المشاط: لا تراجع عن سياسات الإصلاح الاقتصادي لترسيخ الاستقرار وزيادة الإنتاج والاستثمار والتصدير    عاجل.. البنك المركزي المصري يخفض الفائدة 1%    البنك المركزي المصري يحقق صافي ربح بقيمة 143.079 مليار جنيه    أردوغان يستقبل البرهان في أنقرة    الخارجية الروسية: الاتحاد الأوروبي يراهن على تصعيد الصراع الأوكراني من أجل المال    كأس عاصمة مصر، البنك الأهلي يتقدم على الجونة بهدف في الشوط الأول    محافظ الدقهلية يتفقد سوق الخواجات ويشدد على إصدار قرارات غلق للمحال    القبض على شخصين بتهمة الاعتداء على آخر بالسب لقيامه بإطعام الكلاب بالإسكندرية    ويتكوف يبلغ الوسطاء وإسرائيل بموعد بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة    هل يمنح اتفاق تبادل الأسرى هدوءاً نسبياً لليمن؟.. ترحيب عربى ودولى.. تبادل 3000 أسير ومختطف برعاية الأمم المتحدة.. توقعات بأن يشمل الإفراج عن قيادات بارزة بحزب الإصلاح.. مجلس الأمن: ندعم السلام فى اليمن    نائب محافظ الجيزة يتفقد المراحل النهائية لتشغيل محطة رفع الصرف الصحى بدهشور    رئيس جامعة كفرالشيخ يلتقي بالطلاب الوافدين ويؤكد الحرص على تقديم بيئة متميزة    المصريون بالخارج يواصلون التصويت في جولة الإعادة لمجلس النواب    إغلاق موقع إلكتروني مُزوّر لبيع تذاكر المتحف المصري الكبير    محافظة قنا تواصل تطوير طريق قنا–الأقصر الزراعي بإنارة حديثة وتهذيب الأشجار    فيديو.. سرب مكون من 8 مقاتلات حربية إسرائيلية يحلق فوق جنوب وشرق لبنان    أشرف حكيمي يدعو كيليان مبابي وديمبيلي لحضور مباراة المغرب ضد مالي    الجيش السوداني يصدّ محاولة اختراق للدعم السريع قرب الحدود مع مصر وقصف جوي يحسم المعركة    عاجل- المركز الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي بيع مصانع الغزل والنسيج ويؤكد استمرار المشروع القومي للتطوير دون المساس بالملكية    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    برلماني: الوطنية للانتخابات وضعت خارطة طريق "العبور الآمن" للدولة المصرية    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    رفع آثار انقلاب سيارة ربع نقل محملة بالموز وإعادة الحركة بالطريق الزراعي في طوخ    المنيا تنفرد بتطبيق نظام الباركود للمحاصيل الحقلية    كوروكوتشو: مصر واليابان تبنيان جسرًا علميًا لإحياء مركب خوفو| حوار    بعد 25 سنة زواج.. حقيقة طلاق لميس الحديدي وعمرو أديب رسمياً    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    محافظ الدقهلية: تقديم أكثر من 13 مليون خدمة صحية خلال 4 أشهر    ما هو ارتجاع المريء عند الأطفال، وطرق التعامل معه؟    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    مدينة الأبحاث العلمية تفتتح المعرض التمهيدي لطلاب STEM المؤهل للمعرض الدولي للعلوم والهندسة ISEF–2026    ضبط 19 شركة سياحية بدون ترخيص بتهمة النصب على المواطنين    إيرادات الأفلام.. طلقني يزيح الست من صدارة شباك التذاكر وخريطة رأس السنة يحتل المركز الخامس    وزارة الثقافة تنظم "مهرجان الكريسماس بالعربي" على مسارح دار الأوبرا    تأجيل محاكمة رئيس اتحاد السباحة وآخرين بتهمة الإهمال والتسبب في وفاة السباح الطفل يوسف    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    محافظ الوادى الجديد يلتقى المستشار الثقافى للسفارة الهندية بالقاهرة    رجال سلة الأهلي يصلون الغردقة لمواجهة الاتحاد السكندري بكأس السوبر المصري    حسام حسن: ⁠طريقة لعب جنوب أفريقيا مثل الأندية.. وجاهزون لها ولا نخشى أحد    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    شوبير يكشف موقف "الشحات وعبد القادر" من التجديد مع الأهلي    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    المتحدث العسكري: قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أبريل 2026    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    لليوم الثاني.. سفارة مصر بإيران تواصل فتح لجان التصويت بجولة الإعادة للدوائر ال19 الملغاة    سحب رعدية ونشاط رياح.. طقس السعودية اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا سيحدث يوم 30 يونيو؟!


