سيتم الإعلان عن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإعادة أمريكا كدولة صناعية مهيمنة، خلال زيارته للسعودية، ولكن الأمر الأكثر وضوحًا في خطته هو التجارة وربح المال من خلال عمليات بيع الأسلحة الأمريكية. وصرح مسؤول أمريكي لوكالة رويترز البريطانية أن الولاياتالمتحدة تدخل المراحل الأخيرة من سلسلة الصفقات الخاصة ببيع الأسلحة الأمريكية للدول الأخرى. خلال رحلته إلى السعودية سيعلن ترامب عن صفقات تجارية مع الحكومة السعودية بمبالغ تصل إلى 100 مليار دولار أمريكي، ولكن مبيعات الأسلحة الأمريكية للرياض تصل لأكثر من 300 مليار دولار. النية المعلنة للأمراء السعوديين هي هزيمة إيران، ويرون أن الأسلحة هي أنسب الوسائل لذلك، وبالتالي فإن الولاياتالمتحدة (وخاصة المستثمرين الرئيسيين في شركات مثل لوكهيد مارتن) ستكون في موضع ربح، وعليها تكثيف الحروب في سوريا واليمن، وكذلك ساحات القتال الطائفية في المنطقة. هذه هي الخطة وقواعدها، فبمجرد فوز ترامب في انتخابات عام 2016، عين في المناصب الأمنية الوطنية شخصيات ذات ميول وسجلات عدائية تجاه إيران وحلفائها سورياوروسيا. السعودية هي الحليف الرئيسي للحكومة الأمريكية منذ فترة طويلة، كما أن عائلة آل سعود هي الأغنى في العالم، وتمتلك أكبر شركة نفط عالميًّا بنسبة 100% "أرامكو"، كما يختار الملك كافة الأعضاء الحاكمين، ولا أحد يجرؤ على معارضته حتى رجال الدين الوهابيون، بجانب أن إسرائيل متحالفة مع أسرة آل سعود. التحالفات العالمية تسير على النحو التالي، السعودية وأمريكا وإسرائيل على جانب، والجانب الآخر روسياوسورياوإيران، وباقي الدول ثانوية. تعتبر تركيا جزءًا من التحالف العسكري الأمريكي لحلف الناتو ضد روسيا، ولكنها مهمومة بالعمل ضد الأكراد حلفاء الولاياتالمتحدة، وبالتالي تتجه قليلًا نحو روسيا في هذا الصدد، لأن قيام دولة كردية بأجزاء مقسمة من سوريا والعراق وإيرانوتركيا لن يرضي سوى أمريكا. أكد مسؤول أمريكي لوكالة رويترز أن الحكومة الأمريكية ملتزمة بإبقاء إسرائيل الأقوى عسكريًّا في الشرق الأوسط، وهذا يوضح أن السعودية قد تلجأ إلى باكستان لامتلاك سلاح نووي. يشتري السعوديون الأسلحة الأمريكية، باعتبار أن الولاياتالمتحدة حليفتهم في الحرب الطويلة على إيران، حيث تدمير طهران والدول الحليفة لها. فرضت إدارة ترامب بالفعل ضغوطًا على روسيا في محاولة لإجبارها على التراجع عن دورها في دعم الحكومة السورية، ولكن الضغط لم يجنِ ثماره، والآن لم يعد من بين أولويات ترامب. لم تقرر إدارة ترامب بعد إذا كانت ستواصل رفض تصنيف الجماعات التكفيرية في سوريا على أنها تنظيمات إرهابية، حيث تمولها أسرة آل سعود، وهي الجماعات الأكثر فعالية في سوريا، وتحاول جاهدة الإطاحة بحكومة الأسد. تعد عملية بيع الأسلحة بالنسبة للحزبين الديمقراطي والجمهوري هي عملية ربح مادية، دون النظر إلى مخاطرها الفعلية، ولكن الشعب الأمريكي يعترض على مثل هذه المبيعات، وخاصة دافعي الضرائب والتي تستخدمها الإدارات الأمريكية في ممارسة الأعمال التجارية الخارجية، ولا تهتم بالشؤون الداخلية. التحالفات الدولية هي الشاغل الأول لأثرياء الولاياتالمتحدة، ويحاولون اخفاء الحقائق الأساسية عن الشعوب، وبالتالي من الطبيعي أن تكون شخصيات مثل إدوارد سندون، مسرب تفاصيل برنامج التجسس الأمريكي والموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي، وجوليان آسانج، الصحفي والناشط والمبرمج الأسترالي مؤسس موقع ويكيليكس ورئيس تحريره، وتشيلي مانينغ، محلل الاستخبارات في القوات البرية الأمريكية، الذي سرب أكبر كم من الوثائق السرية لأمريكا، مكروهة بشدة من قبل الطبقات العليا الأمريكية، في الوقت الذي تكرم فيه شخصيات مثل باراك أوباما، وجورج دبليو بوش، وهيلاري كلينتون، ليصل كريمهم إلى حصولهم على جوائز نوبل للسلام. المقال من المصدر: اضغط هنا