ما زلنا فى سلسلة المقالات التى نتكلم فيها عن حرب الوجود بين الماسونية ومصر، حيث أكد كثير من المتابعين أن تلك المقالات تغرد خارج السرب التقليدى للتحليلات السياسية والثقافية للأحداث فى ليبيا وسد النهضة، بشكل مغاير تمامًا لما يتناوله الجميع بمن فيهم أهل التخصص. وفى هذا المقال ستكون الكلمات والتحليلات أكثر تنوعًا وتفردًا، وستكون البداية عند الهياج الأمريكى الغربى على نظام مبارك أثناء قيام انقلاب 25 يناير الماسونى، وخروج ابن الماسونية شكلاً ومضمونًا المدعو أوباما، وصراخه الجنونى «ارحل الآن» ومعه حكومات الغرب رغم الصداقة القوية التى ارتمى بها مبارك ونظامه فى أحضان هؤلاء وعبر كل تاريخه الطويل لم يثبت أنه تعارض أو اختلف معهم فى أمر ما بل قام بتسليم مصر كاملة لاحتلالهم السياسى والإدارى، حتى تم تفريغها من كل مكوناتها الاقتصادية والزراعية والصناعية والسياسية والعسكرية، ولم يبق استقلالية للقرار المصرى فى عهده. وسقطت مصر فى وحل التطرف والبطالة والفقر والجهل، وتم تجويف وتجريف كل مكونات الهوية وأصبحت الشخصية المصرية مكونًا بربريًا آخر فى تصرفاته وسلوكه، وهذا ما خططت له الماسونية العالمية منذ عشرات السنوات، وبقائها على حكم مبارك كل تلك السنوات استعدادًا لساعة الصفر. ونخطو خطوات للأمام لنحلل المشهد المؤلم للجنرال القوى عمر سليمان أثناء إلقائه بيان تنحى مبارك، ومدى الحزن والألم فى نبرات صوته وإيماءات وجهه، لأنه كان يمتلك الصورة كاملة للمشهد القادم، وهو سقوط مصر فى يد الجماعة الإخوانية الماسونية، ومن ثم الذهاب بها إلى دهاليز الظلام والرمى بها فى دائرة اللاوجود. ومن هنا لابد أن نسأل سؤالاً: من الذى أطلق النار على موكب الجنرال عمر سليمان أثناء عبوره وقت أحداث الانقلاب الماسونى فى 25 يناير؟، الإجابة عن السؤال تؤكد ما نكتبه من قوة هذا الرجل وصلابته التى منعت الكثير عن مصر أثناء حكم الضعيف مبارك، وعليه نعرج قليلاً إلى ما قاله وائل غنيم ابن الفكر الماسونى الذى تم استقطابه وتدريبه والدفع به ليكون أيقونة ثورة يناير الماسونية، عندما قال فى أحد اللقاءات بأمريكا «عندما نهتف ونقول يسقط حكم العسكر نجد أن الشعب ينفض من جانبنا»، نعم أيها السادة هذا كان الهدف من مخطط 25 يناير جر الجيش للمستنقع. وعليه نقفز عدة خطوات للأمام ونقف أمام قول المشير عبدالفتاح السيسى أثناء حكم المجلس العسكري، وأطروحاته التى تحمل الكثير من المعانى عندما قال «إن سقطت مصر فالجيش قادر على إقامتها أما إن سقط الجيش فلا أمل فى إقامة مصر بعد» تلك العبارة تشرح أهداف المخطط الماسونى الذى كان يهدف إلى سقوط الجيش المصرى وانهياره ومن ثم القضاء على مصر بكل مكوناتها. كما شرحنا سابقًا المخطط الماسونى يفوق فى قدراته كل إمكانيات دول الشرق الأوسط، فهو متغير ومتنوع طبقًا للوضع الزمنى ومجرى الأحداث، وتقوده قوة عظيمة تتمثل فى مخابرات غربية عتيقة، ومؤسسات عالمية ضخمة، ومراكز دراسات على أعلى مستوى من العلم والتخطيط. وكان أحد السيناريوهات، هو الرهان الأكيد على وصول البطل الشعبى الذى جسد إرادة الجيش والشعب المشير عبدالفتاح السيسى إلى سدة الحكم، وكل التقارير والتقديرات العلمية المتخصصة فى كل مؤسسات العالم