يعيش مزارعو بنى سويف في حلقة مفرغة لا تنتهي، فبمجرد الخروج من مشكلة يقعون في أخري فما كادت ازمة نقص السولار تنتهي حتي بدأت ازمة نقص الاسمدة ومع بداية فصل الصيف ظهرت مشكلات أخري مازالت تتفاقم عاما بعد آخر وهي مشكلة مياه الري وعدم كفايتها لري المحاصيل الصيفية ,ناهيك عن عدم وصول المياه لنهايات الترع والمصارف مما يهدد آلاف الأفدنة بالعطش والبوار وامام هذه المشكلة المزمنة لجأ المزارعون الي حفر آبار ارتوازية لري اراضيهم في حين لجأ البعض الآخر الي ري محاصيلهم الزراعية بمياه المصارف الملوثة والمختلطة بمياه الصرف الصحي ومما ساعد علي تفاقم المشكلة عدم وجود حلول عملية من وزارة الري لمواجهة ازمة كل عام. 320 ألف فدان مهددة بالبوار ففى بني سويف هناك 320 ألف فدان مهددة بالبوار رغم توافر العديد من الترع الرئيسية والفرعية التي يجد المزارع معظمها جافا أو مليئا بالحشائش والحيوانات النافقة والتي تتسبب في سد مواسير الري المغطاة منذ سنوات بعد أن كانت الملاذ الوحيد للري. الحشائش والحيوانات النافقة ويقول ربيع عبدالحكيم عبودة "فلاح" من "قرية باها"، تمر ترعة "بليفيا" بكل من "قرية باها وبشنا والحاجر والسعادنة وأبوصير وبهابشين" لري الأراضي الواقعة شرق تلك القري التي تصل لآلاف الأفدنة وفي الحقيقة لا تصل حصتنا من المياه لري الأراضي فالترعة شبه جافة ومغطاة بالحشائش والحيوانات النافقة ونضطر لحفر آبار "ارتوازية" لجلب المياه الجوفية للري، فيما يلجأ بقية الفلاحين للري من مصرف المحيط الموازي لترعة "بليفيا" وأصبحت الحصة المخصصة لنا لا يستفيد بها سوي قليل من القري التي تمر بها هذه الترعة قبل أن تصل إلينا وهي قرية "بليفيا وأبوخضرة والدوالطة وبني أحمد" ولا تضخ مديرية الري المياه في أوقات الري سوي 5 أيام فقط بينما نحتاج إلي اكثر من 15 يوما لتصل إلينا المياه ونأخذ حصتنا منها فضلا عن عدم تطهيرها لمجري الترع بشكل دوري الأمر الذي يحول أيضا دون وصول المياه إلينا. مسقي ملاطية مغاغة لا تصله المياه منذ 3 سنوات وفي مدينة أهناسيا يقول محمود إبراهيم "عامل" قائلا: فرع 1، 2، 3 من مسقي ملاطية مغاغة الموجود علي خريطة الري المصرية لا تصله المياه منذ 3 سنوات وكان مخصصا لتغذية مجلس قروي الفنت والتي تضم 20 ألف فدان بكل من قرية كفر درويش وصالح والقضابي والشقر والفنت الغربية والزرابي وغيرها من القري مما اضطر الفلاحين لرفع المياه من أسفل الأرض بمواتير "ارتوازي صفيحة السولار من 40 إلي 50 جنيها و يقول صلاح حجازي "مزارع" صفيحة السولار من 40 إلي 50 جنيها و75% من اراضي البنجر تروي بالماكينات التي تعمل بالسولار وهو غير متوفر. وقال محمود سيد احمد مزارع منذ اكثر من ثلاثة شهور والترع والمصارف قد اصابها الجفاف ولم نجد كميات مياه كافية لري المحاصيل الجديدة التي تعرضت للحرق بعد قيامنا بتسمين المحاصيل وننتظر كل يوم المياة في الترع لحل المشكلة ولم تحل حتي الآن رغم شكوانا المتكررة للمسئولين بخطورة تعرض الزرع للاحتراق اما احمد عبدالرحيم مزارع فقال: المياه منقطعة تماما عن المصارف لاننا في منطقة عالية وكمية المياه القليلة التي ترد تنتهي عند اقرب مزارعين بالسحب بالمواتير كل فرد يريد ان يسقي زرعه خشية احتراقه المصارف مصدر لنقل الأوبئة يقول جمال حمدي محفوظ المصارف باتت مصدر لنقل الأوبئة والأمراض بسبب تراكم جيف الحيوانات النافقة، حيث تم إهمال المصارف دون تطهيرها وهو ما أدي إلي انتشار الجيف والقمامة أعلي أسطح المصارف ومن ثم ظهور الحشرات الطائرة الزاحفة التي تنقل الأوبئة والأمراض. ويوضح عبدالسميع محمد مصطفي - فلاح - أن إهمال مسئولي الري يكبد المزارعين خسائر مالية جمة وذلك بسبب انتشار الحشائش والنباتات الغريبة وكذلك جيف الحيوانات النافقة في المصارف وهو ما يعوق عمليات الري. وتحدث عبدالله محمد عثمان من أهالي مركز ببا - لقد بدأت معاناة الفلاح منذ عدة عقود بسبب مشاكل الري المتعددة خاصة أنه المصدر الرئيسي للمياه لري الأراضي الزراعية فنهايات الترع دائما جافة ولا تفي الكميات المتاحة بها باحتياجات المزارعين. ويوضح حامد محمود عطية مزارع أن المشكلة الرئيسية للري تكمن في أن المصارف ونهايات الترع مهملة تماما ولا يتم تطهيرها حتي إنها تحولت إلي مقالب لإلقاء القمامة والحيوانات النافقة وتقدمنا بالعديد من الشكاوي ولكن دون جدوي حتي اكتشفنا أخيرا أن عمليات التطهير تتم بشكل منتظم وفي مواعيدها المحددة ولكن علي الورق فقط. .