الدكتور أحمد رمضان:الوعى وعدم الفزع أساسيات مواجهة كورونا

حافظوا عل مناعتكم وأبحثوا عن الإيجابيات
وابتعدوا عن زيادة "الحمل الفيروسى" على أجسامكم
................................................................................
هو طبيب شاب أخذ على عاتقه مهمة مواجهة المرض فى الأجساد وفى العقول بمحاولة تقديم المعلومة الصحيحة والمفاهيم الدقيقة بأسلوب بسيط والأهم هو أنه نجح خلال شهر فى تنفيذ مبادرة محترمة مع أهالى قريته "تصفا" التابعة لمركز كفر شكر بالقليوبية
هو الدكتور أحمد رمضان إخصائى طب الأطفال وحديثى الولادة وبحكم عمله فى الرعايات المركزة يقوم بمتابعة مرضى كورونا
- حدثنا عن مبادرتك؟
= القصة بدأت من شهر تقريباً عندما حدثت حالة وفاة لشاب "40 عاما" فى القرية ولاحظت أنه لم يكن يعانى من أية أمراض وفجأة تدهورت حالته وتعرض لضيق تنفس وبعد وفاته بأسبوع خرجت نتيجة المسحة أن الحالة "كورونا وايجابية".
يقول دكتور أحمد رمضان "منذ ذلك الوقت شعرت بأنه لابد أن يكون هناك عمل مجتمعى ودور للتوعية وتفعيل سبل الوقاية فعلى الرغم من أن قريتنا وكل القرى المجاورة تقوم منذ بداية الجائحة بتعقيم البيوت والشوارع وتوزيع الكمامات إلا أننى كنت أرى ضرورة عمل شىء مختلف.
- ماذا فعلت ؟
= قررت أن أستغل صفحتى على الفيس بوك لحث الأهالى على مواجهة المرض دون خوف وتشجيع الحالات المصابة على التواصل مع طبيب متخصص لتلقى التوعية والارشاد وبدأت من خلال صفحتى على الفيس بوك فى نشر الارشادات الخاصة بالمرض بدون تضخيم أو تهويل.
- أعجبتنى كلمة "بدون تضخيم أو تهويل" ؟ هل ترى أن كثيرا منا يضخم الأمر؟
= أولا لابد أن تعرفوا أن تهويل الأمر يدمر الحالة النفسية للمريض، وأن هدوءه وثقته بالله وتقديم الدواء المناسب يساعد فى زيادة معدلات الشفاء بفضل الله، فالخوف والهلع يدمران جهاز المناعة وهذه أهم نصيحة لابد أن نقوم بتقديمها لأى مريض سواء بالكورونا أو غيرها من الأمراض.
- عودة إلى المبادرة كيف تمت؟
= كتبت بوست على صفحتى تضمن نداء بضرورة تكاتف الجميع سواء زملائى الأطباء فى نفس القرية أو من لديهم خبرات طبية "تمريض، صيادلة، ورجال الخير فى القرية".
- وهل وجدت استجابة؟
= بفضل الله كانت الاستجابة رائعة وتم شراء كل المتطلبات وأصبح لدينا مرضى يكشفون عن حالتهم الصحية وتتم متابعتهم بشكل دائم من منظومة متكاملة مع بعضها من التمريض للطبيب إلى الصيدلى وحتى التنسيق لو الحالات احتاجت دخول مستشفى.
- وما أهم تغيير وجدته فى استجابة الحالات؟
= مجرد أن ترفع التليفون صباحا وتسأل عن الحالات تجد الروح المعنوية مرتفعة فالإحساس بأن هناك من يتابعك صحياً أمر متميز أرجو أن يكون فى كل حى ففكرة طبيب الحى أو المدينة فكرة أعتقد أنها ستسهم كثيراً فى حل أزمات صحية كبيرة
للذي يستخدم اسطوانات أكسجين.
- ما أهم نصائحك للتعامل مع اسطوانات الأكسجين؟
= لابد من تطهيرها بالماء والكلور المخفف (كوب كلور+ 9 أكواب ماء) باستخدام بخاخة فيها ماء بالكلور أو فوطة عليها ماء بالكلور وتمسح بيها ثم غسلها مرة أخرى بماء عادى حتى لا تؤذى رائحة الكلور المريض الذى يعانى أساساً من ضيق التنفس.
- ما أهم النصائح التى ترغب فى تعريفنا بها ؟
= أولا الكورونا فيروس ينقسم إلى نوعين الأول (بدون كحة أو ضيق في التنفس أو نهجان أو نفس عال) وقد تظهر "سخونية خفيفة" وقد يصاحبها احتقان خفيف في الحلق خفيف وهنا عليك أن تستريح فى منزلك وتشرب سوائل كثيرة واذا لزم الأمر يتم أخذ بنادول عادى فقط وهى حالات بسيطة يتعامل الجسم معها وتنتهى بفضل الله خلال أيام أما الوضع الثانى فيشعر فيه المريض بأعراض أشد ومنها "كحة شديدة أو ضيق في التنفس أو نهجان أو نفس عال أو سخونية شديدة" وهنا لابد من التواصل مع الطبيب المختص وعمل تحاليل وأشعة على الصدر.