المختصة تقول، يستحيل على أى شخص أو جهة العبور بمصر فى تلك المرحلة نظرًا للترنح الاقتصادى الذى تمر به، بجانب الشتات المؤسسى الذى ضرب مؤسسات الدولة، والانهيار الكلى لكل مكوناتها، وكان الرهان هو حرق هذا الرمز الشعبى، وقيام ثورة جياع تأكل الأخضر واليابس أثناء مرحلة الإصلاح الاقتصادى التى ساهم فيها صندوق النقد الدولى الذى يمثل الرمز المالى الماسونى الاقتصادى فى العام. وكلنا نتذكر المشهد الموجع فى أحد اللقاءات الذى بكى فيه السيد الرئيس السيسى وقال: «لو ينفع أبيع نفسى من أجل مصر كنت بعتها» نعم أيها السادة القراء المشهد أبعد عمقًا من التحليل التقليدى للأحداث، لأنه يدل على أن الرئيس الرجل المخابراتى يمسك بيده كل خيوط المخطط ويرى الهول المنتظر لمصر فى حالة الإخفاق والفشل لا قدر الله، وكثيرًا ما ذكر السيد الرئيس «بأن هناك أشياء تمس الأمن القومى ولو ينفع أحكيها لكم كنت حكيتها». نعم أيها المصريون السيد الرئيس عندما بكى كان يرى المخطط بوضوح، وهذا المخطط لم يصل إلى رؤيته عامة المثقفين والمحللين والنخبة الثقافية والإعلامية، بل الجميع يتناول الأمر من المنظور التقليدى للعلاقات السياسية بين دول العالم ومؤسساته، وهنا الخطورة التى تمثل السطحية التى تناول بها الإعلام الأحداث فى مصر خلال السنوات الماضية بجانب كل النخب الثقافية والسياسية. والآن نعرج إلى ما يسمى بصفقة القرن وارتباطها بالأحداث الجارية فى المنطقة منذ انقلاب 25 يناير الماسونى، إلى الآن لم يعلن تفصيليًا عن ما هى صفقة القرن، فكل التحليلات تجتهد بالإشارة إلى بعض الأشياء، فمنها ما يذهب إلى استقطاع جزء من سيناء لحل المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية، ومنها ما يذهب إلى مشروع نيوم وما بداخله من تفاصيل وارتباطه بصفقة القرن، وآخر يذهب إلى جزيرتى تيران وصنافير... إلخ من التحليلات. ومن جانبى ككاتب ومطلع أعتقد أن صفقة القرن هى لب المخطط الماسوني، فيما حدث من 25 يناير إلى الآن من أحداث، وله ارتباط وثيق بثروات وموارد المنطقة بجانب المياه، وهو يمثل كل ذلك ويهدف إلى الاستيلاء على الأرض والثروات والمياه، أو على أقل تقدير الاشتراك فيها بشكل كبير. وأعتقد أن معركة طرابلس ومعها سد النهضة يمثلان الخطوات الأخيرة من معركة الوجود بين مصر والماسونية فى المنطقة، فقد ذكرت فى المقال السابق أن تدخل الدول الغربية فى الملف الليبى هو للحفاظ على آخر أدوات الماسونية فى المنطقة، وهو الإبقاء على الإخوان بعد تسييس الميليشيات الإرهابية والإبقاء عليها فى المعادلة الليبية. وقد أذهب بتحليلى بأن التدخل الروسى هو بالتنسيق مع مصر، وأن هناك تحالفًا استراتيجيًا بين مصر وروسيا سيخرج إلى العلن قريبًا، وسيعلم من خلاله الجميع مدى عمق العلاقة والترتيب بينها لهزيمة ذلك المخطط الملعون، ولا ننسى ما صنعته الماسونية بعد الحرب العالمية الأولى والثانية باستنساخ الشيوعية وفرضها على الاتحاد السوفيتى للقضاء على المسيحية، ومن ثم تفكيكه وقد حدث الهدف الثانى وهو التفكيك، لكن استطاعت بقايا الاتحاد السوفيتى متمثله فى روسيا الاتحادية وزعيمها بوتن التخطيط والعمل حتى أصبحوا معادلة عالمية صعبة أمام الماسونية فى العالم، وقد ظهر