قتلت القوات الأمريكية، 16 شرطيًا أفغانيا، أمس، بطريق الخطأ، في استمرار لمسلسل عشوائية تحديد الأهداف التي تكررت كثيرا فيما بات يعرف بالنيران الصديقة، ورغم كثرة مثل هذه الحوادث وتعددها منذ بدء الحرب على أفغانستان بعد ما يقرب من 16 عامًا الأمريكية، بزعم محاربة التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وطالبان، فإنه لم يتم محاسبة مسؤول أمريكي ارتكب مثل هذا الخطأ الشنيع الذي يذهب ضحيته العشرات، دون أن تثار ضجة كبيرة حولها في المجتمع الدولي، وإن أغضبت الواقعة الأفغانيين داخليًا وأدت إلى تأجيج الحقد على القوات الأجنبية ككل. قال بيان البنتاجون، إن غارة أمريكية استهدفت عناصر من حركة طالبان، ولكنها عن طريق الخطأ، أسفرت عن مقتل 16شرطيا أفغانيا في ولاية هلمند، فيما أكد المتحدث باسم شرطة ولاية سلام الأفغانية أن الغارة وقعت قرابة الخامسة بعد الظهر ومن بين القتلى ضابطان، مؤكدًا إصابة شرطيين آخرين بجروح خطيرة. وقال المتحدث الأفغاني إن عناصر من طالبان كانوا في قرية بشافا بمنطقة جيريشك قبل نصف ساعة من الغارة، لكن القوات الأفغانية استعادت السيطرة عليها عندما شن الأمريكيون الغارة، وأكد: "عندما شن الأمريكيون الغارة كانت عناصر الشرطة الأفغانية قد انتهت من تمشيط قرية بشافا في منطقة جيريشك وطردوا عناصر طالبان". ورغم التصريحات الأمريكية التي تؤكد أن المخابرات العسكرية الأمريكية لم تكن على علم مسبق أن البلدة المستهدفة كانت قد أصبحت تحت سيطرة السلطات الأفغانية، فإن الحادثة تعكس غياب التنسيق العسكري بين الطرفين بعد حوالي عقد ونصف من تواجد القواعد الأمريكية في كابول. هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في أفغانستان، حيث تكاثرت الغارات الجوية الأمريكية في المدة الأخيرة التي استهدفت قوات موالية أفغانية، في إشارة إلى غياب التعاون الواضح بين الولاياتالمتحدة والحكومة الأفغانية. التحقيقات في هذه الواقعة لم تكن مختلفة عن ما سبق، حيث أرسلت وزارة الداخلية وفدا إلى القرية لإجراء «تحقيق كامل حول ما حدث»، فيما أعلنت القوات الأجنبية في كابول فتح تحقيق داخلي، وقدمت تعازيها «إلى العائلات المصابة بهذا الحادث الأليم». حوادث متكررة أثارت الحادثة غضبا واسعا لدى السكان وذلك جراء تدهور الوضع الأمني في الأقاليم النائية من البلاد، وقال مسؤولون أفغان إن مسلحي طالبان مازالوا منتشرين ويتلقون الدعم من خارج البلاد، لكن ما يزيد البلة طين هي هذه العمليات التي يروح ضحيتها مدنيون أو عسكريون أفغان. وقد أسفر آخر حادث كبير في فبراير 2017، عن مقتل 18 من سكان ولاية هلمند الجنوبية المجاورة لأورزوغان، وفي نوفمبر الماضي، أسفرت غارة أعلن رسميا أنها استهدفت مسؤولين كبارا من حركة طالبان في منطقة قندوز (شمالا) عن 32 قتيلا و19 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، كما أفاد تحقيق أجرته بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان، وأدت إلى تظاهرات غاضبة. وفي سبتمبر من العام الماضي، أسفرت غارة أمريكية عن مقتل ما لا يقل عن 5 جنود أفغان من قوات الكوماندوز التابعة للجيش الوطنى الأفغانى بسبب قصف أمريكي استهدفهم عن طريق " الخطأ". وفي 20 يوليو 2015، استهدفت غارة أمريكية موقعًا للجيش الوطني الأفغاني في منطقة لوغار شرقى البلاد، أسفرت عن مقتل 8 جنود على الأقل، وجرح 5 آخرين، ورغم فتح الجيش الأمريكي التحقيق في هذه الحادثة فإنه لم يتم الإعلان عن تفاصيل إضافية حول الحادث، وفي أغسطس 2010 قتلت القوات الأمريكية 3 على الأقل من رجال الشرطة الأفغانية في شمال البلاد وامرأة وطفلين في الغرب. وفي أكتوبر 2008 قُتل 9 جنود أفغان إثر ضربة جوية قامت بها القوات الأجنبية في شرق أفغانستان، وأثارت هذه الضربة احتجاجات من قبل السلطات، وهذه المرة أيضا نددت وزارة الدفاع الأفغانية بشدة بالضربة الجوية للقوات الدولية معتبرة أنها تسيء لمعنويات قواتها.