فاز الاشتراكي لينين مورينو، مرشح الحزب الحاكم في الإكوادور، في الانتخابات الرئاسية متغلبًا على خصمه اليميني غييرمو لاسو، الفوز جاء بعد أن أعلن المجلس الانتخابي أنه وفقًا للبيانات الأولية واستنادًا إلى نتائج فرز نحو 96% من أصول الناخبين حصل مورينو على 51.4%، بينما حصل خصمه على قرابة 49.6%. ممتطيًا صهوة كرسيه المتحرك، أكد الرئيس الأكوادوري الجديد، لينين فولتير مورينو، صاحب 64 عامًا، أن سياسة بلاده الاشتراكية ثابتة ومتينة. وعلى الرغم من أن فوز مرشح الحزب الحاكم في الانتخابات الرئاسية جاء بفارق ضئيل عن منافسه المحافظ والمصرفي السابق، غييرمو لاسو، فإن ذلك لا يقلل من أهمية هذا الفوز، نظرًا لضمانه استمرارية اليسار في مراكمة الإنجازات ومواجهة التحديات العديدة في الإكوادور وفي أمريكا اللاتينية، كما تكمن أهمية هذا الانتصار في كونه يتزامن مع تشويشات كبيرة من المفترض أنها تشكل حملة دعائية ضد اليسار في الإكوادور، حيث طالت الجبهة اليسارية انتقادات كبيرة في فنزويلا، وتحولات من اليسار إلى المعسكر اليميني في دول تنتمي لدائرة اللاتينية كالبرازيل والأرجنتين والبيرو. وقال الرئيس الإكوادوري الجديد "سنستمر بالتغيير في ما بدأناه قبل 10 سنوات تحت قيادة رافييل كوريا سنواصله، سنتغير من دون شك، ولكن ليس بالوسائل التي تعود بنا إلى الفقر وقمع الماضي، سنتغير نحو الأفضل". الرئيس الجديد الرئيس مورينو، كان نائب الرئيس السابق المنتهية ولايته، رفاييل كوريا، رشح لنيل جائزة نوبل للسلام، وكان مديرًا للمركز الوطني للمعوقين، ومبعوثًا خاصًا للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الإعاقة. يصفه مؤيدوه بالوجه الجميل للاشتراكية الإكوادورية، وبعد إعلان فوزه بالرئاسة احتفل مناصروه حتى الصباح، بينما لم تعجب نتيجة الانتخابات أنصار المرشح الآخر فاندلعت اشتباكات بينهم وبين مؤيدي مورينو في العاصمة كيتو، وفي مدن أخرى في البلاد، تدخلت قوات الأمن لفضها، فيما أعلن المرشح الرئاسي الخاسر لاسو، أنه سيطعن على النتائج، بالتوازي مع تنظيم احتجاجات ضد فوز مورينو في محافظات البلاد ال24. رد فعل المعارضة على نتائج الانتخابات الرئاسية يوحي بأن بداية حكم مورينو لن تكون سهلة، ولكن يرى مراقبون أن مورينو اعتاد تذليل مختلف الصعاب منذ أصيب بالشلل قبل نحو 20 عامًا، ومنذ انخراطه بفاعلية في العمل السياسي، ما أوصله ليكون الرئيس ال44 للبلاد. الموقف من الولاياتالمتحدة تصريحات الرئيس الجديد وحتى قبل توليه السلطة كانت مناهضة للاستكبار الأمريكي، حيث ندد سابقًا بالتدخلات الأمريكية في الإكوادور ووصفها ب"غير المبررة والمشبوهة"، وحمّل مورينو وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مسؤولية الانقلاب الأخير في البلاد، متهمّا إياها بالعمل على زعزعة الاستقرار في بلاده وفي القارة اللاتينية. كلام مورينو عن عبث واشنطن في الساحة اللاتينية له أمثلته الراهنة، حيث انسحب مبعوث فنزويلا إلى منظمة الدول الأمريكية من اجتماع للمنظمة في واشنطن، أمس، وذلك بعد ضغوط من المنظمة على فنزويلا تتذرع فيها بضمان الحكومة الحالية الحقوق الديمقراطية لمواطنيها، وكانت منظمة الدول الأمريكية قد دعت أيضًا الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، بإعطاء السلطة كاملة لكونجرس بلاده والذي تقوده المعارضة "اليمنية"، وهي المعارضة الموالية لأمريكا. فلسطين تعترف الإكوادور بدولة فلسطينية حرّة ومستقلة داخل حدودها منذ عام 1967، وأعلنت مؤخراً تخليها عن تجديد عقدها مع شركة G4Sالبريطانية، لتواطؤها مع الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في فلسطين، بما في ذلك انتهاك حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. لا شك أن فوز لينين مورينو برئاسة الأكوادور يمكن أن يسجل كانتكاسة للثورة المضادة التي تدعمها الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي كانت قد نجحت في اختراق الأرجنتين، والبرازيل بعملية مشبوهة أطاحت برئيستها ديلما روسيف، وفي البيرو أيضًا والتي تمارس ضغوطًا على فنزويلا، فقبل أيام حثت البيرو دول العالم على سحب سفاراتهم من فنزويلا احتجاجًا على نقل صلاحيات البرلمان الفنزويلي إلى المحكمة العليا يوم الخميس الماضي، وعلى رغم من عدول المحكمة العليا عن هذا القرار، إلا أن البيرو لم ترجع سفيرها لفنزويلا. ويرى مراقبون أن دول أمريكا اللاتينية هي الحديقة الخلفية للولايات المتحدة وبالتالي واشنطن ترفض خروج هذه الدول عن طاعتها، وإذا أرادت هذه الدول استقلالية قرارتها فلابد من الخروج عن السطوة الأمريكية.