يمتلئ الثراث النوبي بالعديد من الروايات والأغاني والأبيات الشعرية التي كتبت بيد أدباء نوبيين سطروا من خلالها حكاية تهجيرهم من موطنهم الأصلي، إما بسبب تعلية خزان أسوان أو بناء السد العالي، وكم والمعاناة التي عايشوها جراء التهجير. روائيا، تعتبر «الشمندورة» أول رواية نوبية في الأدب العربي، كتبها الأديب النوبي محمد خليل قاسم، عام 1964 بعد التهجير النهائي، تدور أحداثها حول قرية «قتة» قبل وبعد التعلية الثانية لخزان أسوان، التي تمت في ثلاثينيات القرن الماضي، أيضا رواية «مدارات الجنوب» للكاتب النوبي حسن نور، التي رصد فيها حال قرية «قورته» وما حدث لها عقب التهجير، ووضع أهاليها وخوفهم من شبح التهجير وحدوث ما كانوا يخشونه، ولنور أيضا روايتان أخريان، تتناول قضية التهجير هما «بين النهر والجبل»، و«دومات الشمال». أما الكاتب النوبي يحيى مختار، فله مجموعة قصصية عن قضية التهجير، أطلق عليها جميعًا أسماء نوبية، حملت «إندوماندو» وهي كلمة نوبية تعني «هنا وهناك»، وشملت 4 قصص «الكرج» وتعني الطبق المصنوع من خوص النخيل، و«شج فرن» وهو ممر جبلي في بلاد النوبة، و«مشن موليه» ومعناها جبل الشمس، والمجموعة تدور في الأساس حول المعاناة التي مر بها أهالي «الجنينة والشباك» بعدما غرقت قريتهم عقب بناء السد العالي. والكاتب النوبي حجاج حسن أدول، يعد من أغزر كتاب النوبة إنتاجا وله رباعية قصصية حول قضية التهجير هي «أديلا جدتي، الرحيل إلى ناس النهر، ليالي المسك العتيقة، زينب أوبورتي»، لكنه ركز فيها حول وضع النوبيين عقب التهجير من موطنهم الأصلي، وحصل الكاتب على جائزة الدولة التشجيعية على هذه الرباعية عام1991. ولم تغب قضية التهجير أيضا عن التراث الشعري، حيث رصد شعراء نوبيون عملية تهجيرهم عبر العقود المختلفة، ومنهم عبد الرحيم إدريس، الذي كتب ديوان «الطير المهاجر»، بالإضافة إلى ديوانه «ظلال النخيل» الذي رصد فيه معاناة النوبيين عقب التعلية الأولى والثانية لخزان أسوان، بجانب ديوان «سرب البلاشون» الذي وضعه 5 شعراء نوبيين، هم ذكي مراد، إبراهيم شعراوي، عبدالله طه، محمود شندي، عبد الدايم طه. غنائيًا، تناولت الكثير من الأغاني معاناة النوبيين مع التهجير، وعكست آمال وآلام أهالي بلاد الدهب، منها «الرحلة» التي نقل فيها أحد شعراء النوبة تجربته الشخصية عندما عاد بعد 15 عامًا إلى النوبة القديمة التي هجر منها، متمنيًا أن يرى منزله وذكرياته القديمه هناك، لكنه وجد كل ذكرياته غارقة تحت الماء، بجانب أغنية «أشدوه» التي قورن فيها بين النوبة القديمة والجديدة، حيث صبت كلمات الأغنية دائمًا في صالح النوبة القديمة، إضافة إلى الكثير من الأغاني الأخرى التي رصدت الواقع المؤلم الذي يعانيه النوبيون جراء التهجير.