الحلقة الأولي: قبل المواجهة!!
الإخوان بدأوا الاستعدادات و22 يونيو اجتماع لمجلس شوري الجماعة
الجماعة الإسلامية تهدد بخطف المعارضين، واستعدادات للمواجهة والعين بالعين!!
المعارضون يجمدون خلافاتهم.. البورصة تتراجع.. الجيش والشرطة يتابعان.. وأمريكا تراقب!!
هل يسافر الرئيس للخارج أم يتابع الموقف من دار الحرس الجمهوري؟!!
كان كل شيء يدعو إلي القلق، الحشد الجماهيري يمتد من مكان إلي آخر، مظاهرات عارمة بالمحافظات تنذر بأيام عاصفة، حملة 'تمرد' تأتي نتائجها، الملايين تواصل توقيعاتها، جبهة الإنقاذ، تيار الاستقلال، أحزاب وقوي سياسية، جماهير غاضبة وضخمة تحتشد في مؤتمرات يدعو إليها الإعلامي توفيق عكاشة، تهتف كلها بسقوط الإخوان، تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة قبل انهيار الدولة وسقوط الوطن في بئر سحيقة!!
الجماعة بدورها، تبدو مذعورة، تدفع ببعض رموزها إلي التأكيد علي قدرتها، تطلق شبابها لينذر ويحذر، يحدثونك عن مفاجآت غير متوقعة، الجماعة الإسلامية تصدر بيانًا خطيرًا، تعلنه وتبلغه إلي منسق هيئة مستشاري الرئيس للشئون القانونية والدستورية، البيان يحوي كلمات مختصرة، لكنه ينذر بحرب أهلية، قد تنال الجماعة ورموزها وعائلاتها أيضًا.
يقول البيان 'إذا حدثت الفوضي في مصر في 30 يونيو القادم، سنتحرك في اتجاه القبض علي قادة الفوضي السياسيين ومساعديهم من الإعلاميين ورجال الأعمال والقبض عليهم من بيوتهم والتحفظ عليهم في أماكن خاصة، حتي تتضح الرؤية'.
وبالنسبة للفضائيات يقول البيان ' يجب محاصرة القنوات الفضائية وعدم السماح بدخول مدينة الإنتاج أو البث منها لأي قناة تدعم الفوضي، وتفاصيل أخري لا يصح ذكرها إلا في التوقيت المناسب'!!
كانت تلك هي العبارات التي تضمنها البيان الذي تحدث به د.عاصم عبد الماجد أحد قيادات الجماعة الإسلامية، قرأ الرئيس صيغة البيان، ابتسم، لم يعلق، بدا موافقًا، نفس الأمر بالنسبة لمكتب الإرشاد، يبدو أن الأمر قد جاء باتفاق، لقد قرر عاصم عبد الماجد الزج بالجماعة وشبابها الذي عاني الأمرين في النظام السابق، في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل!!
اليوم هو العاشر من يونيو، لقد وضع الإخوان برنامجًا للمواجهة غير المباشرة، استعدادًا للتعليمات النهائية.
يبدأ الأمر بفاعلية تحمل عنوان 'سد النهضة' حشد لكوادر منتقاة من الأحزاب الإسلامية وبعض رفاق الدرب، تتلوها فاعلية أخري في 18 يونيو تحت عنوان 'دعم سوريا'، إنهم يرشحون الرئيس لحضورها أيضًا، والقاء كلمة بهذه المناسبة.
