تعتبر الصين أكبر شريك تجارى لإفريقيا، وازدهرت العلاقات الاقتصادية بين بكين وعدد كبير من دول القارة السمراء بشكل كبير، وحجم التجارة بين الصين والدول الإفريقية بلغ 149.1 مليار دولار في عام 2016. قال موقع بيزنس ريبورت: "في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات التجارية بين الصين وإفريقيا نموا سريعا، ازدهرت العلاقات الاستثمارية أيضا؛ حيث استثمرت الشركات الصينية 3.2 مليار دولار في القارة عام 2016، في مجالات التصنيع والخدمات والتعدين والزراعة والبنية الأساسية، وقال رئيس المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، إن بلاده تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مجهزة بتمويل ونظام صناعي وتكنولوجيا متقدمة للمساهمة فى تنمية البلدان الإفريقية". وأضاف الموقع أن الصين تنظر إلى إفريقيا على أنها مصدر مهم لإمدادها بحاجتها المتزايدة من المادة الخام، خاصة أن القارة السمراء لديها أضخم احتياطيات، كما أنها المصدر الرئيسي للموارد الطبيعية الخام، بالإضافة إلى الفرص الواعدة للتجارة والاستثمارات الصينية؛ لوجود الكثافة السكانية المتزايدة في إفريقيا وقوتها الشرائية، والحاجة الماسة لوجود بنية تحتية اجتماعية واقتصادية. ولفت "بيزنس ريبورت" إلى ازدياد وتيرة التجارة بين الصين وإفريقيا سرعةً خلال العقد الماضي؛ إذ قفز التبادل التجاري من 10.6 مليارات في عام 2000 إلى 150 مليارًا في 2010، ثم إلى 166.3 مليارًا في 2011، وفي 2012 وصل إلى 198.49 مليارًا (زيادة بمعدل 19.3% على 2011)، وكان 85.319 مليارًا من هذه المبالغ عبارة عن صادرات صينية لإفريقيا، وجزء آخر (113.171 مليارات) واردات من إفريقيا للصين، وتشير بعض التقديرات إلى أن حجم التجارة في 2013 كان أكثر من 200 مليار دولار. وتابع الموقع: "الأرقام السابقة توضح أن الصين تفوقت على الولاياتالمتحدة، التي كانت أكبر شريك تجاري مع القارة عام 2009، عندما وصلت التجارة الصينية الإفريقية 106.8 مليارات دولار، مقابل 104.6 مليارات وهي حجم التبادل التجاري بين الصين وأمريكا"، مضيفا: "من الواضح أن إفريقيا أصبحت ثاني أكبر سوق خارجي للشركات الصينية، حيث بلغ إجمالي المبيعات الصينية في إفريقيا 36.1 مليارًا، وهذا يُمثل 30% من إجمالي مبيعات الشركات الصينية في الخارج في عام 2011". وذكر "بيزنس ريبورت" أن الدول الإفريقية في المقابل، تمسكت بعلاقاتها بالصين منذ عام 2000، بل وسرعت من عجلة العلاقات، كما حاولت توطيدها، وتعود حماسة الحكومات الإفريقية للاستجابة للنشاط الصيني إلى عدة أسباب، أهمها شعور دول القارة بأن دوافع الصين ليست استعمارية مثل الدول الغربية، ويؤكد الدبلوماسيون الصينيون دائمًا على تحرر بلدهم من الهيمنة الاستعمارية، والفوضى الداخلية، والركود الاقتصادي، ووصولهم إلى تحقيق تنمية اقتصادية مدهشة واستقرار سياسي، مختتما: "منذ ثمانينيات القرن الماضي، أنقذت الصين أكثر من مائتي مليون من مواطنيها من الفقر المدقع، وتلك السردية القومية لها صدى لدى الزعماء الأفارقة".