- فكرة التواصل مع الطبيب وهى أساس محاصرة المرض كيف نفذتها فى القرية ؟
= بفضل الله بعد كتابتى للبوست تواصل معى أهل الخير وقمنا بشراء جهاز قياس تشبع الأكسجين (وهو جهاز يجب أن يكون متوافرا للحالات المعزولة في المنزل وعند التحسن يستمر المريض فى بيته وتتم المتابعة بالعلاج الذى يصفه الطبيب والذى يختلف من حالة إلى أخرى لو نسبة تشبع الأوكسجين قلت عن 90%؛ لابد من نقله للمستشفى فورا ودخول الرعاية أما لو النسبة اتحسنت فوق 90% يبقى تستمر في بيتك وتتم المتابعة بالعلاج الموصوف لك وقياس نسبة الأوكسجين بصفة دورية متواصلة على مدار 24 ساعة.
- مريض التنفس بماذا تنصحه من خلال متابعتك للحالات ؟
= من خلال متابعتى لعدد كبير من الحالات وجدت أن النوم على البطن للمصاب بكورونا سيكون وضعا مريحا للحصول على النفس كما أنه يضبط نسبة تشبع الأكسجين بالدم .
- ما نصائحك للحفاظ على صحتنا البدنية ؟
= أهم شيء لازم تحافظ على صحتك النفسية لأن النفس هي مسئولة مسئولية كبيرة عن التحكم في صحتك البدنية ولذلك لا تستهلك نفسك في الدخول في نقاشات لا تفيدك وعند استيقاظك صباحاً (فكر ازاي تخلي نفسك مبسوطة وسعيدة)، والأهم إذا وجدت شخصا سلبيا كارها حياته وليس عنده أي فكر إيجابي ويطرح مشاكل بلا حلول ابتعد عنه فورا؛ لأنه قادر على تدمير نفسيتك وبالتالى مناعتك، وعلى العكس اقترب دائماً من الشخص الإيجابى الذى يقدم حلولاً منطقية وواقعية للمشاكل.
- هناك سؤال يطرحه الجميع عن شفاء حالات ووفاة حالات أخرى ومنهم أطباء ؟
= بالفعل هناك حالات قد تعرضت للفيروس وتشفى منه وأخرى تموت ورغم أنها كلها أقدار مكتوبة؛ لكن هناك مصطلح علمى يسمى الحمل الفيروسي (viral overload).
- وماذا يعني الحمل الفيروسي؟
= نفترض أنك تعرضت للعدوى من شخص مصاب بكورونا (في الحالة دي غالبا الأعراض اللي ستتعرض لها ستكون خفيفة لأنك تعرضت لعدد فيروسات قليلة من شخص واحد وبالتالي لو عزلت نفسك بعد ظهور الأعراض، ستسير أمورك بشكل أفضل وتشفى بإذن الله بشكل أسرع؛ لكن في حالة انك أخذت شوية فيروسات من شخص مصاب ولم تلتزم بالعزل المنزلي واحتمالية مخالطتك لشخص آخر مصاب فهذا يعنى زيادة عدد الفيروسات فى جسمك وتصبح فى وضع أكثر خطورة. لذلك ففكرة العزل المنزلى مع ظهور أية أعراض " فكرة جيدة " علينا أن نأخذها بشكل جدى.
- وهل الحمل الفيروسى هو السبب فى وفيات الأطباء ؟
= بشكل كبير يكون سببا رئيسا؛ لأن الأطباء المصابين بكورونا (يتعرضون للعدوى من ناس كثيرة وأجسام أفراد الطاقم الطبي تستقبل عددا كبيرا من الفيروسات وبالتالي الحمل الفيروسي عندهم يزيد والأعراض عندهم في الغالب بتكون أخطر وأشد).
- ما أهم ما توصلت إليه الدراسات للوقاية من فيروس كورونا؟
= الدراسات الحديثة وآخرها دراسة ظهرت فى دورية نيتشر فى شهر مايو الماضى أكدت أن فيتامين"د" فعال جدا فى تقوية الجهاز المناعى لمواجهة الفيروس؛ حيث أكدت الدراسات أن غالبية حالات الإصابة بكورونا كان لديهم نقص فيتامين د وأن المضاعفات لديهم كانت ثمانية أضعاف من لا يعانون من نقص هذا الفيتامين فى الجسم؛ حيث يمكن الحصول عليه من أشعة الشمس والتعرض لها وقت الظهيرة وقبل الغروب أو عن طريق دواء متوافر فى مصر وسعره رخيص ويستخدم لعلاج الكساح ولين العظام؛ حيث ثبت أنه علاج وقائى آمن ويمكن الحصول عليه وتناول 10 نقاط منه للجميع يوميا ماعدا الاطفال أقل من عامين يحصلون على 6 نقاط . وتحصل السيدات اللاتى أنجبن على ملء قطارة كاملة "لأنهن أكثر عرضة لنقص الفيتامين بعد الحمل والولادة".
- ما أهم الأعراض البسيطة والتى يجب أن نتعامل معها على أنها "كورونا"؟
= لو لاحظتم أنه بعد العيد مباشرة ظهرت حالات كثيرة تعانى من فقدان كلي أو جزئي لحاسة الشم أو التذوق وهذه الحالات تعتبر "كورونا" وحلها العزل المنزلى وتقوية جهاز المناعة ومتابعة أية أعراض أخرى تظهر.
كذلك هناك أطفال بدأت تظهر عندهم أعراض كورونا وتم تأكيدها بالتحاليل ولكن حالات الأطفال مستقرة.
الكلام الجديد حاليا أن غالبا كل الناس ستصاب وممكن واحد يصاب ويكون حاملا للمرض بدون أعراض أو تظهر عليه أعراض خفيفة أو شديدة؛ لكن الكل هيتصاب غالبا؛ لذلك فالأفضل بمجرد ظهور أي أعراض لابد من العزل فورا لتقليل الحمل الفيروسى.