أحدهم يقترح فاعلية حاشدة يوم 21 يونيو، تدعي لها الكوادر من كافة المحافظات، تحمل عنوان 'الشرعية والإرادة الشعبية'، الهدف إخافة الآخرين، وإظهار القدرة علي الحشد، إنهم يريدون أن يقولوا للداخل والخارج نحن هنا.
لقد جري الاتفاق بين الجماعة والأحزاب الإسلامية المختلفة، علي أن تكون هذه الفاعلية ردًا مسبقًا، يثير إحباط الخصوم، ويكون مقدمة لفاعلية أخري يوم 30 يونيو بمناسبة مرور عام علي تولي د.محمد مرسي لمنصب الرئيس.
كانت التعليمات الأخيرة التي صدرت بالتعاون بين الرئاسة ومكتب الإرشاد تؤكد:
جاهزية الصف.
الاستعداد لكافة الاحتمالات.
رفع المنسوب الإيماني من خلال الإكثار من الدعاء.
استنفار الجميع وتحريك الشارع نحو الإيجابية.
استغلال كافة الوسائل المشروعة لتحقيق أكبر قدر من المكتسبات وتشجيع الحركة الذاتية للأفراد.
تكوين لجنة مشتركة مركزية من الجماعة وحزب الحرية والعدالة للتعاون الإعلامي بحضور المسئول الإعلامي للجماعة والمكاتب الإدارية + مسئول الإعلام بالحزب + المشرف علي مسئولي الإعلام بالمكاتب الإدارية، يجري الاجتماع في 'السراي مول بمدينة نصر' حيث مقر المركز الإعلامي للجماعة.
تكوين لجنة مركزية بالتعاون مع وزارة الداخلية ودعم الحملة التي سيقوم بها الأمن ضد البلطجية يوم 15 يونيو من خلال:
حصر أسماء البلطجية وإبلاغها للداخلية ارسال رسائل مباشرة لهم والتهديد بشكل مباشر وغير مباشر بقصد إرهابهم وتخويفهم.
عقد مؤتمر جماهيري حاشد في كل محافظة يشارك فيه الإخوان وكوادر الحزب، والمطالبة بمشاركة رموز سياسية وأحزاب أخري في هذه المؤتمرات، مع حضور مندوبين من المستوي المركزي.
رصد المعلومات التي تصل وإبلاغ الجهات المعنية بها أولاً بأول.
لقاء موسع يحضره 3 من كل مكتب إداري للجماعة الهدف هو لقاء مع مكتب الإرشاد، للتأكيد علي الإجراءات الخاصة ب30 يونيو.
تفعيل حملة 'معًا نبني مصر' عبر التنسيق بين المكاتب الإدارية والشعب والمناطق المختلفة.
الدعوة إلي عقد اجتماع هام ل'مجلس الشوري العام' للجماعة بالمركز العام بالقطم في 22 يونيو المقبل.، لبحث كافة الإجراءات والاستعدادات المرتقبة ليوم الثلاثين من يونيو المقبل.
كانت الخطة قد اكتملت، جماعة الإخوان تشعر بأنها تخوض حربها الأخيرة، معلومات ترددت عن أن الجماعة تدرس التضحية بالرئيس، حال تأزم الأوضاع، دعوات تنطلق تقول المهم الحفاظ علي 'التنظيم' لايجب الوصول بالحال إلي نقطة الصدام، 'تنظيم الجماعة' أهم من كل شيء، أحدهم قال لخيرت الشاطر، سنحملك المسئولية كاملة، حال حدوث صدام مع الجماهير، آخر قال الصدام يعني نهايتنا، الجماهير ستتحرك في كل مكان، سيطاردون عناصر الإخوان في القري والكفور، في النواصي والحواري، في المناطق الشعبية والحضر، نرجوكم لا تضعونا وجهًا لوجه مع الجماهير، وإلا فسنخسر كل شيء!!
