بالتزامن مع انطلاق المؤتمر الوزارى الرابع لمنتدى التعاون الصينى الأفريقى اليوم الأحد فى منتجع شرم الشيخ صدر كتاب بعنوان "سفارى الصين: فى إثر توسع بكين فى أفريقيا" للمؤلفين سيرج مايكل ومايكل بيرويت. ويقول المؤلفان فى مقدمة الكتاب إن العلاقات بين الصين وأفريقيا باتت تجتذب بؤرة الاهتمام العالمى بالنظر لأهميتها الشديدة والتى ازدادت مؤخرا بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية. ومنذ تسعة أعوام مضت وتحديدا لدى الإعلان من بكين فى أكتوبر عام 2000 عن تأسيس منتدى التعاون الصينى الأفريقى (فوكاك).. لم يقدر المجتمع الدولى آنذاك أهمية ذلك المنتدى والدور الهام الذى سيلعبه مستقبلا، ففى ذلك الوقت لم يكن حجم التجارة بين الطرفين يتجاوز 10 مليارات دولار أمريكى. وكانت وجهة نظر باريس ولندن وواشنطن أن مثل هذا النوع من الأحداث "بمحادثاته الجوفاء" حول الصداقة بين الشعوب لا يعرض ولاءات ما بعد الحقبة الاستعمارية للخطر"!!، لكن بعد أن قفز حجم التجارة الصينية الأفريقية بمقدار عشرة أضعاف بنهاية العام الماضى ليبلغ 106.8 مليار دولار أى بنسبة زيادة تقدر بنحو 45% سنويا حتى قفزت إلى المركز الثالث كأكبر شريك تجارى لأفريقيا على مستوى العالم، بدأ الغرب يقرع أجراس الخطر ويتحسب كثيرا من أن الصين تمكنت من نشر نفوذها إلى ما يقرب من كل جزء من أفريقيا وراحوا يصفون التوغل الصينى فى القارة السمراء بأنه بمثابة نوع جديد من الاستعمار. هذه النظرة الغربية، يختلف معها المؤلفان وعلى العكس يشيدان بإيجابية بالدور الصينى فى أفريقيا.. قائلين "إن الصين قد أوفت باحتياجات أفريقيا ويكفى أنها أقامت أساسا قويا للتنمية، وإذا ما لم تبن الصين البنية الأساسية خاصة الاتصالات والشبكات الكهربائية والطرق والجسور والموانىء والمطارات، فإن أحدا لم يكن ليقوم بهذا والدليل أن الفرصة كانت أمامهم لقرون عديدة لكن أحدا لم يفعل". ويلفت المؤلفان إلى حقيقة هامة تتمثل فى أن العلاقات الصينية الأفريقية ليست وليدة اليوم بل تعود إلى آلاف السنين.