أعلنت الأممالمتحدة إصابة 28 عنصرا من قوات حفظ السلام التوغوليين في وسط مالي، اليوم الأربعاء، في هجوم استهدف قاعدتهم في منطقة تعاني من اتساع هجمات الجماعات المتطرفة. وقع الهجوم نحو الساعة السابعة صباحا في قاعدة لبعثة الأممالمتحدة في مالي في بلدة كيرينا بوسط البلاد الذي يشكل بؤرة لأعمال العنف في منطقة الساحل الإفريقي. وقال الناطق أوليفيه سيلغادو في رسالة إلى وكالة فرانس برس إن الموقع "تعرض لإطلاق نار مباشر وغير مباشر". وأفاد مصدر محلي رفض الكشف عن اسمه، أنّ سيارة محملة بالمتفجرات هاجمت المعسكر في البدء، قبل اتساع نطاق الهجوم. أنشئت قوة مينوسما التي تضم 13 ألف جندي في 2013. وتقوم بمهمة هي من بين الأكثر خطورة بين مهمات حفظ السلام في العالم. وقُتل أكثر من 230 من عناصرها منذ إنشائها. والشهر الماضي قتل خمسة جنود في انفجار عبوات ناسفة يدوية الصنع يستخدمها الجهاديون بكثرة، وينتمي الجنود الذين أصيبوا الأربعاء إلى الكتيبة التوغولية حسب عدد من المصادر الأممية. وأوضح مصدر أن بعض الإصابات خطرة. وندد رئيس بعثة الأممالمتحدة في مالي محمد صالح النظيف "بحزم بهذا الهجوم الجبان على جنود حفظ السلام وحرص على اتخاذ كل التدابير لحصول الجرحى على العناية المناسبة" على ما نقل سيلغادو. ولم يتطرق سيلغادو إلى الأطراف التي قد تكون وراء الهجوم الجديد. يأتي الهجوم مع اقتراب موعد اجتماعات سياسية ودبلوماسية مهمة، ومن المقرر أن تنعقد قمة في 15 فبراير تجمع دول الساحل الخمس (موريتانياومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد) وفرنسا في العاصمة التشادية نجامينا لتقييم الوضع الإقليمي. وقالت الرئاسة الفرنسية الأربعاء إنّ إيمانويل ماكرون استقبل رئيس بوركينا فاسو روش مارك كريستيان كابوري على مأدبة غداء في سياق التحضير للقمة. وعلى صعيد آخر، من المقرر أن يلتقي الخميس في كيدال (شمال مالي) أطراف اتفاق الجزائر للسلام الذي تأخر تنفيذه ولكن يُنظر إليه على أنّه حاسم للتوصل إلى تسوية سياسية. ومنذ عام 2012 الذي شهد بدء نشاط متمردين محليين يدعون إلى الانفصال، في أحداث أعقبها بروز جماعات إسلامية متطرفة، غرقت مالي في أزمة متعددة الأوجه خلّفت آلاف القتلى من المدنيين والمقاتلين وأدت إلى نزوح مئات الآلاف، رغم دعم المجتمع الدولي وتدخل قوات أممية وإفريقية وفرنسية. وامتد العنف إلى وسط البلاد الذي تحوّل إلى بؤرة رئيسة لأعمال العنف، وأيضًا باتجاه بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين. واتسع نفوذ الجماعات المسلحة الجهادية في وسط البلاد مستفيدة من خصومات محلية متجذرة بين مجتمعات الرعي والزراعة. وهي تعمل على مهاجمة كلّ ما تبقى للدولة من حضور محلي ويثيرون أو يؤججون التوترات. كما تُتهم "جماعات الدفاع الذاتي" المحلية بارتكاب انتهاكات. والمنطقة التي وقع فيها الهجوم الأربعاء، كانت في الفترة الأخيرة مسرحًا لهجمات شنتها جماعات متطرفة وعمليات مناهضة لهم مشتركة بين الجيشين المالي والفرنسي. وقتل عشرة جنود ماليين الأسبوع الماضي في بوني في المنطقة نفسها في هجوم على معسكرهم نسب إلى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وهو ائتلاف جهادي مرتبط بتنظيم القاعدة.