منذ أيام قليلة، بدأت الجماعة، خطة 'حرق' عناصر المعارضة، لقد قرروا إذاعة جلسة الحوار الوطني عن 'سد النهضة' عمدًا وتعمدًا، إنهم يريدون أن يقولوا للمجتمع في الداخل والخارج، هذه هي المعارضة، وهذا هو البديل، أناس لا يتسمون بالمسئولية، ولا يصلحون كرجال دولة، إذن 'الحال من بعضه'، فدعونا نستمر في الأداء والحكم!!
حاولوا أيضًا بث الفتنة في صفوف جبهة الانقاذ، استدرجوا عمرو موسي إلي 'الفخ'، لكن جبهة الانقاذ كانت أكثر ذكاء، لقد جري تفويت الفرصة، وانتهي الأمر، كانوا يريدونها معركة داخلية تشتعل، لكنهم كانوا أكثر حصافة، وراحوا يركزون علي ما هو أخطر وأهم!!
انتظرت الجماهير المصرية اليوم بفارغ الصبر، كأنها علي موعد مع القدر، كأنها تنتظر لحظة الخلاص، إنها المعركة الفصل، هكذا وصفها أحد المراقبين.
كان الناس قد انتظروا كثيرًا، قدموا التضحيات، خرجوا، تصدوا بصدورهم، صنعوا الحدث، أجبروا الرئيس السابق علي الرحيل، لكن وبعد حين، اكتشفوا أن الذين أشعلوا البلاد، وأثاروا الفتن، ونشروا الفوضي، كانوا يسعون إلي الكرسي، إلي السيطرة والهيمنة، واختطاف الوطن.
مؤخرًا أدرك الناس الحقيقة كاملة، راحوا يراجعون التاريخ، ولحظاته الحاسمة، تساءلوا، لماذا عادوا الجميع، ولماذا عاداهم الجميع، فاروق، عبد الناصر، السادات، مبارك، ليس فقط في مصر، بل في كل مكان تواجدوا علي أرضه، كانوا دومًا يسعون للتآمر، وللهيمنة، وللسيطرة.
في البداية تفاءل الكثيرون، قلة هي التي رفضت، قلة هي التي حذرت وأنذرت، تطاولوا عليها هم وأذيالهم، نشروا الشائعات، هتكوا الأعراض، ظهروا هم وأقرانهم علي حقيقتهم، اطاحوا بالقيم والأخلاق، استخدموا أحط الألفاظ، سلطوا من لا يعرفون الدين أو الفضيلة ليعلنوا الحرب علي كل المخالفين.
انتظر الناس علي مدي نحو العام الخير والنماء، فوجدوا الفقر والجفاء، انتظروا المصالحة والكف عن الانتقام وتصفية الحسابات، فوجدوا أمامهم جيوشًا تواقة إلي الدماء، توقع الكثيرون أن ينهض الوطن وتتراجع الفوضي، ويشعرالمصريون بالاستقرار بعد طول عناء، فوجدوا النقيض تمامًا، كأن هناك مخططًا لهدم الدولة والمؤسسات، تفريط في الأمن القومي، وإقصاء للكفاءات، دمار يصل إلي كل مناحي الحياة، البلد ينهار، والوطن يقسم، وجوه الإرهاب تطل علينا من جديد، وزراء أقرب إلي الخدم، ومكتب إرشاد يتحكم في الدولة ويصبح هو الحاكم الفعلي، أدرك المصريون أنهم يحكمون الآن بالتنظيم الدولي للجماعة، وأن الوطن ومؤسساته توظف لصالح هذا التنظيم، الذي أعاد مصر بسرعة شديدة إلي العصور الوسطي.
قرر الملايين أن يبحثوا عن السبيل، أقسموا بان يعيدوا الوطن المخطوف إلي أصحابه، وأن يستعيدوا أكثر من مليون مصري تركوا البلاد وهاجروا هربًا من التتار الجدد، قرر المصريون هذه المرة أن يقفوا وأن يتصدروا وأن يقدموا التضحيات مهما كان.
