خرجوا من حاجز الصمت إلى عالم مليء بالحياة، فخلقوا من إعاقتهم لوحات ترسمها الفرشاة وتبدعها الألوان، تحمل روحا جديدة تعبر عنهم دون اختلاق، فاللوحات التي تخرج من تحت أيدى المبدعين من ذوى الإعاقة لم تكن فقط موهبة بل أيضًا وسيلة للتعبير عن قضاياهم، وقضايا غيرهم، إذ استطاعوا من خلالها أن يثبتوا أنفسهم وسط معارض عالمية. حنان النحراوى، فنانة تشكيلية لم تمنعها إعاقتها السمعية من استكمال مشوارها في مجال الرسم، بل استطاعت أن تحفر اسمها وسط المبدعين. بدأت حكاية «حنان» مع الفرشاة والألوان في سن مبكرة جدا من طفولتها، وقتها أصيبت بحمى تسببت في صممها، فبدأت التعبير عن احتياجاتها من خلال الرسم، وبعد دخولها المدرسة ظهرت موهبتها، وبدأت تنميتها بالممارسة. التحقت بمعهد الأمل للصم بشبين الكوم، إلا أنها اكتفت بإتمام الشهادة الإعدادية في وقت سابق، نظرًا لعدم وجود مدرسة قريبة منها في محافظتها بالمنوفية في هذا الوقت، ثم أصرت على استكمال دراستها بعد زواجها. بداية «حنان» في الاحتراف الفنى، كانت في جمعية الفن الذي دعمت موهبتها، واستطاعت من خلالها المشاركة في معرض فنى بهونج كونج بالصين، وتم بيع عدد من لوحاتها بالفعل في هذا المعرض كبداية مشجعة، ثم رسمت عددا من «البورتريهات» الخاصة بالفنانين والسياسيينا ونشرتها في دار أخبار اليوم لمدة 5 سنوات، وبعدها شاركت في أكثر من 35 معرضا داخل وخارج مصر. أما مصطفى أحمد إبراهيم، الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره، درس في معهد الأمل للصم وضعاف السمع، واختار قسم الزخرفة بالمعهد نظرًا لحبه الشديد للفنون، إذ اتخذ من الرسم هواية منذ الطفولة، واستطاع أن يعبر من خلالها عن موهبته الخفية وراء الصمت، فإعاقته السمعية كانت في بعض الأحيان حاجزا بينه وبين الآخرين للتعبير عن آرائه وأفكاره. مصطفى الذي يعمل موظفا في المعهد العالى لعلوم الكمبيوتر وتكنولوجيا الإدارة بسوهاج، كان يحلم بدراسة الفنون الجميلة، إلا أن إعاقته منعته من ذلك، فالصم محرمون من دخول جميع الكليات إلا قليلا منها، والفنون الجميلة إحدى الكليات الممنوعة على ذوى الإعاقة السمعية. من النسخة الورقية