صفقة القرن هي كلمة السر في كل الأحداث التي تحيط بمصر، ومعظم التحليلات السياسية التي تتناول الحرب في طرابلس وموقف أبي أحمد عميل جائزة نوبل الماسونية ما هو إلا كلام نظري خالٍ من المضمون الفعليّ للأحداث . الربيع العربي كان يهدف إلى تفتيت الكل إلى جزء، بحيث يصبح الجزء مكونا صغيرا داخل منطقة تحكمها إسرائيل الكبرى، التي بدورها ستمتلك وتتحكم في الثروات الضخمة للجزء، مما يجعلها بكل تأكيد قوة عالمية كبيرة تحكم كل العالم طبقا لحلمهم المتوارث عبر الأجيال. حدثت المعجزة التي لم تكن على بال أصحاب وقادة المخطط،، واستطاعت مصر أن تعوق وتعرقل طريقه نحو الهدف، ولكن بدون الاصطدام معه، ودخلت معه في صراع مخابراتي عنيف أدى إلى تحجيمه وإدخال أهدافه إلى دائرة ضيقة من المساحة والثروة، وأعتقد أن للدول الشقيقة وعلى رأسها السعودية والإمارات والبحرين والأردن والدول الصديقة وعلى رأسها روسيا وفرنسا والصين دور المساعد لمصر في الصراع. لكن أبقى المخطط على ذيول له يحاول الضغط بها على مصر في صراعه معها، للحصول على أكبر مكاسب له من المساحة والثروة. وللمخطط أدوات متنوعة بعضها متشابك ومتناقض في البعض الآخر، أهمها هو أردوغان وجماعة الإخوان الإرهابية ومعها كل الجماعات الراديكالية. هنا الإجابة عن السؤال الذي يطرحه البعض: كيف ذهب أردوغان بعشرات الآلاف من الإرهابيين مع معدات وأسلحة ضخمة دون أي اعتبارات للمواثيق الدولية إلى ليبيا؟ وأين الدول الكبرى مثل أمريكاوروسيا ومعهما الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن والهيئات الدولية ؟ من الذي يحمي تركيا وما دورها في ليبيا ؟. ذكرنا في مقالات سابقة أن العلاقات الدولية أصبحت رهينة تكتلات اقتصادية ضخمة ومتنوعة مملوكة لعائلات وأشخاص، هم النخبة لرأس هرم الماسونية التي تدير وتحرك تلك الأحداث وذلك المخطط. والسؤال الأهم: ماذا يحدث في ليبيا؟ ولماذا ليبيا؟ ليبيا هي العمق الاستراتيجي لمصر، وإشعال الوضع فيها هو للضغط عليها للتنازل والانكماش، وأيضا التشتيت والانشغال بعيدًا عن البناء والتنمية، بجانب الاستيلاء على الثروات الليبية. أردوغان عبد المأمور، ومن المؤسف أن يتناول دوره الكثيرون في ليبيا من منظور الطرف المؤثر الفاعل وأنه يريد إحياء الإمبراطورية العثمانية، فهو أقل من ذلك بكثير لأنه العميل والأداة الماسونية المكلف بإدارة المخطط في المنطقة، نظير أجر محدد وهو فتات من الثروات مع أجر إضافيّ من خزائن قطر. روسيا تعلم ذلك جيدًا، ونجحت نجاحا كبيرا في التلاعب بأردوغان وهي تعلم أنه مجرد أداة، ففي سوريا تم ترويضه ومن ثم تقويضه، واستدرجته إلى ليبيا بكل جيش الإرهاب التابع له، وبذلك نجحت في تحرير سوريا من الإرهابيين ووضعتهم على حدود أوروبا وهي تعلم أهمية ليبيا للمخطط الماسوني، وبعد أن استكمل أردوغان إجراءات نقل كل ما هو ضروري إلى ليبيا، وبعد أن ضغطت القوى العالمية على الجيش الليبي للتراجع خارج حدود محور طرابلس، اعتقد أن من الممكن أن يقوم بدور أكبر من دور العمالة المكلف به، وحاول مهاجمة سرت والجفرة، مدخل حقول البترول للاستيلاء عليها، فوجئ بحصار عالمي وكماشة سياسية حول تحركاته، كان قرار رسم الحدود البحرية بين إليونان وإيطاليا والإعلان عن زيارة وزير خارجية اليونان إلى مصر خلال أيام، الطامة الكبرى على أردوغان الذي حلم بكثير من سلال الفتات التي تسقط من على موائد سادته الذين يحركونه؛ لأنه بذلك سينهي اتفاق السراج أردوغان، الخاص برسم الحدود البحرية. ماذا فعلت وستفعل مصر لترويض المخطط ضدها على الأراضي الليبية؟ في الكواليس الكثير والكثير، والمعلن هو إعلان القاهرة الذي وجد ترحابا وتجاوبا من معظم دول العالم؛ نتيجة ما فعلته في الكواليس قريبًا ستنتهي المشكلة في ليبيا؛ لأن مصر هي من تجابه المخطط باقتدار، وقريبا ستستجيب أثيوبيا لمطالب مصر وتحل مشكلة سد النهضة الذي كان عنوانه جائزة نوبل الماسونية، وفي الباطن الكثير والكثير مما فعلته مصر في تلك الحرب وذلك الصراع والذي سيسطره التاريخ . وفي الأخير ستبتلع رمال ليبيا المتحركة كل أدوات المخطط وعلى الرأس أردوغان ومعه منتخب الإرهابيين الذي خططت روسيا لاستدراجه إلى ليبيا، وتغاضت أوروبا وصمتت مصر، لكي تكون نهاية مسرحية بهلول في إسطنبول، ولا ننسي المحقق المصري الذي قام بدوره الفنان أحمد السقا في مسلسل الاختيار وحواره الأخير مع الإرهابي هشام عشماوي عندما قال له "إحنا مش هنسيبكم ولا هنسيب اللي مشغلينكم ولا الأجهزة اللي وراكم كمان"...