقاومة المسلحة ضد حكومة بشار الأسد شغل شديد عدة مناصب منها مدير مكتب بيروت للتايمز قبل أن ينضم إلى الصحيفة، و مدير مكتب بغداد لصحيفة واشنطن بوست، وغطى أثناء حياته المهنية معظم البلدان في الشرق الأوسط. حصل شديد على جائزة “بوليتزر” للتقارير الدولية مرتين : عام 2004 في تغطيته لغزو الولاياتالمتحدة على العراق والأحداث التي تلتها، ونالها عام 2010 عن تغطيته للعراق أثناء انسحاب الولاياتالمتحدة منها ، ورشح في القائمة القصيرة لبوليتزر عن تغطيته للبنان . وكان أحد الصحفيين الأربعة ومعه هيكس الذين اعتقلتهم قوات معمر القذافي في مارس 2011 وهم يغطون المعارك الدائرة في شرق مدينة اجدابيا ثم أطلق سراحهم بعدها بستة أيام . كتب أنطوني شديد في 11 فبراير 2011 عن مصر المنتصرة بعد نهاية مبارك يقول ” هكذا تبدو لحظات نشوة الانتصار في ميدان التحرير وكأنها تغسل عمرا من الذل والهزائم والغزوات والاحتلال والذي ظهر بأشد الصور مرارة وإيلاما في الأسابيع التي سبقت الثورة لمصر والعالم العربي ” وعن ظروف وفاته يقول هيكس مصور التايمز الذي كان يرافقه أثناء مهمته في سوريا ” شديد كان يعاني من الربو ويحمل الدواء معه ، وعندما بدأت أعراض مرضه تتفاقم استعد لمغادرة سوريا يوم الخميس ” واتصل السيد هيكس بالمحررين في التايمز وبعد عدة ساعات استطاع أن يأخذ جثة شديد إلى تركيا ، وأبلغ جيل أبرامسون رئيس التحرير التنفيذي مساء يوم الخميس موظفي الصحيفة في رسالة على البريد الإلكتروني ” أنطوني مات كما عاش عازما على أن يكون شاهدا على التحول الذي يجتاح منطقة الشرق الأوسط، ويكون شاهدا على معاناة الشعوب في المعارك الدائرة بين قمع الحكومة وقوى المعارضة ” شهادات زملائه : تنقل “نيويورك تايمز” شهادات عن الذين عملوا معه، المصور مايكل كامبر المصور في التايمز يقول: “العمل مع أنتوني شديد كما لو أنك ترى الشرق الأوسط للمرة الأولى” وقد كان رافقه في بغداد يقول عنه أنهم وهم يتجولون في بغداد كان يهتم بالمعمار العراقي ملامحه ألوانه وآداب العراقيين في الزي، ويرى في كل تلك التفاصيل معاني وتاريخ لم يروه أحد، يقول المصور عن نفسه: “رغم أني عملت في العراق لسنوات عديدة فإن أنطوني فك لي شفرة هذا العالم ” وتقول أليسا روبن من التايمز ” من المستحيل أن تتخيل أنتوني ليس حيا ” تقول عنه أنه كان مدهشا كمراسل لأنه كان لا يعتقد أنه يمكن أن يموت لذا تراه دائما هناك في النجف بغداد الناصرية الفلوجة وتصف طريقة عمله كمراسل ” إنه يميل نحو الشخص الذي يجري معه الحوار، ويوميء برأسه، بطريقة تشعر أن هناك دائرة غير مرئية تشمله هو والشخص الآخر الذي يحاوره فقط دونا عن الآخرين ” يقول جون بورنز في التايمز ” سوف نتذكره ما ذهب صحفي إلى الحرب ” يقول عنه أنه “من بين أبناء جيله الذين غطوا النزاعات في منطقة الشرق الأوسط ، كان أنطوني فذا لا نظير له ، وذلك لا يرجع إلى شعرية كلماته ، أو العاطفة التي يجلبها إلى قصصه، ولكن تواضعه الدائم ولياقته في الأماكن الوعرة وفي أوقات المحنة ، لهذه الأسباب وغيرها سنظل نتذكر أنطوني شديد ” ويقول جون كان أنتوني مفكر وعاطفي ومهاراته تكبر كل عام يقول ” التقيت أنتوني منذ أكثر من 20 عاما في القاهرة كنا ندرس اللغة العربية ، وعندما قرأت له بعد عام عن البحرين وجدته متطورا عما قابلته وأخبرني أنه وضع قلبه في كتابه القادم ومن قلبه يأتي الكثير مما فيه”. كتب شديد ثلاثة كتب : ” ميراث النبوة: المستبدون ، الديمقراطيون ، سياسات جديدة للإسلام ” ونشرتها بريس ستفيو في ديسمبر 2000 ، و كتاب عن الشعب العراقي في ظل الحرب الأمريكية ونشرته هينري هولت في سبتمبر 2005، والكتاب الثالث ” منزل الحجر : ذكريات البيت والعائلة والشرق الأوسط المفقود ” ونشرته هوتون ميفلين هاركورت في فبراير الماضي .