استمرارًا للدعم الذي تقدمه الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الكيان الصهيوني أدرجت واشنطن ثلاثة قادة من حركة المقاومة حماس على قوائم الإرهاب، مما أثار غضب الفصائل الفلسطينية لاسيما وأن واشنطن تتغاضى عن الإرهاب الصهيوني والانتهاكات اليومية التي يمارسها الاحتلال بحق المواطن الفلسطيني. هذا القرار لقي ردة فعل عنيفة من قبل الفصائل الفلسطينية، خاصة حماس والجهاد والأحرار والجبهة الشعبية، حيث اعتبرت حركة «حماس»، إدراج عدد من قياداتها السياسية والعسكرية على اللائحة الأمريكية السوداء (الخاصة بالإرهابيين الدوليين)، ب «إجراء غير أخلاقي ومناقض للقانون الدولي ويشجع الإرهاب الإسرائيلي». وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، إن «هذا الإجراء التافه لن يفلح في منعنا من القيام بواجباتنا الوطنية لحماية شعبنا وتحرير أرض فلسطين». وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان نشرته على موقعها على شبكة الإنترنت، أن الولاياتالمتحدة أدرجت على لائحتها السوداء، أسماء ثلاثة من قادة حركة «حماس» وهم محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، ويحيى السنوار، القيادي البارز في الكتائب، وروحي مشتهى، عضو مكتبها السياسي، بالإضافة على سمير قنطار القيادي بحزب الله. ومحمد الضيف يحتل الرقم الأول في قائمة الأشخاص الذين تسعى إسرائيل لتصفيتهم منذ ما يُقارب العقدين من الزمن، لكنها فشلت، ووقعت آخر محاولة في 20 أغسطس 2014، خلال الحرب الأخيرة، عن طريق قصف منزل في مدينة غزة، لكنه نجا، فيما قتلت زوجته واثنان من أبنائه، وثلاثة أشخاص آخرون. أما يحيى السنوار، فيوصف في الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية بأنه «الدماغ الأمني لحماس»، وكان قد خرج في صفقة تبادل للأسرى (كان محكوما بالسجن المؤبد)، أبرمتها حركة حماس وإسرائيل، في أكتوبر عام 2011، برعاية مصرية. وعضو المكتب السياسي ل»حماس» روحي مشتهى، كان محكوما بالسجن المؤبد أيضا، وأطلق سراحه في الصفقة ذاتها ووضعته الأجهزة الأمنية في إسرائيل على قائمة المطلوبين للتصفية في غزة. والقنطار هو أسير سابق لدى العدو الإسرائيلي، وقضى في سجونه 28 عاما، قبل أن يتم إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل بين المقاومة وإسرائيل في حزيران 2008. من جانبها قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن "إدراج قادة المقاومة على ما يسمى "لائحة الإرهاب" يعطى الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي لملاحقتهم واغتيالهم"، مضيفة أن "القرار الأمريكي يتبنى الرواية الإسرائيلية التي تهدف إلى تشويه صورة المقاومة الفلسطينية"، ووصفت إدراج "قادة المقاومة" على لائحة الإرهاب الأمريكية ب"الابتزاز السياسي والترهيب لكل من يخالف السياسات الأمريكية". وقالت: "ليس من حق الإدارة الأمريكية أن تعطي لنفسها الحق في تصنيف المقاومين الذين يمارسون حقهم في الدفاع المشروع عن النفس ودفع العدوان والظلم، ويسعون إلى تحقيق الاستقلال وتقرير المصير الذي نصت عليه القوانين الدولية". ويبدو واضحًا أن قوائم الإرهاب الأمريكية تضمن دائمًا الأشخاص الذين يختلفون مع توجهات السياسة الأمريكية لا المتعلقين بالإرهاب فقط، فبالرغم من الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ومستوطنيه يوميًا تغاضت واشنطن عن كل هذه الممارسات، تناست إحراق طفل فلسطيني حيا الشهر الماضي ووهي الجريمة التي اهتز لها العالم وتعتبر من عصر القرون الوسطى، تغاضت عن التدمير المنهجي لغزة في العدوان الأخير واستشهاد أكثر من 2000 شخص وإصابة الآلاف.