شهد يوم الأسير الفلسطيني أكبر إضراب للأسرى عن الطعام، في معركة جديدة للأمعاء الخاوية بجميع سجون الاحتلال «جلبوع، هداريم، عوفر، نفحة الصحراوي، عسقلان، النقب الصحراوي، ريمون»، التي تقبع بها نخبة من المناضلين الفلسطينيين الذين يتعرضون لانتهاكات من جانب الاحتلال الغاصب يوميًّا، وسط صمت عربي مخجل تجاه القضية الفلسطينية. ويبلغ عدد أسري الحرية والكرامة بسجون الاحتلال، بحسب ما ذكرته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، 6 آلاف أسير، منهم 500 معتقل إداري أسير، 57 أسيرة، 300 طفل، وعدد الأسرى الذين مضى على اعتقالهم أكثر من 30 عامًا يبلغ 44 أسيرًا، وعدد شهداء الحركة الأسيرة 210، في مقدمتهم العميد التاريخي للأسرى الذي أمضى 27 عامًا في سجون العدو الشهيد عمر القاسم، ابن القدس البار الذي استشهد في سجون الاحتلال، وأطلق عليه «مانديلا فلسطين»، الشهيد أنيس الدولة بطل الصمود الكبير. قال عاطف مغاوري، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع: إحياء ذكري يوم الأسير الفلسطيني هذا العام مختلفة عن أي عام مضى؛ لأنه يشهد معركة جديدة من أجل الحرية والكرامة لأبناء الشعب الفلسطيني؛ اعتراضًا على سياسة الكيان الصهيوني المغتصب للأراضي الفلسطينية. وأضاف مغاوري ل«البديل» أن يوم الأسير جاء بقرار من المجلس الوطني الفلسطيني عندما تم تبادل أحد الأسرى الفلسطينيين بأسير إسرائيلي نجحت المقاومة في أسره بمنتصف ستينيات القرن الماضي، ومن يومها اعتمد هذا اليوم لتذكير العالم بالأسري الفلسطينيين في سجون الاحتلال والفصل العنصري والانتهاكات التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني بمساعدة أمريكا. وأكد أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني هو أسر للأرض من كيان صهيوني لا يعترف بالمواثيق الدولية ويتمتع بحماية من أوروبا وأمريكا، موضحًا أن الاحتفال بيوم الأسير هذا العام مع إضراب الأسرى عن الطعام، يدل على أن المقاومة مستمرة ضد الاحتلال حتى بعد مرور 100 عام على الوعد المشئوم وعد بلفور وإعطاء من لا يملك لمن لا يستحق. وقال عبد العزيز الحسيني، القيادي بحزب الكرامة: في الوقت الذي ينسق فيه بعض من الأنظمة العربية مع العدو الصهيوني بعلاقات استراتيجية مثل السعودية والأردن وغيرها، وحتى النظام المصري الذي يسعي لكامب ديفيد ثانية بمشاركة الدول العربية، يواجه الفلسطينيون وأسراهم آلة الحرب الصهيونية المدعومة من الجانب الغربي وأمريكا، وهذا يدل على صمود الأسرى الفلسطينيين في المقاومة ضد الاحتلال. وأشار الحسيني ل«البديل» إلى أن الشعب الفلسطيني ضرب أروع الأمثلة في الدفاع عن أرضه وحقه بتنوع أشكال المقاومة ضد الاحتلال، من حيث الانتفاضات التي يقوم بها من حين لآخر باستخدام أبسط الوسائل، وآخرها الإضراب عن الطعام للأسرى الفلسطينيين، وهو ما يدل على استمرار المقاومة بما تمتلكه من سلاح، رغم خيانة الأنظمة العربية للقضية الفلسطينية.