قال مركز الأزهر العالمي للفتوي الالكترونية، إن جميع لقاحات كورونا التي أنتجتها الشركات العالمية، تعمل عن طريق حقن جزء من شفرة الفيروس الجينية في الجسم (الذراع)، لتحفيز جهاز المناعة وإعداده للتعامل مع العدوي، موضحا أن اللقاحات والتطعيمات بهذا الشكل ليست أكلًا ولا شربًا ولا هي في معناهما، كما أن تعاطيها يكون عن طريق الحَقن بالإبرة في الوريد أو العضل (العضد، أو الفخذ، أو رأس الألية) أو في أي موضعٍ مِن مواضعِ ظاهرِ البَدَنِ ليس من المنفذ الطبيعي المعتاد كالفم والأنف المفتوحان ظاهرًا، ومن ثمَّ، فلا يفطر الصائم بها، لأنَّ شَرْطَ نَقْضِ الصوم أنْ يَصِلَ الداخلُ إلي الجوف مِن منفذٍ طَبَيعي مفتوحٍ ظاهر حِسًّا، لا من منفذ غير معتاد كالمسام والأوردة التي ليست مَنْفَذًا مُنفَتِحًا، لا عُرفًا ولا عادةً. وونقل المركز، عن ابن نجيم: (قَوْلُهُ: أَوْ ادَّهَنَ أَوْ احْتَجَمَ أَوْ اكْتَحَلَ أَوْ قَبَّلَ، أَيْ لَا يُفْطِرُ، لِأَنَّ الِادِّهَانَ غَيْرُ مُنَافٍ لِلصَّوْمِ، وَلِعَدَمِ وُجُودِ الْمُفْطِرِ صُورَةً وَمَعْنًي وَالدَّاخِلُ مِنْ الْمَسَامِّ لَا مِنْ الْمَسَالِكِ فَلَا يُنَافِيهِ كَمَا لَوْ اغْتَسَلَ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ، وَوَجَدَ بَرْدَهُ فِي كَبِدِهِ). [البحر الرائق شرح كنز الدقائق لابن نجيم (2/ 293)] وقال أبو البقاء الدَّمِيري في شرحه لشرط الإمساك عَن وَصُول العَيْن إِلَي ما يُسَمَّي جَوْفا «من شروط الصوم»: (واحترز بالجوف عما لو طعن فخذه أو ساقه أو داوي جرحه، فدخل ذلك إلي داخل المخ أو اللحم.. .فإنه لا يفطر، لأنه لا يسمي جوفًا، وكذلك إذا افتصد ووصل المبضع إلي داخل العرق، فكل ذلك لا خلاف فيه). [النجم الوهاج في شرح المنهاج لأبي لبقاء الدميري (3/ 295)] وعليه فإن تعاطي هذا اللقاح في نهار رمضان، عن طريق الحَقن بالإبرة في الذراع (العضد) لا يفطر به الصائم، لأنه دخل بدنه عن طريق الجلد، والجلد ليس منفذًا للجوف، وإن كان الأولي تأخير تعاطي اللقاح لما بعد الإفطار، لما قد يحتاج إليه الإنسان من تغذية أو علاج بعد التطعيم.