هناك شعور غريب يسري بين الكافة، هذه المعركة ربما تكون الأخيرة، إذا لم نسترد مصر فيها، فلن تعود إلينا مجددًا ولو بعد حين، سيبدأ المخطط الكامل في حال الفشل!!
كانت اللحظات حاسمة، قبيل الثلاثين من يونيو بقليل بدأت الحملات الإعلامية الرخيصة، اللجان الإلكترونية الإخوانية تمارس هوايتها في الأكاذيب والادعاءات، قنوات وصحف مشتراه تلعب دور المحرض علي المواطنين والنخبة علي السواء، حرب نفسية تتصاعد، شائعات وأكاذيب بلا نهاية.
عمليات تلفيق للنشطاء تتواصل، النائب العام المعين لا يتوقف، السجون تفتح أبوابها، أحمد دومة ليس وحده، المئات، بل الآلاف ينتظرون دورهم، عملية تصفية حسابات واسعة يعد لها، رئاسة الجمهورية تقدم كشوفات باسماء عدد من الناشطين والقيادات، انها تفكر في ضربة استباقية، تظن أنها بذلك قد تجهض الثورة المتوقعة.
واشنطن تراقب الموقف عن كثب، السفيرة الأمريكية 'آن باترسون' مازال لديها بعض من تعاطف مع جماعة الإخوان، الخارجية الأمريكية قررت إبعادها عن مصر، لقد قرروا تعيين السفير الأمريكي في الأردن بديلا عنها خلال الأسابيع القادمة، لقد استاءت واشنطن من الانحياز غير المبرر للسفيرة وإعداد التقارير المؤيدة لجماعة الإخوان..
قررت واشنطن تكليف مجموعة من السفارة الأمريكية بالقاهرة لمتابعة التطورات، قررت ارسال عناصر من واشنطن مباشرة لمتابعة الموقف، وأعدت خلية أزمة لمناقشة التطورات داخل البيت الأبيض.
واشنطن أعربت أكثر من مرة عن خيبة أملها في النظام الإخواني الحاكم، أخيرا أدركوا أن اختيارهم لم يكن موفقًا، عادوا لإجراء الاتصالات مع خصوم الإخوان، لكنهم قالوا للجميع، إن موقفنا يتحدد في ضوء الموقف الشعبي!!
أمريكا أصبحت تمد يدها إلي كل مناحي البلاد، كأنها صاحبة الحل والعقد علي أرض هذا الوطن، كان عمر سليمان رحمة الله عليه يقول لي منذ عام 2011، 'إن أمريكا تريد الإخوان، إنهم الأكثر قدرة علي الوفاء بمطالبها'، الأيام أثبتت صحة توقعاته، لكن واشنطن الآن غير واشنطن الأمس.
في الثامن والعشرين من يونيو تصاعدت الدعوات، جمهور غفير يتجمع في الميادين، كان اليوم هو 'الجمعة'، أرادت القوي الشعبية أن تسبق الموعد المحدد، يوم الجمعة فرصة لتجمع المواطنين في المساجد، إنها بداية الاختبار لليوم المحدد.
نشر النشطاء خريطة تجمع المواطنين، انطلقوا من مساجد متعددة باتجاه القصر الرئاسي بالاتحادية، كان الحشد كبيرًا، شباب وفتيات، نساء ورجال، شيوخ يتقدمون الصفوف، صعايدة وبحاروة جاءوا من كل حدب وصوب، مدن القناة عادت تشتعل من جديد، الجماهير تزحف من أمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، لتحتل الميادين الرئيسية، تهتف بسقوط النظام وحكم المرشد.
كاميرات التلفاز تنقل الحدث علي الهواء، مشاعر المصريين تبدو موحدة، في اللحظات الأخيرة جماعة الإخوان وأنصارها، تتراجع عن احتلال الميادين، جاءتهم نصائح عديدة لا تستفزوا المصريين، إذا اشتعل الموقف، ستتحول مصر من شمالها إلي جنوبها لتطاردكم في كل مكان، لن تسلموا هذه المرة..
