وزير الإسكان يتابع جهود تحسين مستوى خدمات مياه الشرب والصرف الصحي    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم 18-4-2024 في البنوك    «انخفاض 20% بالأسعار».. التموين تزف بشرى سارة للمواطنين    ارتفاع أسعار الأسماك اليوم الخميس في كفر الشيخ.. البلطي ب 95 جنيهًا    معيط: العاصمة الإدارية جاهزة لاستضافة اجتماعات وزراء المالية العرب    تداول 62 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    الجزار: تم وجار تنفيذ وطرح مليون وحدة سكنية لمحدودي الدخل    الصين: نأمل أن تتوقف واشنطن عن اعتبار نفسها «فوق أي شخص آخر»    جوزيب بوريل: عدم تسهيل وصول المساعدات لغزة يعني حكمًا بالإعدام على الفلسطينيين    مصادر: تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة قد يؤجل للجمعة    وزير المالية: العاصمة الإدارية درة المدن الذكية تستضيف اجتماعات وزراء المالية العرب خلال مايو المقبل    تأكد غياب كارفاخال عن موقعة ريال مدريد وبايرن ميونخ بنصف نهائي دوري أبطال أوروبا    بدء أولى جلسات محاكمة حسين الشحات بتهمة التعدي على لاعب بيراميدز    تشاجرت معه.. ميدو يحذر النادي الأهلي من رئيس مازيمبي    ليفربول في مهمة مستحيلة أمام أتالانتا في الدوري الأوروبي    تغير المناخ: انخفاض درجات الحرارة وعودة الطقس البارد ليلا    إصابة بائعة خضراوات في حادث دهس أثناء عبور الطريق بالفيوم    وزير التعليم يوضح تفاصيل وضع امتحانات الثانوية العامة    التضامن تعلن فتح باب سداد الدفعة الثانية للفائزين بقرعة حج الجمعيات الأهلية لموسم 2024    إصابة 3 أشخاص في حريق داخل مخبز بقنا    تعرف على الحالة المرورية بالقاهرة والجيزة    فيلم «عالماشي» يحقق إيرادات ضعيفة في شباك التذاكر.. كم بلغت؟    «الرعاية الصحية»: مجمع الفيروز الطبي يدخل الخدمة ب30 يونيو القادم    الرقابة الصحية: قانون تنظيم البحوث الإكلينيكية يستهدف التصدي للمعوقات    عاجل| العواصف الرملية.. تعرف على التأثير الصحي للعواصف الترابية على أصحاب الجيوب الأنفية    لتغيبهم عن العمل.. إحالة 43 من العاملين بمستشفى الفشن ببني سويف للتحقيق    جامعة عين شمس تناقش جهود تحالف الأقاليم في إطلاق القوافل التنموية    وزير الري: تحديد مواقع ورسم خرائط مآخذ المياه ومراجعة منحنيات التصرفات    تحذيرات من تسونامي في إندونيسيا نتيجة تساقط الحمم البركانية في البحر (فيديو)    «كن فرحًا».. مؤتمر لدعم وتأهيل ذوي الهمم بالأقصر    علي جمعة: الرحمة حقيقة الدين ووصف الله بها سيدنا محمد    قصف إسرائيلي شمالي مخيم النصيرات وسط غزة    زلزال يضرب جنوب غرب اليابان بقوة 6.3 درجة    مهيب عبد الهادي يكشف مفاجأة صادمة عن كولر    السفارة الأمريكية تنظم فعاليات لدعم التدفق السياحي إلى الأقصر    «صحة مطروح» تطلق قافلة طبية مجانية لقرية سيدى شبيب الأسبوع المقبل    أسعار الحديد اليوم الخميس 18 - 4 - 2024 في الأسواق    منة عدلي القيعي: بجمع أفكار الأغاني من كلام الناس    طارق الشناوي: «العوضي نجح بدون ياسمين.. وعليه الخروج من البطل الشعبي»    حالة طقس السعودية والخليج.. وحقيقة تأثُّر مصر بمنخفض الهدير    بعد استقالة المحافظين.. هل تشهد الحكومة تعديل وزاري جديد؟    