تحل علينا اليوم الذكرى 12 على وفاة الفنانة ليلى فوزي، صاحبة لقب أجمل حسناوات عصرها في الأربعينيات من قبل إحدى المجلات الأمريكية، فلمعت في أدوار الفتاة الرقيقة والأميرة الجميلة والحبيبة والأرستقراطية، لما تتمتع به من جمال وملامح تشبه الأجانب ذوات البشرة الشقراء والعيون الزرقاء. ولقبها الناقد السينمائي محمد شوشة ب"ملكة جمال السينما المصرية"، وقال عنها عبد السلام النابلسي "جمالها أمير يأمر، ملك يحكم، وسلطان يأسر السلاطين، فتنتها مرهقة، محرقة، لكن يفوح منها البخور، تضع يداً بماء يغلي، وتضع الأخرى بماء من ثلج، إنه تعادل الحرارتين"، كما قال الكاتب الصحفي مصطفى أمين "ليلى فوزي إذا بحثت في شجرة عائلتها سوف تجد نفسها أميرة سابقة". أجمل فتاة في المدرسة ولدت ليلى فوزي في تركيا عام 1918 وتحديدا 20 أكتوبر، والدها تجار القماش السوري محمد فوزي إبراهيم، الذي كان يملك محالا تجارية في القاهرة ودمشق وإسطنبول، وأمها حفيدة قيصر لي باشا أحد قادة الجيش التركي إبان حكم سلاطين آل عثمان، وكانت تعيش مع عائلتها فى القاهرة والتحقت بمدرسة الراهبات بحى شبرا. وكانت تهوى الفن والتمثيل منذ الصغر، وحصلت على لقب أجمل طالبة في مدرستها، ما جعل صورتها تظهر على غلاف إحدى المجلات آنذاك، واتجهت إلى الفن كهاوية في مدرسة قاسم وجدي لإعداد الوجوه الشابة، الذي كان صديقا لوالدها وأقنعه بظهورها معه في فيلم "مصنع الزوجات" عام 1941. وكان الأب يرفض تماما فكرة عمل ابنته في مجال الفن والتمثيل، لكنه وافق بناء على إلحاح صديقه الذي كان يرى فيها موهبة شابة جديدة تستحق التبني، وهكذا كانت البداية وصولاً إلى فيلم "ممنوع الحب" بصحبة الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، الذي كان نقطة فارقة في حياتها لتنهال عليها عروض الأفلام الخاصة. أجمل فنانات الشاشة وتميزت ليلى فوزي بملامحها الجميلة وعيونها الزرقاء وتعتبر من أجمل الفنانات التي ظهرت على شاشة السينما المصرية، حيث اختيرت من قبل مجلة أمريكية في أربعينيات القرن العشرين كإحدى أجمل حسناوات عصرها، فبعد أن رشحها المخرج محمد كريم للعمل مع الموسيقار عبد الوهاب، وقع معها عقد احتكار تصوير ثلاثة أفلام مع موسيقار الأجيال. وبرعت فوزي في تقديم البنت الأرستقراطية بجدارة وساعدتها ملامحها المميزة، كما تنوعت أدوارها بين الخير والشر لتثبت أنها فنانة موهوبة قادرة على تغيير جلدها ببراعة، فيما عملت مع أبرز المخرجين والفنانين مثل أنور وجدي وفريد الأطرش، ونالت شهرة كبيرة وحققت نجاحا جماهيريا وكانت نجمة شباك وفقا لكلام الموزعين. بلغ رصيدها الفني ما يقرب من 90 فيلما سينمائيا، من بينهم "علي بابا والأربعين حرامي، تحيا الستات، البؤساء، محطة الأنس، من الجاني، يسقط الحب، لست ملاكا، سجى الليل، ست الحسن، خبر أبيض، أنا بنت مين، خطف مراتي، ليلى بنت الشاطئ، من أجل امرأة، عش الغرام، جسر الخالدين، الناصر صلاح الدين، المتوحشة، سلطانة الطرب". وكان آخر أعمالها السينمائية دورها الصامت في فيلم "ضربة شمس" و"الملائكة العام" لتتوقف تماماً عام 1983، أما في الشاشة الصغيرة بلغ رصيدها 40 مسلسلا تليفزيونيا، من بينهم "علي الزيبق، نساء يعترفن سرا، بوابة الحلواني، جواري بلا قيود، أبو العلا، دمي ودموعي وابتسامتي، بنات سعاد هانم، فريسكا، هوانم جاردن سيتي، لما التعلب فات، بعاد السنين، من الذي لايحب فاطمة". الحب في حياتها لم تكن ليلى فوزي محظوظة في الحب والحياة الأسرية مثل السينما والتمثيل، فقد تزوجت ثلاث مرات ولم تنجب أبناء، فكانت البداية، عشق أنور وجدي لها الذي كان يراقبها من بعيد نظر تواجد والدها معها دائما أثناء التصوير، وكان يشيد بأعمالها وتقدم لخطبتها من أبيها الذي رفض بحجة أنه غير ملتزم وفي حياته العديد من النساء، في الوقت نفسه، كان صديق والدها الفنان عزيز عثمان يتردد على منزلهم دائما وكانت ترى فيه الأب، لكنه طلب زواجها ووافق عليه والدها برغم أنه يكبرها ب30 عاما، فوافقت ليلى لكي تتخلص من تحكم والدها فيها ظنا منها أنها ستنال حريتها، إلا أن عزيز عثمان شد الخناق عليها مثل أبيها وغيرته الجنونية عليها وزادت الخلافات والمشاكل ووقع الطلاق بينهما بعد أن استمر زواجهما أربعة أعوام. وبعد انفصالها عن الفنان عزيز عثمان، علم أنور وجدي الذي انفصل عن زوجته ليلى مراد في نفس التوقيت، وتقدم للزواج منها مرة أخرى، لتتزوج منه ليلي فوزي، ويستمر الزواج أربعة أشهر لتقضي معه آخر أيامه حيث اشتد عليه المرض، فسافروا إلى السويد لتلقي العلاج، لكنه رحل متأثرا بمرضه؛ وعادت إلى مصر بصندوق خشبي به جثمانه، ثم تزوجت بعدها من الإذاعي جلال معوض الذي ألقى بيان ثورة يوليو 1952. تكريمات حصلت ليلى فوزي على العديد من الجوائز خلال مشوارها الفني الطويل واللامع منهم: جائزة عن دورها في فيلم "ضربة شمس" من قبل جمعية كتاب ونقاد السينما، كما كرمها "مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي" في دورته ال19 في عام 2003، وكان آخر تكريما لها من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال28 عام 2004. رحيلها توفيت ليلى فوزي إثر صراع طويل مع أمراض الشيخوخة في الثاني عشر من يناير عام 2005، عن عمر يناهز ال80 عاما، وقبل وفاتها تلقت عرضا من إحدى القنوات الفضائية ببيع مذكرتها نظير مبلغ كبير، لكنها رفضت الفكرة بشكل تام، وشهدت جنازته حضور فني وجماهيري كبير.