ذلك جليًا فى الاتهامات المتلاحقة فى دور روسيا بوصول ترامب الرجل القوى غير الماسونى إلى سدة الحكم على العرش الأمريكى الذى تقود الماسونية العالم من خلاله. فتحالف بوتن مع الأراجوز الماسونى أردوغان، هو جزء من إدارة روسيا المعركة مع الماسونية لأنها تعلم أنه هو الأداة الأولى للماسونية فى المنطقة، وتحاول روسيا من خلاله الإمساك بدفة الأحداث فى المنطقة وعليه سيتم هزيمة المخطط من خلال هذا الأراجوز، فدعوة بوتن لأردوغان فى موسكو ودعوة الأطراف الليبية ما هى إلا مخطط عظيم من بوتن لكشف مؤامرة برلين التى ستقام الأحد المقبل 19 – 1 – 2020 والتى تهدف إلى الإبقاء على جماعة الإخوان الإرهابية فى المعادلة الليبية. نعم بدأت بعض التسريبات من مسودة الاتفاق الذى أعدته الماسونية فى برلين، ومنها إنشاء مجلس رئاسى جديد وحكومة جديدة وحل الميليشيات المسلحة «وكل ذلك دس السم فى العسل والهدف الإبقاء على الإخوان فى المعادلة الليبية لأن مصر ومعها الشقيقة الإمارات قد روضتا المخطط الماسونى تمامًا دون الصدام معه، فقد أعلن الأربعاء 15 – 1 2020 عن تصدير الغاز الإسرائيلى إلى مصر ومن ثم تكريره وتصديره إلى أوروبا، مع الدعوة لقمة طاقة بين مصر وإسرائيل وإيطاليا والأردن واليونان وقبرص وخلال ساعات وفى ذلك اليوم حدثت انفراجة فى مشكلة سد النهضة بحضور ترامب لأول مرة مع الأطراف المجتمعة، وإعلان بيان عن مسودة اتفاق ترضى جميع الأطراف سيتم وضع اللمسات الأخيرة لها 28و 29 يناير القادم. والآن ونحن على بعد خطوات من أبعاد المخطط الماسونى الذى تم ترويضه عن طريق مصر ومعها الأشقاء فى الإمارات والسعودية والبحرين، سيبدأ التخلص من أدواته فى المنطقة فمنها أدوات اليمين التى تمثل تركياوقطر والإخوان ومعهم الحركات الإرهابية، وهناك أدوات الشمال التى تمثلها إيران وكل ميليشياتها فى الدول المجاورة لها. وكانت البداية فى قتل قاسم سليمانى رجل إيران القوي، واعتقد الخطوات المقبلة هى التخلص من النظام الخمينى الذى زرعته الماسونية على جسد الشاة الإيراني، ليؤدى دور التفتيت فى المنطقة، وبعد ذلك ستتم محاولة إدراج جماعة الإخوان الإرهابية كجماعة محظورة فى أمريكا والمؤسسات العالمية، والآن الخطورة الحقيقية تكمن فى الأداة المجنونة المتهورة التى تتمثل فى الأرعن أردوغان، الذى تمت صناعته ماسونيًا هو ونظامه الاقتصادى والسياسي، وهو يعلم أن دوره المتفق عليه مع الماسونية قد شارف على الانتهاء، وأعتقد أنه سيرمى بكل ثقله فى طرابلس ليصنع حربًا إقليمية يحرق بها الكثيرين قبل أن يتم القضاء عليه. وأعتقد آن القضاء على هذا الأرعن الماسوني، سيتم عن طريق الجيش التركى بعد أن يأخذ الضوء الأخضر من الناتو، الذى يمثل رأس الحربة العسكرية المهول والقوى للماسونية، وسيكون المشهد كما حدث مع جنود الجيش التركى فى الشوارع أثناء سحلهم، نعم سيتم سحل هذا المختل عقليًا ونفسيًا فى شوارع تركيا، ومعه ميليشياته الإرهابية ليكونوا عبرة لمن يفكر فى إهانه جنود الناتو فيما بعد. أما قطر فأعتقد الأمر سهل جدًا ولا يحتاج مجهودًا، وسيأتى تغيير النظام بالأمر المباشر وبشكل سلمى كما تم سابقًا عدة مرات بين أفراد العائلة ليأتوا بنظام يناسب السيناريوهات المقبلة للمخطط.