مدير أعمال شيرين سيف النصر: كانت عايزة تشارك في عمل ل محمد سامي ( فيديو)    أحمد عبد الله محمود يكشف كواليس تعاونه مع أحمد العوضي ومصطفى شعبان    وزارة الطيران المدني توضح حقيقة انتظار إحدى الطائرات لمدة 6 ساعات    ما حكم نسيان إخراج زكاة الفطر؟.. دار الإفتاء توضح    شاب يتحول من الإدمان لحفظ القرآن الكريم.. تفاصيل    دعاء الرياح والعواصف.. «اللهم إني أسألك خيرها وخير مافيها»    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الخميس 18/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    الصين قادمة    «البيت بيتى 2».. عودة بينو وكراكيرى    إبراهيم نور الدين: كنت أخشى من رحيل لجنة الحكام حال إخفاقي في مباراة القمة (فيديو)    الجزائر تقدم مساهمة استثنائية ب15 مليون دولار للأونروا    إبراهيم سعيد: احتفالات لاعبي الزمالك بعد الفوز على الأهلي مبالغ فيها    أنت لي.. روتانا تطرح أغنية ناتاشا الجديدة    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024.. 5 أيام متصلة مدفوعة الأجر    أسباب نهي الرسول عن النوم وحيدا.. وقت انتشار الشياطين والفزع    صفقتان من العيار الثقيل على أعتاب الزمالك.. وكيل لاعبين يكشف التفاصيل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأدب النوبي‏..‏
سفينة خرجت من رحم الغرق

النوبة جزء عزيز من مصر‏..‏ وأهلها أحد خيوط النسيج المصري عاشوا في أقصي جنوب مصر مدافعين عن حدودها محبين لترابها رافعين لواء التضحية بالنفس والمال والأرض من أجل الوطن الكبير‏(‏ مصر‏)‏ ورغم معاناة الهجرة من أراضيهم في النوبة القديمة, والتي أحدثت تحولا تاريخيا وجغرافيا لحياتهم منذ عام1902وقت بناء خزان اسوان مرورا بهجرتين في عام1913 وقت تعلية الخزان و1933 وقت التعلية الثانية ثم في التهجير الأخير عام1946 وقت بناء السد العالي, ممازال النوبيون يحتمون بدفء الوطن يحيون في قلبه بمثل ماهو أيضا يحيا في قلوبهم.
وفي الأدب النوبي, الذي يمثل خصوصية تشكل جزءا من كيان المجتمع المصري والثقافة المصرية بأبعادها المتعددة وتنوعها, تعيش فكرة الحنين إلي أرض الأجداد في نفس المبدعين النوبيين الذين خرجوا من رحم الهجرة والمعاناة وتفجرت طاقاتهم الابداعية حول ذلك الحنين
ومن هذا المنطلق تميز الأدب النوبي بالخصوبة والثراء بدرجة نادرة قل أن تجدها في أدب أخر, ومثل ذلك حدث في الفنون وشتي المناحي الثقافية مستمدا الطاقة الإبداعية من الغرق الكامل لبلاد النوبة بعد إتمام مشروع السد, ليسافر الرجال الي الشمال سعيا وراء الرزق, وتحت ظلال التهجير بمأساته والحنين للنوبة القديمة التي تحيا في قلوب ابنائها دارت احداث الرواية النوبية وتشكلت ملامح الأدب النوبي
ويقول الشاعر النوبي محيي الدين صالح أن أدب النوبة الحديث بدأ منذ300 عام, من خلال القاصة الروائية زينب كودوت برواية عن الاساطير استفاد منها الروائي النوبي ابراهيم شعراوي في عمله( الخرافة في بلاد النوبة), موضحا أن أدب النوبة ملئ بالحكمة الشعبية وأنه صدر في الخمسينيات كتاب لمحمد متولي يدور حول هذا المعني.
ويضيف انه في عام1930 ظهر أول ديوان لشاعر نوبي هو خليل فرج بعنوان( عزة في هواك وبعدها صدر ديوان( في ظلال النخيل) للشاعر عبد الرحيم إدريس ثم في عام1966 ظهر ديوان سرب البلاشون لخمسة من الشعراء وذلك لأول مرة وهم عبد الدايم طه وإبراهيم شعراوي وخليل قاسم وزكي مراد ومحمود شندي ويتناول هجرة النوبيين وقدمته الإذاعة في برنامج( من وحي الجنوب)
ويقول محيي الدين أن رواية الشمندورة لمحمد خليل قاسم, التي صدرت عام1968 للمرة الأولي والتي كتبها قاسم في المعتقل عام1964 علي ورق بفرة, تعد من العلامات البارزة في تاريخ الأدب النوبي حتي أنه يتم تصنيفه بأدب ماقبل ومابعد الشمندورة.
