فرحة غامرة عرس وزغاريد في كل مكان قلوب تنتفض وترقص من الفرح بعد ان اتعبها الحزن وثقل الحمول والهموم فآصبحت كالارض الجافة من شدة الظمأ والاشتياق لفرحة تروي عطش السنين وتكشف عن مخزون الحب والعشق لتراب هذا الوطن كل العيون.. تشخص نحو هدف منتظر وحين يتحقق يهلل الجميع في لحظة واحدة يصرخ ويصفق ويرقص ويغني لتعود مع كل هذه الفرحة مشهد الايادي التي ترفع العلم المصري وتحتضنه وترتديه فتراه علي السيارات وشرفات المنازل وعربات الباعة الجائلين البسطاء مرسوما علي الوجوه والرؤس بعد ان ظل لسنوات طويلة معزولا يقتصر وجوده علي بعض المشاهد الروتينية في افنية المدارس او بعض المصالح الحكومية دون ان يلتفت اليه الناس او يدركون قيمته ومكانته في نفوسهم التي ايقظها اداء وفوزالمنتخب المصري الكل يهتف باسم مصر اغنياء وفقراء مسلمون واقباط صعايدة وفلاحين وبحاروة وسيناوية وبدو في المناطق الراقية والاحياء الشعبية تعود الاغاني الوطنية لتدوي في كل ركن وحي نسمعها ونفهم ونتذوق معانيها بمذاق وطعم مختلف يرددها الكبار والصغارو اجهزة الدي جي التي استاجرها الشباب في كل شوارع مصر وحواريها وازقتها وتسمعها في كل البيوت والسيارات ورنات المحمول بعد ان كانت مجرد جزء بلا طعم من احتفالات رسمية في ذكري بعض الاحداث التاريخية وكادت ان تفقد معانيها واحساس الناس بها ,ومع كل هذه الاحاسيس انطلقت دعوات صادقة من الجميع علي اختلاف انتماءاتهم وصفاتهم حتي الاطفال و الامهات والجدات االذين قد لايفهمون ولا يتابعون مباريات كرة القدم ولا يعرفون اسماء اللاعبين او اي الفرق التي سنلعب معها الكل يدعو ان تكلل جهود الفريق المصري بالنجاح وان يعلو علم مصر خفاقا من جديد حتي وان ارتفع هذا العلم في مجال كرة القدم فقط . احاسيس ومشاعر جماعية كونت حالة لم يعهدها المصريون منذ حرب اكتوبر ومن قبلها الاحداث والاهداف القومية الكبري اعادها المنتخب المصري وقائده الرائع الكبتن حسن شحاتة . تابعت هذه الحالة التي كشفت عن مكنون ومخزون الحب والعشق الراسخ في نفوس المصريين لبلدهم والذي غطته لسنوات طويلة كثرة الالام والاحزان والهموم والمشكلات وتابعت اداء الفريق منذ تصفيات الصعود للمونديال واحداث ام درمان حتي بطولة افريقيا وحصوله علي الكأس للمرة الثالثة علي الرغم من انني لست من عشاق متابعة مباريات كرة القدم الا في الحالات التي يلعب فيها المنتخب في المباريات الدولية .تابعت هذا الاداء الذي جمع قلوب المصريين ونال احترامهم وتقديرهم ومساندتهم وخلق هذه الحالة من الفرح الممزوج بالعشق . اغمضت عيني وسألت هل يمكن ان تصبح مشاعر الناس تجاه الحكومة كمشاعرهم تجاه المنتخب ؟ وكانت الاجابة انه لوكان اداء الحكومة كاداء المنتخب لوقف كل الشعب خلفها يشجعها ويساعدها لانه يعلم انها تعمل وتتعب وتجتهد من اجل اسعاده ولرفع اسم مصر عاليا تعمل باسلوب جماعي وبروح الفريق للمصلحة العامة ولتحقيق اهداف يراها الناس علي ارض الواقع فيختار رئيس الحكومة اعضاء فريقه بعين واعية بعيدا عن اي اعتبارات خاصة لايختار اي منهم لانه كان احد افراد شلته واصدقاءه المقربين وانما لاعتبارات المهارة والكفاءة والقدرة علي العطاء في الموقع المحدد له .كل اعضاء الفريق يحبونه ويحترمونه ويقدرون كلمته وتعليماته فيعملون وكأنهم يعزفون سيمفونية جميلة ويكمل كل منهم الاخر الكل يتعاهد علي حب مصر واسعاد شعبها وعلي ارض الملعب يتبادل كل منهم الكرة ويجاهدون لاحراز هدف ويبذل كل منهم اقصي جهده ويلتزمون بالاخلاق الرياضية يتكتلون لصد اي كرة تهدف للوصول الي مرماهم الذي يقف حارسه اسدا مرابطا مقاتلا ليجعله حصنا حصينا لا يخترق وفي الوقت المناسب يعرف القائد من الذي سيخرج من اعضاء فريقه بعد ا ن ادي مهمته ومن الذي سينزل مكانه ليكمل المسيرة الكل يعمل من اجل تحقيق اهداف جماعية دون انانية او حسابات ومصالح شخصية كل هدف منها يدخل السعادة والفرح علي قلوب طيبة غاب عنها الفرح لسنوات طويلة ويقف مدربهم زنهارا منذ بداية المبارة حتي نهايتها يتحدث بنظرات عينيه مع اعضاء فريقه يفهمهم ويفهمونه وحين يتحقق الهدف يسجدون جميعا شكرا لله الذي مكنهم من الوفاء بعهدهم بعد رحلة تعب واعداد شاقة .رجال تعبوا واجتهدوا وتعاهدوا علي حب الوطن واسعاد مواطنيه ثم توكلوا علي الله وعزموا علي النصر فاستطاعوا ان يجمعوا حولهم كل قلوب المصريين ودعواتهم وان يرفعوا اسم مصر عاليا خفاقا من جديد , فهل تتأمل الحكومة اداء المنتخب وهل تتعلم منه ام انها تحتاج مدربا ورئيسا مثل الكابتن حسن شحاتة حتي تحقق ولو هدفا او املا اوفرحة واحدة لهذا الشعب الطيب الذي يستحق ان يفرح . [email protected]