أثارت حادثة تفجير الكنيسة البطرسية بحي العباسية وسط العاصمة المصرية القاهرة، حفيظة وغضب جميع الأوساط الفلسطينية في غزة والضفة وعلى جميع المستويات، حيث قدم الرئيس محمود عباس تعزية الرئيس المصري بالضحايا الذين سقطوا جرّاء التفجير، وأدان الرئيس عباس، كما نقلت الوكالة الرسمية على لسانه، تلك الجريمة التي تتنافى مع قيم ديننا الحنيف وتقاليد وأعراف وأخلاق شعوبنا والقوانين الإنسانية كافة، على حد تعبيره. وفي الإطار ذاته، ضجّت صفحات التواصل الاجتماعي الفلسطينية ببرقيات التعزية والمواساة للشعب المصري الشقيق في هذا المُصاب، متمنين الضرب بيد من حديد لكل من يحاول العبث بأمن واستقرار البلاد، على اعتبار أنَّ أمن مصر واستقرارها مطلب شعبي للشرائح الفلسطينية كافة. وقال الناشط والكاتب الفلسطيني جهاد أبو شنبفي ل«البديل»: أولًا نعزي أنفسنا كفلسطينيين ونعزّي جمهورية مصر العربية شعبًا وحكومة بضحايا الحادث الإرهابي الذي وقع في الكاتدرائية، ولربما نحن أكثر الشعوب شعورًا بالجرح الذي يسببه الإرهاب؛ لأننا نعاني منه منذ سنوات طويلة من الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أبو شنب في تعقيبه على الحادث: مصر ليست كلمة عابرة في وجدان وذاكرة الفلسطينيين، بل تاريخ سُطّر بوحدة الدم والنضال، لذلك كل ما يصيب مصر كأنه يصيبنا تمامًا، وهذا ليس شعارًا، بل حقيقة نلمسها بدمعة جدتي حين تابعت الحادث الأليم، وترحمت عليهم ألف مرة دون أن تلتفت أصلًا إلى كونهم أقباطًا مسيحيين أو مسلمين، فالنابع الإنساني والوطني دومًا يطغى على كل شيء. وفي رسالته لمصر قال أبو شنب: وحين نرى المشهد العربي بشكل عام نخشى كثيرًا على مصر العظيمة، لذلك نطالبهم بألَّا يستهينوا أو يتسامحوا مع مرتكبي هذا العمل الإرهابي، وأن يوحدوا صفوفهم في مواجهته والقضاء عليه وكلنا ثقة في ذلك. وأشار أبو شنب إلى الموقف الفلسطيني الحقيقي تجاه مصر قائلًا: أختم قولي بأننا على استعداد بالتضحية بأنفسنا لأجل مصر وحمايتها، فكما قلت في البداية الإرهاب واحد والألم واحد، وكما قاتلت مصر معنا في حروبنا ضد الاحتلال الصهيوني، سنقاتل معها في كل معاركها ضد الإرهاب. وفي السياق ذاته، قال الناشط الفلسطيني أحمد فرينة ل«البديل»: استهداف الأشقاء المصريين المسيحيين منهم وغير المسيحيين عمل إجرامي مقصود، يهدف إلى إعادة الإرهاب إلى قلب القاهرة والمدن المصرية الأخرى التي تواجه أزمة اقتصادية طاحنة، كون الاستقرار الأمني حجر الأساس لحل تلك الأزمات، ويؤدي إلى عودة الاستثمار والسياحة. وأضاف فرينة: مثل هذه الأعمال الهمجية سبق أن شهدناها في العراق وقبلها في لبنان ومن ثم امتدت إلى فلسطين وسوريا، وبالأمس تجلت في أبشع صورها ضد مصر الأم، بالتزامن مع يوم الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وكأنَّ من يقف خلف تفجير الكنيسة المرقسية اختار هذا التوقيت بعناية لربطه بالديانة الإسلامية. وأضاف: من الواضح أنَّ الذين يقفون خلف تلك الأعمال الإجرامية يريدون إلحاق الأذى بالحكومة المصرية وجيشها الوطني والتعجيل بانهياره، فإن كان هؤلاء يظنون بتصرفاتهم أنهم سيلحقون الضرر بالحكومة فإنهم يرتكبون خطأ كبيرًا؛ لأنَّ الضحية الأكبر هي مصر ووحدتها القومية والوطنية وشعبها الطيب الذي يواجه كل أشكال الضغوطات الأمنية والاقتصادية المدفوعة من المملكة السعودية والولايات المتحدةالأمريكية. وتابع فرينة: في تلك الظروف الصعبة ندعو أشقاءنا المصريين إلى حوار سياسي معمق بين مختلف ألوان طيفها السياسي والديني، يقودها إلى مصالحة وطنية لمواجهة الفوضى الدموية ودرء ما لا نتمناه لمصر وشعبها الطيب" وختم قائلًا: "أُبرق لمصر الكنانة شعبًا وقيادةً بأصدق التعازي والمواساة في هذا المُصاب، ويد بيد لمواجهة كل محاولات النيل من أمن واستقرار مصر والمنطقة. وكان نشطاء التواصل الاجتماعي في قطاع غزة والضفة الغربية قد أعربوا عن تضامنهم مع الشعب المصري الشقيق، متمنين أن تبقى مصر الأم والحاضنة للعرب، وصمام الأمان الإقليمي في المنطقة.