* الأمن اقتحم المدرجات في “كيما أسوان”.. وأنقذ اللاعبين في المحلة واختفى من مباراة المصري * القوات أخلت مكانها أسفل المدرجات.. وتركت الجماهير تصل للملعب بين الشوطين * الشرطة تمنع “اللافتات المسيئة” والسلاح الأبيض و”الشماريخ ” .. والتفتيش يتوقف في بورسعيد * العشرات منعوا الإسعاف من إنقاذ الجرحى.. والأمن يترك “الألتراس” للموت في المدرجات كتب – محمود عبد المنعم وعمرو شوقى : في غمضة عين، سقط 71 شهيداً من مشجعي كرة القدم، في إستاد بورسعيد، مساء الأربعاء، دون أن يتدخل أي جهاز أمني لحماية ضحايا غالبيتهم الكاسحة من الشباب، من هجوم شرس تعرضوا له وأودى بحياة العشرات، وأدى لإصابة المئات، لتستمر مذبحة بورسعيد نحو ساعة كاملة، دون تدخل أمني لوقف المجزرة. في هذا التقرير، ترصد “البديل”، طرق وزارة الداخلية لتأمين المباريات، وتقارن بين ما حدث عقب مباراة الأهلي والمصري في بورسعيد أمس، وما فعلته قوات الأمن نفسها في مباريات سابقة، لها ذات الحساسية.. في التقرير، نضع أمام القارئ المعلومات، موثقة حول ماذا فعلت الداخلية في مباريات أخرى، ونترك له الإجابة على السؤال الصعب: ماذا فعلت الشرطة لتأمين مباراة بورسعيد؟ باستمرار، كانت الشرطة تستعد للمباريات الحساسة، مثل مباريات القمة، ومباريات الأهلي في مدن القناة بإجراءات أمنية استباقية، تبدأ من خارج الإستاد، بتفتيش الجمهور علي البوابات قبل الدخول إلى للمدرجات، وتصادر عادة قوات الشرطة كل أدوات “شغب الملاعب”، وكل ما يمثل “خطراً على الأرواح”، كما كانت الداخلية تعلن في بيانتها قبل وبعد الثورة، ومنها الأسلحة البيضاء، والشماريخ والألعاب النارية والولاعات والبنزين، وتصل الإجراءات المشددة أحياناً، لمنع زجاجات المياه واللافتات التي قد تثير حفيظة المنافسين، أو التي تحوي عبارات عنصرية أو تحريض على العنف. وتقف قوات الأمن داخل الملعب أسفل المدرجات، لتأمين اللاعبين، ومنع نزول الجماهير إلي أرضية الملعب، وفي حالة نزول أي فرد الجماهير إلي الملعب، يقوم الأمن بتطويقه وإخراجه بطريقة سلمية، أما في حالة نزول عدد كبير من الجماهير ، فإن قوات الأمن تبدأ بحماية اللاعبين وجهازهم الفني والحكام الأربعة ، فضلاً عن وجود أفراد من الأمن المدني لحماية الحكام من بطش الجماهير ، بعد انتهاء كل مباراة . ففي مباراة الأهلي وغزل المحلة في 31 ديسمبر 2011 علي إستاد المحلة، عندما نزلت جماهير المحلة ملعب المباراة ، اعتراضاً علي احتساب الحكم ياسر عبد الرؤوف هدفاً للنادي الأهلي، قامت قوات الأمن بتأمين كل اللاعبين، والحكام الأربعة، والسيطرة علي ملعب المباراة بالوقوف صفين بعرض الملعب لمنع جماهير المحلة من الوصول لجماهير الأهلي، ولم تحدث أي إصابات لجمهور الفريقين . وفي مباراة الأهلي وكيما أسوان 6 سبتمبر الماضي في بطولة كأس مصر 2011-2012 ، كانت قوات الأمن تتواجد بكثافة، وعندما هتف ألتراس أهلاوي ضد رموز النظام السابق، قامت قوات الأمن بالاعتداء علي الجماهير ومطاردتهم داخل الإستاد وخارجه مما أدي إلي سقوط شهيد، وإصابة العشرات. أما عن التأمين في مباراة أمس ، فكان الوضع مختلفاً ، حيث رفع جمهور الأهلي لافتة كتب عليها “بلد البالة مجبتش رجالة”، وهذه اللافتة لا يمكن أن تدخل المباراة إذا كان التأمين والتفتيش من خارج الملعب تم بالشكل المعهود. فضلاً عن اللافتة، قال شهود عيان الأسلحة البيضاء كانت منتشرة في المدرجات، بخلاف الشماريخ والألعاب النارية التي استخدمها جمهور المصري طوال المباراة وقبل بدايتها، بالإضافة إلى العصي التي كان يحملها جماهير المصري في مواجهة لاعبي وجمهور الأهلي بعد المباراة. وداخل الملعب، لم تكن قوات الأمن منتشرة بعدد مناسب، ولم تظهر أصلاً في موقعها الدائم أسفل المدرجات لمنع أي نزول للجماهير إلى أرض الملعب، ولم تتعامل قوات الشرطة مع من نزل الملعب من الجمهور سواء بين الشوطين عندما نزلت أعداد قليلة من جماهير المصري للملعب ، أو بعد المباراة عندما نزل جمهور الفريق البورسعيدي بالكامل، لتهاجم لاعبي الأهلي، ومشجعيه. واختفت مظاهرة التأمين خارج الإستاد أيضا، حيث منعت جماهير المصري سيارات الإسعاف من الدخول لمعالجة المصابين، دون أن يتدخل جندي واحد لإنقاذ أي من المصابين، أو فتح الطريق للإسعاف، وذلك طيلة أكثر من ساعة كاملة جرت خلالها المجزرة.