أدب النوبة هو موضوع الندوة الأسبوعية التي عقدت بنادي القصة بالقاهرة وتحدث فيها د. مدحت الجيار استاذ النقد الأدبي متخذا من بعض النماذج الروائية. ويعد مدخلا ودليلا لهذا المجال الرحب ومحاولة منه للتعرف علي ملامح ورموز هذا الأدب. تناول في بداية حديثه رواية الشمندورة للأديب النوبي محمد خليل قاسم مشيرا إلي أن هذه الرواية التي تحولت الي أيقونة سردية نهل منها كتاب النوبة جميعا, بل نهل كل كاتب منهم خيطا رفيعا أو مستوي من مستوياتها المركبة. فهي الرواية الأولي التي شاهد مؤلفها النوبة وهي تغرق تحت طوفان مياه السد العالي. وقد سجل صورة الطوفان كما سجل حركة أهل النوبة البسطاء الفقراء في قراهم الممتدة عبر ثلاثمائة كيلو متر من أرض مصر الطاهرة. وقد سجلت الشمندورة الحراك السياسي لأهل النوبة. كما يقول د. الجيار, وأخذ كتاب النوبة التاليون هذه الخيوط الفنية وتخصصوا فيها, فتخصص إدريس علي في الرواية السياسية, وكتب دنقلة واللعب علي جبال النوبة وغيرها من الروايات والمجموعات القصصية مثل واحد ضد الجميع, وأبان أدريس علي عمق الإحساس بضياع المملكة القديمة والبلد النوبي, وينتظر من الجميع العودة الي البلد القديم, لكنه لا ينسي أنه مواطن مصري يسعي لتحقيق العدالة والديمقراطية. ويري د. مدحت الجيار أن الأديب حسن نور نجح في أن يوضح حالة النوبيين المصريين في البلد الجيد, في روايته الأولي بين النهر والجبل, وأوضح ما بداخل النوبي من أحلام العودة, واستمر في رواياته التالية العزف علي الوتر نفسه في لغة عربية وروح مصري. وينتقل د. الجيار في حديثه الي دور الأديب حسن أدول الذي حافظ علي تسجيل الطقس السحري وفانتازيا الخرافة في النوبة الغارقة والحالية, فأوضح في روايته( الكشر) تلك الموروثات التي تخطت حاجز الزمن وحملها النوبي لأولاده وسعي بين آثار مصر القديمة ليري فيها ما تقوله الأساطير والحكايات النوبية والمصرية القديمة التي تخرج من مشكاة واحدة. وظل حسن أدول يواصل التسجيل حتي روايته متعددة الأجزاء( معتوق الخير). ويشير د. الجيار في ختام حديثه إلي أن الشمندورة لا تزال حتي الآن تحمل الرواية النوبية الي العالم.