تشير الحقائق إلى أن إفريقيا ينتظرها مستقبل مشرق رغم كل مشكلاتها الحالية من صراعات وحروب داخلية وإرهاب وفقر وأوبئة، وحتى تتحقق هذه التوقعات في المستقبل المشرق لابد من الاستمرار في تحسين الإنتاجية والنمو مع استمرار الاقتصادات الإفريقية في التأكيد بشكل متزايد على الخدمات والتصنيع، ومواصلة إنتاج السلع الأساسية، وتحقيق مكاسب سريعة في الزراعة والصناعات الخفيفة. وفي هذا السياق، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن نجاح البلدان الإفريقية يستلزم تحول شامل في جميع المجالات خاصة المجال الاقتصادي ويجب أن تعمل مسبقا على توليد وإدارة الطاقة على نحو مستدام لمواكبة الطلب المتزايد. ففي السنوات الخمس والثلاثين المقبلة، سوف يستمر عدد سكان إفريقيا في الارتفاع. والواقع أن الأفارقة عُرضة بصورة غير متناسبة بالفعل للتأثيرات السلبية الضارة الناجمة عن تغير المناخ، حتى برغم أن الأفارقة مسؤولون جماعيا عن أقل من 4% من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري على الأرض. وينبغي لصناع السياسات أن يتخذوا بعض الخطوات الأساسية للمساعدة في التحول الشامل وتعزيز النمو الاقتصادي للأمد البعيد وأهمها: على الدول الكبرى أن تقود إفريقيا وتساند الدول التي تعاني من العديد من المشكلات ومن تلك الدول الكبرى التي لديها أهمية كبرى في التحول الشامل جنوب إفريقيا باعتبارها أكبر دولة إفريقية من حيث الاقتصاد فمن الطبيعي إذن أن تقود قاطرة الاقتصادات الكبيرة في القارة. و قال موقع ذى كونفرزيشن إنه حتى يتم التحول الاقتصادي الهام في التحول الشامل لابد أن تكون صادرات القارة أكثر من وارداتها ويجب إعادة النظر في تصدير الموارد الخام. وأضاف الموقع أن المشكلة في إفريقيا تكمن في عدم استخدام الأفارقة أراضيهم والاستثمار فيها بل يفضل الأفارقة في السنوات الأخيرة الهجرة وتأجير أراضيهم المنتجة أو بيعها للمستثمرين الأجانب مما يفقد القارة الموارد الهامة وحتى يتم إصلاح الخطأ يجب بدء معالجة المواد الغذائية والاهتمام بالإنتاج بدلا من الاستيراد. وذكر الموقع أن إفريقيا هي القارة الوحيدة التي تستورد 87% من المواد الغذائية المصنعة والتي لا تكفي احتياجات السكان، رغم أن تصنيع المواد الغذائية ليس علم معقد، بل يمكن للأفارقة فعل ذلك بأنفسهم، خاصة وأن 60% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم توجد في إفريقيا، ولكن يجب أن يكون الأفارقة حذرين لأن المستثمرين الأجانب يأتون إلى إفريقيا لشراء الأراضي، مما ينتج عنه عدم كفاية أراضي القارة لسد احتياجات سكان القارة. وأكد الموقع على أن التعليم أيضا يجب أن يكون على رأس قائمة أولويات القارة، حتى يستطيع العلماء ابتكار وسائل حديثة ومتطورة لرفع الإنتاج وزيادة النمو، خاصة وأن القارة تخسر العديد من المليارات سنويا عبر التدفقات المالية غير المشروعة لأنها تفتقر إلى المهارات والأبحاث العلمية بينما الشركات الأجنبية تفعل ما تشاء في القارة، وحتى تحقق إفريقيا النمو الحقيقي وتزدهر من تلقاء نفسها يجب أن يتولى أبنائها مقاليد أمورها بالكامل. وأشار الموقع إلى أن تحقيق نمو واقعي يتطلب إحداث تغيير يجعل المستثمرين الأجانب يسيطرون على كل شيء وتحقيقا لهذه الغاية يجب على القارة أن تستعيد السيطرة على بحارها، خاصة وأن السفن التي تحمل المواد الاستهلاكية ليست ملك الدول الإفريقية كما أن التأمين على البضائع لا تذهب قيمته المالية للدول الإفريقية أيضا لذا يجب على إفريقيا استعادة هذه المنطقة كلها من أجل النشاط الاقتصادي. وقال الموقع أن التحول الجذري الشامل في إفريقيا لن يتحقق إلا بتحقق السلام الحتمي في القارة، ولتحقيق ذلك يجب على دول القارة أن تقضي على الإرهاب والتخلص من الصراعات الداخلية والانقسامات حتى تكون إفريقيا آمنه بحلول عام 2020، وهذا لا يعني أنه لن يكون هناك صراع تماما ولكن يجب أن يتم التعامل مع تلك المشكلات من خلال الحوار وليس من خلال البنادق. وتابع الموقع أن التحول الشامل أيضا لن يحدث بشكل تام إلا بوضع الشباب في المقدمة وتمكين النساء من أجل لعب دورا فعالا في إفريقيا وتحولها نحو التقدم والازدهار.