بعد الشمندورة ظل الأدب النوبي ساكنا راكدا نحو20 عاماحتي ظهرت مجموعة قصصية للأديب حجاج أدول بعنوان ليالي المسك العتيقة, وفاز عنها بجائزة الدولة التشجيعية عام1988 ثم رواية إدريس علي دنقلة, وبعده جاء الروائيان يحيي مختار وحسن نور اللذين يرجع لهم الأثر الكبير في الرواية النوبية وحدثت بهم الطفرة في هذا المجال ثم اشار محيي الدين إلي ظهور مجموعة من كتاب القصة والرواية في الساحة مثل حسين جاسر ومحيي الدين شريف ومحمد سليمان ومحمد حسين كاشف ومحمود شندي وغيرهم
ويقول الأديب والروائي حسن نور أن خليل قاسم صدرت له بعد الشمندورة مجموعة قصصية أخري باسم الخالة عائشة
ويضيف نور أنه بعد كتابة قاسم للشمندورة عام1964 وهو في المعتقل ونشرتها مسلسلة مجلة صباح الخير الذي تولي نشرها وقتها الراحل حسن فؤاد توقف بعدها الزمن كثيرا في ظاهرة لافتة للنظر حتي نهاية الثمانينيات حتي بدأت تظهر روايات اخري.
ويضيف الروائي حسن نور: إنني كتبت مجموعة قصصية بعنوان خور رحمة تضم5 روايات قصيرة فازت بجائزة اتحاد كتاب مصر ثم( دوامات الشمال) و(ومدارات الجنوب).
ويقول الناقد أحمد عبد الحميد إن النوبة الروائي الكبير إدريس علي الذي قرر البحث عن النوبة بعد غرق البلاد القديمة في ابطال رواياته, وهو ماتكشفه روايات دنقلة واللعب فوق جبال النوبة والنوبي أي أنه استفاض البحث عن النوبة في الواقع بالبحث عنها في خياله الأدبي حتي اصبحت لديه هي المكان الحلم أو الجنة المفقودة
وأضاف أن جيل الشباب الحالي في النوبة يمثل الجيل الثالث من أبنائها وهم جيل لم يعش في النوبة القديمة ولم يعاصر التهجير, ولكن مايهمهم اكثر من التعويضات والعودة هو احياء الثقافة النوبية وابرازها اعلاميا, وتحقيق التفاعل والإندماج بين النوبيين وبقية مكونات المجتمع المصري.
ويشير إلي أن زكي مراد واحد من الرواد النوبيين الذين انخرطوا في الحركة الوطنية المصرية ونشط مع رفيقه محمد خليل قاسم في صفوف اليسار المصري في الستينيات ومعهم محمود شندي وسيد اسحاق ومحمد عبد المجيد ورغم المطاردة والاعتقال نجما في تسليط الأضواء علي محنة النوبة: زكي مراد من خلال كتاباته واشعاره ومحمد خليل قاسم في رائعته الشمندورة
ويرجي الروائي النوبي يحيي مختار أن هناك فرقا بين الثقافة النوبية وبين الأدب النوبي, فالثقافة هي باللغة النوبية, كالأقاصيص والأحاجي والحكايات والاغاني أما المصطلح الحديث وهو الأدب فقد وصفه الناقد الكبير شكري عياد إثراء حقيقي للأدب المصري والعربي وأنه ابداع له سمات خاصة أهمها سمة( البكارة)
وأضاف مختار أنه بالنسبة للإبداع النوبي الحديث فإن هناك فرقا بين من عاشوا في النوبة القديمة ومن لم يعش في النوبة اساسا لأن من عاش هناك يعرف تضاريس وجزئيات الحياة النوبية واستطعم ترابها وماءها وطميها ونخيلها..
ويشير إلي أن روايته جبال الكحل ورواية النوبي لادريس علي من الروايات التي رصدت تأثير السد العالي بشكل اساسي وعملية التهجير في عام41964 في الوقت الذي تمثل فيه رواية الشمندورة رصدا لعملية التهجير في عام1933 أثناء التعلية الثانية لخزان اسوان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.