مئات المواطنين من المزارعي قرى محافظة بني سويف يعانون من تفاقم أزمة انخفاض منسوب المياه بالترع والمصارف، مما يؤثر بشكل مباشر على ري الأراضي الزراعية، فضلًا عن امتلاء بعض المصارف بتلالال من القمامة وانتشار الأوبئة والحشرات، مما يهدد صحة المزارعين وأهالي تلك القرى، في الوقت ذاته تمثل مشكلة عدم استكمال مشروعات تغطية المصارف والترع صداعًا مزمنًا لدى المواطنين؛ نتيجة توقف مياه ري تلك الأراضي بالعديد من أنحاء المحافظة. ففي قرية دموشيا، التابعة للوحدة المحلية لقرية إهناسيا الخضراء ببني سويف، تتمثل مشكلة المزارعين في وجود نحو 60 فدانًا كانت تسقى من «بدالة» منذ حوالي 62 عامًا، وأصبحت تلك البدالة حاليًا متهالكة وغير صالحة. وقال طه صقر محمود، مزارع، ل«البديل»: المياه تصرف بمصرف رقم 3 من هذه البدالة، والأراضي الزراعية بحوض فيض باشا بقرية دموشي لا تلقى غير مياه ملوثة، مما يتسبب في إصابة جميع المزارعين بمرض الفشل الكلوي، حيث يلقي البعض من أصحاب جرارات الكسح بقرى باروط وأهوة ودموشيا بمخلفات الكسح في هذا المصرف. فيما قال رمضان علي، مزارع، ل«البديل»: للأسف تلك الأراضي الزراعية لا تنتج محاصيل جيدة بسبب الجفاف، وجميع المحاصيل قد تسبب الأمراض، لذا نطالب مسؤولي مديرية الري ومحافظ بني سويف بضرورة الموافقة على عمل بدالة أخرى لنستفيد منها بري أراضينا. ورصدت عدسة «البديل» عدة مشاهد سيئة يعاني منها مزارعو قرى نعيم والكوم الأحمر ببني سويف، جراء عدم استكمال مديرية الري ببني سويف التغطية الكاملة للمصرف، والذي يبدأ بمدخل قرية الكوم الأحمر لينتهي بقرية نعيم، مما يصعب من وصول مياه الري لنحو 500 فدان بتلك القرى بالشكل الأمثل، بالإضافة إلى انتشار الأوبئة والحشرات بالمناطق غير المغطأة، وتوقف سريان مياه الري لتلك الأراضي، جراء إلقاء بعض المواطنين القمامة بها. وقال سيد جودة شحاتة، مزارع، ل«البديل»: عرضنا الأمر على المسؤولين أكثر من مرة، لكن دون جدوى، مع كثير من الوعود التي لا تتحقق، والمشكلة أن العديد من المرزوعات فسدت بسبب قلة المياه، وللأسف الأهالي يلقون القمامة في الترع، مما يصعب علينا عملية ري الأراضي. وأضاف بكري كامل، مزارع، ل«البديل»: هناك أراض زراعية لم تصلها مياه الترع بشكل سليم منذ حوالي 5 سنوات، ونستأجر ماكينات رفع لري الأراضي بسبب قلة منسوب المياه، مطالبًا بتطهير تلك الترع واستكمال تغطيتها وإجراء صيانة على بدالات الري الموجودة بالقرية لري أراضينا وحل مشكلاتنا. وقال محمود عزت، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز وبندر بني سويف ل«البديل»: بالفعل وصلتنا تلك الشكاوى من المزارعين، والأسبوع المقبل سأتقدم بطلب لوزير الري ومحافظ بني سويف بشأن ضرورة وضع خطة لتطهير الترع والمصارف ببني سويف، بجانب صيانة وتغيير البدالات الخاصة بري الأراضي الزراعية، وضرورة استكمال تغطية المصارف الموجودة لمنع انتشار الأوبئة.