نشر موقع "ميدل ايست آي" تقريرا يكشف فيه أن روسيا قررت تقديم الدعم العسكري للجنرال خليفة حفتر باعتباره أحد اللاعبين الرئيسيين في الحرب الأهلية الليبية. ونقل الموقع عن مصدر في الجيش الجزائري قوله أن الجزائر، باعتبارها وسيطا رئيسيا في المنطقة، قد ألقت أيضا بثقلها لدعم حفتر. وأضاف المصدر "يجب علينا مواجهة الحقائق. نحن لن ننتظر الأحزاب السياسية الليبية إلى الأبد لكي تتوصل إلى اتفاقيات. ليبيا بحاجة لاستعادة النظام وسيادة القانون في جميع أراضيها، وتحتاج إلى جيش قوي قادر على ضمان أمن حدودها. ومع الروس نحن نتقاسم تلك الرؤية". يقود حفتر الجيش الوطني الليبي في شرق البلاد، وهو حليف حكومة مجلس النواب في طبرق المناوئة لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس المدعومة من جماعة الإخوان المسلمين. وكشف تقرير الموقع البريطاني أن روسيا – بموجب الاتفاق – ستقوم بتزويد حفتر بعربات مدرعة وذخيرة وأجهزة مراقبة متطورة حتى يكون قادرا على تعزيز نفسه وقدراته للسيطرة على أجزاء الدولة المنقسمة على نحو متزايد. تسعى روسيا إلى استعادة نفوذها في ليبيا التي كانت تتمتع به قبل سقوط القذافي من خلال صفقات الأسلحة المربحة والتدريبات العسكرية. وهذا الاتفاق يعطي لموسكو أخيرا إمكانية الوصول إلى شمال أفريقيا التي كانت تسعى لها منذ سنوات. وقال مصدر عسكري جزائري أن "الاتفاق مع حفتر تم التوصل إليه خلال زيارته لحاملة الطائرات الروسية الاميرال كوزنيتسوف في 11 يناير الجاري". وذكر تقرير "ميدل ايست اي" أن هذا الاتفاق تم بعد اجتماع في سبتمبر 2016 في موسكو حضره المبعوث الخاص للجنرال حفتر، والسفير الليبي لدى السعودية، عبد الباسط البدري، والمبعوث الروسي الخاص لفلاديمير بوتين لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف. موسكو غير قادرة على بيع الأسلحة مباشرة إلى حفتر بسبب حظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا المفروض من قبل الأممالمتحدة منذ عام 2011 والذي لم يتم رفعه حتى الآن. بسبب ذلك، قال مصدر دبلوماسي "حفتر كان من الممكن أن يتوجه إلى حلفائه في مصر والإمارات، ولكن معظم أسلحتهم أمريكية الصنع. الحل الطبيعي، إذن، كانت الجزائر، التي 90 % من أسلحتها من روسيا". وحول قرار حظر تصدير الأسلحة، قال الدبلوماسي"لن يكون في الحقيقة بيع.. دعونا نقول أنه شكل من أشكال الدعم الذي يناسب الجميع." "دعم روسيا لحفتر يناسب مصالح الجزائر. وعلى الرغم أن الجزائر لا تثق به تماما، لكن يعرفون أنه في الوقت الراهن هو الوحيد الذي يستطيع تحقيق حد أدنى من الاستقرار"، بحسب مصدر مدني مقرب من المفاوضات التي عقدت في الجزائر بين مختلف الأطراف الفاعلة في ليبيا. في ديسمبر، كشف "ميدل ايست اي" أن الجزائر وافقت على تقديم الأسلحة إلى حفتر طالما أنها لم يتم استخدامها للاستيلاء على السلطة بطريقة غير شرعية ولا لمحاربة الليبيين بخلاف مسلحي تنظيم داعش. برز خليفة حفتر في الحرب الأهلية الليبية بعد حرب لا هوادة فيها ضد الجماعات الإسلامية المتحالفة مع مجلس الوفاق الوطني ويقدر اليوم أن 60 ألف مقاتل تحت قيادته. وبحسب مصدر مقرب من المخابرات الجزائرية: "تم التعامل معه كزعيم في الجزائروموسكو واتفق مع صانعي القرار السياسيين والأمنيين في الجزائر على تعيين ممثل شخصي له للحفاظ على خط اتصال مفتوح حول قضايا مكافحة الإرهاب". وأضاف المصدر أن "السماح له الصعود على متن حاملة الطائرات الروسية هو اعتراف من الروس بأنه القائد الوحيد للجيش الليبي." لكن الجزائر لا تزال متمسكة بالحل السياسي رغم اتفاقها مع حفتر، وفقا للدبلوماسي الجزائري. وقال: "نحن ما زلنا نعتقد أنه يجب إيجاد أرضية مشتركة من قبل جميع الأطراف ولكن، في الوقت نفسه، علينا إعطاء أولوية لبناء الجيش الليبي".