أزمة كبيرة يواجهها المصابون بالالتهاب الرئوي بسبب التشابه الكبير في أعراض العدوى، مع أعراض فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، حيث يعتبر ضيق التنفس هو ذروة هذه الأعراض، فيما لجأت بعض المستشفيات بعد ارتفاع حالات الإصابة بكورونا إلى خطوة العزل المنزلي لكل من تظهر عليه تلك الأعراض باختلاف تشخيصه في حال كانت خفيفة أو متوسطة والتي من شأنها توفير أماكن وتخفيف الضغط على المستشفى ليتمكن من استقبال الحالات الحرجة والتي تستدعي البقاء على أجهزة التنفس الاصطناعي. في هذا الصدد يقول شريف حته، استشاري الطب الوقائي والصحة العامة، أن الالتهاب الرئوي تسببه عدوى بكتيرية قد تكون ناتجه عن أنفلونزا موسمية لم يتعافى منها الشخص بشكل نهائي، كما أنّه من الممكن أن يكون الالتهاب ناتج عن عدوى فيروسية: "لما الشخص بيصاب بالعدوى الفيروسية كفاءة جهاز المناعة في المقاومة بتقل وبالتالي من الوارد جداً تحصل عدوى بكتيرية وبعد كده الالتهاب الرئوي". ويشير "حته"، إلى أنّه على الشخص المصاب بالالتهاب الرئوي الالتزام بالبقاء التام في المنزل إذا لم تكن الأعراض قوية ولم تصل لذروتها: "إجراءات العزل في البيت بتكون زي إجراءات عزل المصابين بكورونا ولكن من الممكن إنها تكون مخففة، يعني في حالة لو المريض بيكح أو عنده رشح وعطس يبقى اللي بيتعامل معاه لازم يلبس كمامة لمنع التعرض لأي سوائل من جسد المريض"، مشيراً إلى ضرورة تعامل شخص واحد فقط مع المريض لتلبية طلباته: "لو خصصنا فرد واحد هو اللي يتعامل مع المصاب ويديله أدويته ويهتم بأكله فكده احنا بنقلل جداً من فرصة انتشار العدوى". ويقول استشاري الطب الوقائي، إنّه من ضمن إجراءات العزل التي يجب اتباعها في المنزل، هو عدم اشتراك المصاب مع باقي أفراد الأسرة في أدوات النظافة أو الملابس أو المنشفة: "لازم يكون فيه كوبايات وأطباق خاصة بيه ومحدش يستعملها غيره، لكن فيما يخص الحمام فممكن يستخدمه معاهم بعد تنظيفه وتعقيمه جيداً"، مشيراً إلى أهمية تناول المصاب أدويته باستمرار وتناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والتي تساهم بدورها في تقوية جهاز المناعة لمقاومة العدوى البكتيرية. ويقول أيمن سليمان، طبيب زمالة الأمراض المعدية بمستشفى حميات العباسية، أنّ الأشخاص الذين يعانون من الالتهاب الرئوي أو الأمراض التنفسية بشكل عام يجب أن يتم وضعهم تحت الملاحظة في حال كانت الأعراض لديهم تميل إلى الخطورة: "ده بالنسبة للأشخاص العاديين وميروحش المستشفى غير لو الأعراض زادت وبدأ يكون فيه بوادر لمشكلة في التنفس، لكن لو كان المصاب خاصة من كبار السن أو اللي بيعاني من أمراض مزمنة، فلازم يتحجز في المستشفى بمجرد حدوث الإصابة حتى لو الأعراض خفيفة، وخطوة العزل المنزلي هتكون مضرة ليه أكتر وممكن تكون سبب في تدهور حالته لأنها بتتطور للأسوأ بشكل سريع جداً بسبب ضعف جهاز المناعة". ويشير طبيب الأمراض المعدية، إلى أن بروتوكول العلاج بالنسبة لمرضى الالتهاب الرئوي، يتلخص في إجراء تحليل دم للمصاب وأشعة على الصدر وعلى أساس نتائجها يتم أخذ المسحة من عدمها: "بسبب زيادة حالات الإصابة بكورونا بقى ناس كتير بتتحول على العزل المنزلي، وده مش حل دقيق، يعني لازم يتم تحديد درجة حدة الالتهاب، وبعد كده الطبيب يقرر مين يتعزل في البيت ومين يتعزل في المستشفى"، ويتابع: "لو الشخص مش بيعاني من أمراض وأصيب بالالتهاب الرئوي واتعزل في البيت واهتم بالأدوية والأكل المفيد فنسبة شفائه بشكل تام، كبيرة جداً، وفيه حالات تعافت من غير ما يحتاجوا يتعزلوا في المستشفى، وكان كافيا جداً أنهم يتابعوا مع الدكتور بالتليفون".