عدة ضربات وجهها الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما، قبل رحيله، لإدارة دونالد ترامب المنتخبة حديثًا، تمثلت في التوترات مع روسيا، والتنقيب عن النفط في القطب الشمالي، وتزويد المعارضة السورية بأسلحة ثقيلة، والامتناع عن التصويت لوقف الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. وفي هذا الصدد، قال مسؤول أمريكي لوكالة رويترز، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، قد يلغي قرارات الرئيس باراك أوباما ضد روسيا ويسمح لمسؤولي المخابرات الروس بالعودة للولايات المتحدة بمجرد توليه السلطة، كما أكد الرئيس السابق لمجلس النواب الأمريكي، نيوت غينغريتش، والمقرب جدا من الرئيس المنتخب، قائلا "ترامب بصدد إلغاء 70% من المراسيم الصادرة عن الرئيس باراك أوباما"، ووفقاً لشبكة فوكس نيوز الأمريكية، فإن ما بين 60 إلى 70% من المراسيم التي أصدرها أوباما سيتم إلغاؤها. طرد الدبلوماسيين الروس التصرف الأول الذي أزعج ترامب، قرار البيت الأبيض قبل أيام بطرد 35 دبلوماسيا روسيا من العاملين بالسفارة في واشنطن والقنصلية في سان فرنسيسكو، خاصة أن الرئيس الأمريكي تعهد بالعمل على تحسن العلاقات الأمريكية الروسية في عهده. ويبرر الجانب الأمريكي القرار، بأنه جاء ردا على "ملاحقة أجهزة الأمن والشرطة للدبلوماسيين الأمريكيين في روسيا"، وكذلك اشتباه أجهزة الاستخبارات الأمريكية بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عبر الهجمات السيبرانية للهاكرز الروس. ووعدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن موسكو لن تسكت على أي تصرفات عدوانية من جانب الولاياتالمتحدة، بما فيها الموجهة ضد البعثات الدبلوماسية الروسية، لكنها أكدت أنها تأمل بعلاقات أفضل مع ترامب، إذ أرسل الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، قبل أيام رسالة عبر فيها عن أمله في التعاون الثنائي وإيجاد "مستوى جديد" من العلاقات. ووفقا لفريق ترامب الانتقالي، كتب بوتين قائلا: "آمل.. أن نتمكن من خلال التصرف بشكل بناء وعملي أن نتخذ خطوات حقيقة لاستعادة إطار التعاون الثنائي في مجالات مختلفة، بالإضافة لرفع مستوى التعاون على الساحة الدولية إلى مستوى نوعي جديد". في حين أعلن مصدر مقرب من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أنه قد يلغي العقوبات، وأتهم ترامب أوباما باطلاق "تصريحات نارية"، ووضع "عراقيل" تعوق انتقال السلطة، وكتب قائلا: "لقد بذلت أقصى ما في وسعي لتجاهل العراقيل العديدة والتصريحات النارية للرئيس أوباما، كنت أعتقد أن عملية الانتقال ستتم بسلاسة، ولكن لا!". عدم استخدام «الفيتو» لعرقلة قرار وقف الاستيطان التصرف الثاني الذي يعد ضمن أبرز القرارات المؤيدة للشعب الفلطسيني وأزعج إدارة ترامب كونها منحازة للكيان الصهيونية، إحجام أمريكا عن استخدام حق النقض "الفيتو" ضد قرار مجلس الأمن الذي يدين البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. واتهم مندوب إسرائيل لدى الأممالمتحدة، رون ديرمر، البيت الأبيض ب"التآمر" على الكيان الصهيوني في مجلس الأمن الدولي، الذي تبنى قرارا أدان فيه الاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، في فورة جديدة من الغضب ضد إدارة باراك أوباما. وما زاد من إحراج الإدارة الديمقراطيه لترامب، خطاب كيري الأخير حول رؤيته للحل النهائي بين فلسطين والاحتلال الإسرائيلي، حيث أوضح أن تبني مجلس الأمن الدولي قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي ويطالب بوقفه "كان يهدف إلى الحفاظ على حل الدولتين"، وأضاف كيري: "هناك أعداد متساوية من اليهود والفلسطينيين بين نهر الأردن والبحر المتوسط (..) يمكن أن يختارا العيش معا أو الانفصال في دولتين". تسليح المعارضة السورية موقع جيوستراتيجيك ميديا أكد أن قرارات أوباما الأخيرة بحق الملف السوري ومنها تسليح المعارضة في سوريا يعني تعقيد المسائل أمام الرئيس ترامب وإدارته، لا سيما أنه أعرب عن رغبته في مخالفة سياسات الإدارة الأمريكية التي قادها أوباما وفريقه في الشرق الأوسط والعالم، وتتلخص رؤية ترامب في أنه لا فائدة من تسليح المعارضة السورية أو تزويدها بأي شيء، بل يجب ترك الأسد يضرب «داعش» والمعارضة السورية الذي لا يعلم أيدلوجيتها وحقيقيتها ونشأتها بحسب حديثه. غلق جوانتانامو يحاول أوباما قبل انتهاء مدته غلق سجن جوانتانامو، خاصة أنه تعهد بإغلاقه منذ عام 2008، وتشير صحيفة ديلي تلجراف البريطانية إلى أن أحد أهم القرارات التي قد تكون أرثًا ثقيلًا للرئيس ترامب، قرار أوباما الأخبر بترحيل أعداد كبيرة من المعتقلين في جوانتانامو، حيث أبعد نحو 234 منهم في يوم واحد، لكن ترامب له رأي آخر؛ فخلال حملته الانتخابية قال إنه سيبقي على سجن جوانتانامو مفتوحاً وتعهد «بتعبئته ببعض الأشرار». منع الحفر والتنقيب فى المحيط الأطلنطي والقطب الشمالي ثمة قرار آخر داخلي أبرزته الصحف الأمريكية أكدت أنه مناهض لسياسة إدارة ترامب التي أعلنت خلال حملتها الانتخابية أنها مهتمة باستخراج الثروات الطبيعية الأمريكية من البحار والمحيطات، لكن وفقاً لتقرير نشرته "نيويورك تايمز"، فإن الرئيس أوباما المعروف بسياساته البيئية، اتخذ قرار حظر التنقيب عن النفط في المحيط الأطلسي والقطب الشمالي استنادا إلى قانون أراضي الجرف القاري الخارجي، وعلق بعض المراقبين بالقول، إن ترامب سيجد صعوبة في إلغاء هذا القرار. ونشرت صحيفة "واشنطن تايمز" تقريرا يفيد بأن ترامب كان يشير في كثير من لقاءاته أثناء حملاته الانتخابية إلى ثروات بلاده الطبيعية من النفط والغاز الطبيعي والفحم؛ لافتة إلى أنه قد يرفع القيود عن الإنتاج في هذه المجالات؛ ما سيزيد إنتاج الوقود الأحفوري.