كان ما حدث مع وفد الجامعة العربية الزائر للسودان مساء السبت مثيرا و دراماتيكيا، فبينما كانت الطائرة التي أقلتنا من دارفور تستعد للهبوط في مطار الخرطوم فوجئنا بطائر الطائرة يبلغنا أن مطار الخرطوم تم اغلاقه لعطل حال أصاب الاجهزة الملاحية و لانقطاع الاضاءة عن مدرج المطار.. كان الامر مباغتا فبينما كان التعب قد بلغ مبلغه من الجميع بعد يوم من الجهد الشاق في ولاتي غرب و جنوب دارفور و كان الجميع يأملون في ساعات قليلة من الراحة استعدادا لجولة أخري شاقة في الفاشر بشمال دارفور صبيحة اليوم التالي الا أن الحدث الذي داهمهم أربك حساباتهم. ماذا سيحدث كان السؤال الذي يشغل بال الجميع، و بينما كنا نحلق فوق الخرطوم أبلغونا أنه تقرر الهبوط في مطار الأبيض عاصمة ولاية شمال كوردوفان التي تبعد نحو أربع مئة كيلو متر عن الخرطوم، و بعد قرابة الساعة من التحليق بلغنا الأبيض و التي لم يكن مطارها قد استعد لاستقبالنا فانتظرنا نحو قرابة الساعة حتي جائوا لنا بسلم الهبوط ليصطحبونا الي صالة المطار للانتظار. كانت الساعة تجاوزت منتصف الليل و بدأت اجراءات البحث عن حل حتي استقر الأمر في النهاية علي توزيعنا علي مجموعة من الفنادق بسبب صغرها و تناثرها في أرجاء الأبيض. كان ما يشغلنا هو النوم بأي طريقة و في أي مكان، و بينما كان يجري تسكيننا في فنادق كردفان حملت التقارير الواردة من القاهرة أنباء متضاربة حول ما حدث علي ما بثته قناتي دريم و المحور من تعرض طائرة عمرو موسي و الوفد المرافق له من حادث مرور اضطراري في مطار الخرطوم. انشغل الجميع بالخبر غير الصحيح و راح المشاركون يتصلون بذويهم لطمأنتهم بعد أن طير الخبر النوم من العيون و كانت ليلة عصيبة.