مع إشراقة كل فجر جديد يولد الأمل فينا و يموت الخوف بداخلنا وتبقى الكلمة عهد و رسالة و أمانة و درعا يحمينا. هي فنانة تشكيلية لا ترسمُ بأصابعها بلْ بروحها ولهذا حينَ تشاهد لوحاتها التشكيليّة لا تخطأها أبدا ً، و كأنّها تلونُ بحرارة ِ أصابعهِا.. وكريستال دمعتهِا.. وغيوم عواصف فكرتهِا، يجذبكَ في حركةِ ريشتهِا الريحانية التي لا تنجز لوحة ً تبهرُ العينَ فحسب، بل تمس القلبِ و الروح. هكذا رأيت الفنّانة التشكيلية المحاربة المبدعة "شيماء العبودي".. لا بعين الفنانة الحالمة فحسب، بلْ بعين العاشقة المسحورة بالتشكيل وكيمياء اللون وفلسفة الخط وعبقرية الفرشاة. شيماء العبودي حينَ ترسمُ فإنها تكتبُ شعراً صامتاً.. له آلاف المعاني، وهذا ما تنبئ بهِ ثقافتها التشكيلية المدمجة بأطياف الموسيقى و القصائد و السفر والكتب التي تدمنُ قراءتها، ونحنُ حين نذهب بحماس وحُبٍّ إلى معرضهِا، فقط نذهب لنقرأ قصائد ملونة.. تشكلُ إضافة ً و خيال بلا انتهاء، موهبة فطرية مليئة بالتحدى. أخذت خصوصية هذا الفنّانة تتحرّك من أجمل نقطة وهيَ الدخول إلى المعاصرة والمستقبل و الحنين إلى الماضي من خلال صلب التراث الحضاري والإنسانيّ الأصيل، وتلكَ أفكارها الذكية التى جعلتها تشكّل الأزمنة والإيحاءات والألوان بريشةٍ واحدة ذات إيقاعات متعددة، ما يجعلنا نقف أمام لوحاتها منبهرين، متنقلين من عصر إلى عصر اكثر سحرا وجمالا، ونمرّ في سموات الحضارات الكبرى، ثمّ نتجول في مداخل النفس الإنسانية ونحدق في منعطفات وانعكاسات مجردة من الخرائط والخطوط الوهمية. ريحانة العرب "شيماء العبودي" هذه المبدعة مغربية النشأة، عربية الأصل تتمكن من أدواتهِا بقوة و صمود، صقلَت موهبتها بعملها الدؤوب، وسهرها الليالي الطوال أمام لوحاتها من أجل ميلاد جديد لعمل خالد في ذاكرة التاريخ، ولعل ما أضافتهُ "العبودي" إلى لوحاتهِا.. وإلى الفنّ التشكيلي المغربى لهوَ ترجمة حضاريّة معاصرة لهوية الفنّ، حينَ يكون مرتكزاً على قيمهِا ومفاهيمها التي تشكّل ثقافة بيئتها، وبأسلوب يضعُ المشهد الفنّي في منطقة أخرى تخطف القلوب قبل العقول. عالم رائعٍ.. تضعنا فيه ريحانة الفنون عالم مليء بمشاعر الحبّ والسّلام، مليء بالأحلام والعشق، لوحاتها تخلقُ عالمها الخاص، وتحيلُ المشاهد إلى دهشتهِ الصادقة، فتمتزج لديه ذكريات طفولتهِ وطفولة الكون.. إنّهُ عالم تصنعه لنا شيماء العبودي، تأخذك مباشرةً من الطفولة لتدخلَك في حلم ٍ أسطوريّ لا ينتهي..!! إنّها بالفعل رحلة ٌٌٌٌٌٌٌ.. حلمٌ.. وعشق ٌ لريحانه العرب شيماء العبودي، تعجز الكلمات عن التعبير عنها ووصفها.. مهما ابتكرت من بلاغات.. وأخيلة !! فتحية اعزاز و تقدير لريحانة الفنون "عبقرية الفرشاة وفلسفة الإبداع".