نجحت فتاة من مدينة طنطا في مقتبل العمر في نشر وتدريس لغة الإشارة بالمدارس؛ وذلك لإحداث تواصل بين الصم والأسوياء؛ حتى لا يشعروا أنهم أدنى من غيرهم، أو معزولون عن المجتمع. "هانم طه الطنطاوي" طالبة بالفرقة الثانية بقسم اللغة الإنجليزية احتياجات خاصة بكلية تربية طنطا، بدأت مبادرتها المشهورة "في الصمت مبدعون" بكلية الطب، والتي أكدت أنها مع انتهائها من الثانوية العامة كانت تحلم كأي طالبة متفوقة بالالتحاق بكلية قمة، ولكن لم يحالفها الحظ، فصممت أن تكون مختلفة عن زميلاتها. ويرجع تغيير قرارها – كما قالت – عقب قراءتها لكاتب أمريكي يدعى "ديل كارنيجي"، ومن هنا كانت نقطة الثقة بالنفس وبداية التغير الحقيقي في حياتها، حيث كانت تؤمن دائمًا أن وجودنا في الحياة يتطلب أن يضع كل إنسان لنفسه بصمة مختلفة ومميزة عن الآخرين، مستشهدة على ذلك أن المولى سبحانه وتعالى خلقنا ببصمات أصابع مختلفة. وبعد دخولها الكلية قررت ألا تقضي وقت فراغها في الكافيهات أو التنزه مع رفيقاتها فيما لا ينفع، وقضت فترة الدراسة بين المحاضرات ومراكز ومدارس الصم وذوي الاحتياجات الخاصة، وبعد عدد من الزيارات لمراكز الاحتياجات الخاصة شاهدت إهمالاً كبير للصم والبكم، فقررت أن تكون يد العون لهم بلا مقابل، ومع بداية شهر أكتوبر الماضي انطلقت فكرة مبادرتها "في الصمت مبدعون"، وهي مبادرة للتوعية بطرق التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة والصم بصفة خاصة؛ لأن هناك أكثر من 8 ملايين أصم يحتاجون لمن يفهمهم، فقررت نشر لغة الإشارة كلغة ثانية في مدارس الغربية، وكان الإقبال على الفكرة والترحيب بالمبادرة الداعم الأساسي الذي ساعدها في أن تكمل مشوارها. وكان الإيمان الأول للفكرة من أهلها وأصحابها ثم اللجنة الاجتماعية لاتحاد طلاب كلية الطب، وكالعادة فإن فكرة جديدة تقدمها فتاة في مقتبل العمر كان يلزمها التشجيع، فقام مجلس الكلية بدعمها وتخصيص قاعة لعرض المبادرة، ودفع الإقبال المذهل على الفكرة "هانم" لتستمر فيها، فانتقلت من مكان لآخر داخل طنطا ثم من محافظه لأخرى لنشر أهداف مبادرتها، والآن أصبح الحلم حقيقة وفي طريقه للانتشار خارج مصر، حيث رشحتها جامعة طنطا لحضور مؤتمر "امرأة بدرجة امتياز" الذي عقد في شرم الشيخ.