كانت الشمس حارقة، وكانت التهديدات تتصاعد غير أن المصريين كانوا قد عقدوا العزم، صمموا علي مسيرتهم، قرروا خوض معركتهم الأخيرة، إنها معركة 'الهوية' معركة الوطن المخطوف، قرروا أن يسقطوا عنهم رداء 'السلبية'، توحدوا جميعًا، لم يجرؤ أي من رجال النخبة علي تصنيف الناس، لم يعد هناك فلول أو ثوار، الكل تخندقوا في خندق واحد، قرروا أن يواجهوا بكل جرأة، تصدوا للطابور الخامس الذي دفع به الإخوان إلي داخل الصفوف، طردوهم من مسيراتهم كانت الهتافات موحدة، تناسي الجميع خلافاتهم، تكاتفت الأيادي أمام ساحات المساجد، قال أحدهم 'هذه معركة تحرير مصر من الاحتلال، فلا تترددوا، ولا تتركوا الميدان سريعا'!!
كانت الجماهير قد عقدت العزم، لن نبرح الساحة حتي نزول الجيش، كانت الهتافات تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، الجيش يجب أن يستمع إلي صوت الشعب، ويجب أن يطلب من الرئيس التخلي عن السلطة، بعد أن أثبت فشلا كبيرا، دفع الجماهير إلي الخروج للشارع بالملايين..
قنوات دينية قررت أن تحشد علي طريقتها، أصوات تنطلق تحدثك عن الشرعية، وعن الرئيس المنتخب، تصف الملايين بأنهم 'قلة مأجورة' تتحرك بتعليمات من المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، أكاذيب يجري ترويجها، استنفار كامل للجماعة وأنصارها في كل مكان، نوايا الحشد لم تتراجع، الرأي الغالب كان يقول انتظروا حتي الثلاثين من يونيو، مخاوف من انفجار الوضع فجأة وبلا مقدمات..
أخبار ترددت قالت إن الرئيس ربما يغادر إلي السودان أو قطر فجأة في زيارة مفتوحة لعدة أيام، معلومات أخري تقول إن الرئيس ربما سيلجأ هو وأسرته منذ يوم الخميس 27 يونيو إلي مقر الحرس الجمهوري كالعادة، أو كما حدث في أوقات سابقة..
تعليمات من الرئيس تصدر إلي كافة أبناء أسرته في الشرقية، بأن يختفوا عن العيون هذه الفترة، وأن يتركوا منازلهم في الشرقية إلي أية أماكن أخري.
وفي مكتب الارشاد، قرر خيرت الشاطر، إخلاء المقر من الأوراق الهامة التي يحتويها، وأن يسند أمر حمايته لمجموعة من شباب الإخوان، جنبا إلي جنب مع ضباط وجنود وزارة الداخلية.
كان الذعر والخوف قد بدأ يطال العديد من القيادات الرئيسية للجماعة، معلومات تشير إلي أن هناك قيادات سافرت سرًا إلي الخارج، وهناك أموال تدفقت في البنوك، وتحركات غير عادية، وصفت بأنها 'مريبة' هناك من قرروا قطع تذاكر إلي تركيا وقطر، وهناك من أعد العدة للسفرة إلي غزة، حال تدهور الأوضاع..
حركة البورصة تفقد المزيد، الذعر يسيطر علي رجال الأعمال، هناك من استعد لأية تطورات متوقعة، وهناك من قرر أن يرسل بأولاده إلي خارج البلاد، وآخرون فضلوا قضاء إجازاتهم في لندن وباريس، خوفا من تداعيات الحدث..
السفارات الأجنبية تحذر رعاياها من التحرك في المناطق الملتهبة، وتطلب منهم انتظار تعليمات أخري حال تدهور الأوضاع في البلاد، تقارير تتدفق إلي العواصم، ومخاوف من اندلاع العنف وانتشار الفوضي والجريمة.
