ضوء أخضر أمريكي جديد منحته واشنطن إلى حليفتها الصهيونية، بإدراجها القيادي القسامي، أحمد الغندور، على القوائم السوداء للولايات المتحدةالأمريكية، لتعتبره إرهابي عالمي مطلوب التخلص منه، وهو ما يشرع للكيان الصهيوني عملية اغتيال القيادي القسامي. حمساوي جديد على قوائم الإرهاب أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس الماضي، أحد قادة كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، أحمد الغندور، على قائمة الإرهاب لديها، وقالت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني: إن تصنيف الغندور يأتي عملًا بموجب القسم "1ب" من الأمر التنفيذي "13224" الخاص بفرض عقوبات على أجانب يثبت أنهم ارتكبوا أو يشكلون خطرًا كبيرًا بارتكاب أعمال إرهابية تهدد أمن المواطنين الأمريكيين أو الأمن القومي أو السياسة الخارجية أو الاقتصاد الأمريكي، وأوضحت الخارجية أنه بموجب هذا التصنيف يمنع أي مواطن أمريكي أو مقيم في الولاياتالمتحدة من التعامل مع "الغندور"، بالإضافة إلى أنه يجمّد جميع ممتلكاته وأمواله الواقعة ضمن أراضي الولاياتالمتحدة أو تلك التي تقع ضمن صلاحياتها. من هو "الغندور"؟ أحمد الغندور، المٌلقب ب"أبو أنس" هو قائد كتائب القسام في شمال قطاع غزة، وعمل أيضًا في مجلس شوري حركة حماس ومكتبها السياسي، ويتهمه الاحتلال بالمسؤولية عن تخطيط وتنفيذ عمليات فدائية أهمها تلك التي شارك فيها في عام 2006 على موقع لقوات الاحتلال قرب معبر كرم أبو سالم الحدودي، وأدت إلى مقتل جنديين وجرح أربعة آخرين، واختطاف الجندي الفرنسي الإسرائيلي مزدوج الجنسية، جلعاد شاليط، كما يتهمه الاحتلال بالمسؤولية المباشرة عن تفجير دبابة ميركافا شمال القطاع عام 2003، وقد قتل فيها 4 جنود، وقام الجيش الإسرائيلي على أثر ذلك بهدم منزل القيادي الحمساوي، وقد سبق أن اعتقلته القوات الصهيونية 6 سنوات، فيما اعتقلته السلطات الفلسطينية 5 سنوات أخرى، حيث يعتبر الكيان الصهيوني هذا الرجل خطرًا كبيرًا على الاحتلال ووجوده، ويصفه الاحتلال بأنه خليفة قائد القسام أحمد الجعبري. إدانات فلسطينية رد حركة حماس جاء سريعًا، حيث استنكرت الحركة القرار الأمريكي مؤكدة أنه لن يرهبها وقيادتها ولن يثنيَها عن الاستمرار في مشروع المقاومة، وأكد الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، أن المقاومة الفلسطينية مشروعة وفق القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، مشددًا على أن "من يجب وضعه على قوائم الإرهاب هو العدو الإسرائيلي وقياداته التي ثبت عليها ارتكاب المجازر بحق شعبنا"، وأضاف "قاسم": إن مثل هذه القرارات لن ترهب حركة حماس ولا قيادات المقاومة، ولن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن "حماس ستواصل المقاومة حتى تحرير فلسطين ونيل حقوق شعبنا". في ذات الإطار، قال الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، إن الإجراء يعد تشجيعًا صريحًا لمزيد من الإرهاب الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا، مضيفًا: "الخطوة لا قيمة لها ولن تمنعنا من ممارسة حقنا في مقاومة العدو والقيام بواجباتنا الوطنية لحماية شعبنا وتحرير أرضنا"، فيما أكد القيادي في حركة حماس، مشير المصري، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي التي تمارس الإرهاب العالمي، مضيفًا أن القرار لن يثنِ حماس عن مواصلة حماية شعبها ومواجهة الاحتلال. بدوره أدان مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، القرار الأمريكي، مؤكدًا أن هذا القرار لن ينال من صمود وعزيمة المقاومة الفلسطينية، وقال شهاب: إن إدراج أسماء القادة الفلسطينيين على قائمة الشخصيات المطلوبة أمريكيًّا هو قرار عدواني يستهدف المقاومة الفلسطينية، وأضاف أن المقاومة الفلسطينية ليست إرهابًا، وإنما هي حق مشروع في مواجهة الاحتلال المجرم، الذي يقتل ويعتقل ويشرد شعبنا، ويغتصب أرضنا، ويدنِّس مقدساتنا، ويدمر بيوتنا، ويخرِّب حقولنا ومزارعنا. من جانبه استبعد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب، لعب الإدارة الأمريكية دور الوسيط النزيه فيما يخص القضية الفلسطينية، خاصة بعد إقدامها على إدراج القيادي في كتائب القسام أحمد الغندور على قوائم الإرهاب الدولي، وقال حبيب: إن إدراج واشنطن لسبعة من قادة الشعب الفلسطيني على قائمة الإرهاب الأمريكية، أكبر دليل على الانحياز الأمريكي لصالح الاحتلال ومشاركته لهم في ارتكاب الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني، مؤكدًا: هذا الإجراء يعد ضوءًا أخضر للاحتلال لارتكاب مزيد من الجرائم بحق شعبنا، ودليل واضح على عداء الإدارة الأمريكية لشعبنا وقضيته العادلة. دعم أمريكي للإرهاب الصهيوني لم يكن الاحتلال ينتظر الضوء الأخضر الأمريكي الأخير بفارغ صبره، فعلى الرغم من أن هذا الضوء يزيد من شرعنة ممارسات الاحتلال بحق المقاومة الفلسطينية، إلا أن الكيان الصهيوني سبق أن خطط مرتين لاغتيال القيادي الحمساوي، أحمد الغندور، حيث تعرض "أبو أنس" لمحاولتي اغتيال عامي 2002 ونوفمبر عام 2012، لكنه نجا منهما، فيما كان منزله قد استهدف أكثر من مرة آخرها في العدوان الصهيوني على قطاع غزة عام 2014. "الغندور" لم يكن أول المدرجين في القائمة السوداء الأمريكية، حيث سبقه فيها ستة من أبرز قيادات المقاومة الفلسطينية، حيث أدرجت الولاياتالمتحدة في سبتمبر الماضي القيادي في حركة حماس أيضًا، فتحي حماد، على قائمة الإرهاب لديها، وقال بيان للخارجية الأمريكية حينئذ إن "حماد" تولى مسؤولية الأمن في غزة واستغل ذلك في أنشطة إرهابية، كما أدرجت الخارجية الأمريكية في سبتمبر عام 2015 ثلاثة من كبار قادة كتائب القسام وحركة حماس، وهم الرجل الأول في كتائب القسام "محمد الضيف"، ورئيس مكتب الحركة السياسي في قطاع غزة "يحيى السنوار"، وعضو المكتب السياسي والأسير المحرر "روحي مشتهى"، متهمة إياهم بتأسيس الجناح العسكري لحركة حماس "كتائب عز الدين القسام"، أضف إلى ذلك إدراجها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، رمضان شلح، ونائبه زياد النخالة.