المجلس العسكري، قرر إعداد خلية أزمة، لمتابعة الأحداث بمركز عمليات القوات المسلحة رقم '66'، القائد العام الفريق أول السيسي والفريق صدقي صبحي رئيس الأركان واللواء محسن الشاذلي رئيس هيئة العمليات يتابعون الوضع عن كثب، تعليمات تصدر إلي قائد المنطقة المركزية اللواء توحيد توفيق بأن يكون علي أهبة الاستعداد، لمواجهة أية تطورات..
وزير الداخلية يجتمع بكبار القادة، يتلقي معلومات بآخر التطورات من رئيس جهاز الأمن الوطني اللواء خالد ثروت واللواء أحمد حلمي مساعد أول الوزير للأمن يقدم تقريرا بالحالة الأمنية في عموم البلاد، واللواء أسامة الصغير مساعد الوزير لأمن القاهرة يعرض كافة المعلومات والتوقعات المرتقبة..
القادة يحذرون من الصدام، لا يجب أن تكون الداخلية هي كبش الفداء مجددًا، حذار من أن ندفع إلي صدام دموي، لن ينساه الشعب هذه المرة، اتصالات الرئيس بوزير الداخلية لا تريد أن تتوقف، الرئيس قلق للغاية، يطلب التصدي وحماية القصر مهما كان الثمن، الحرس الجمهوري أكمل استعداداته، تعليمات قائده، لا تستفزوا المتظاهرين، ولكن لا تسمحوا أبدًا بسقوط القصر الرئاسي!!
بعض رجالات المعارضة والإعلاميين شددوا الحراسة علي منازلهم، استنفروا عناصرهم، استعدادًا للحظة الهجوم من قبل بعض المتشددين، لقد أخذوا تهديدات الجماعة الإسلامية مآخذ الجد، بعضهم جاءوا بعناصر لترد الصاع صاعين، تعرفوا علي منازل بعض المحرضين وقرروا أن يهاجموها في ذات اللحظة، الأمر حتمًا سيتحول إلي معركة دموية، المساكن المجاورة قررت هي الأخري إعلان الاستنفار، حسموا أمرهم ووعدوا بأن يكونوا طرفا في المعركة، سيتصدون بكل قوة للمهاجمين، لن يسمحوا لهم بتنفيذ مخططهم، بل سيواجهونهم بكل قوة.
احتشد الآلاف من عناصر 'البلاك بلوك' بملابسهم السوداء، زحفوا من كل مكان، حشود هادرة هذه المرة، شباب وفتيات، عناصر من الضباط المتقاعدين والمساعدين، جاءوا هم أيضا، التفوا جميعا حول المظاهرات الحاشدة لحمايتها كان المشهد مهيبًا، مئات الآلاف يزحفون باتجاه قصر الاتحادية الهتافات تدوي، المحافظات تعلن التمرد، فلاحون يزحفون، عمال يعلنون التحدي، فئات اجتماعية من كل حدب وصوب، تعلن المشاركة، خيام تنصب، زجاجات المياه، شماسي تقي من شدة الحر، لا أحد يشعر بألم، الناس يستعيدون ذكري الخامس والعشرين من يناير.. وجوه طال اشتياقها، وحنين إلي اللحظة يجتاح الوجدان والصدور..
كانت اللحظة فارقة، اكتمل الحشد، طوقوا المكان، العيون لا تبصر نهاية، والقلوب تبدو كأنها معلقة في السماء، الهتاف يزلزل، يرج المكان، يكاد يصم بالآذان، يحرك مشاعر الضباط والجنود، اشتقنا إليك يا مصر، كلنا، يخرج من بين الصفوف ضابط صغير، يحمله الشباب علي الأكتاف، يهتفون الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة، تهتز أركان المقطم، مكتب الارشاد يبدو خاويًا، الرئيس اختفي عن الأنظار، والتطورات القادمة تبدو أشد خطورة ولكن هل يستسلم الإخوان؟!
الإثنين القادم: الحلقة الثانية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.