تخوض قطر في سوريا معركة كسر العظم حيث إن بقاء حكم الرئيس 'بشار' سيعني سقوط المؤامرة التي تقودها أمريكا وتضطلع بتنفيذها دول في المنطقة تتصدرها قطر، وسيعني بالتالي نهاية المستقبل السياسي لإمارة الشيخ 'حمد بن خليفة' وأجهزتها الاعلامية.. قطر استهوتها لعبة التدخل في الشأن الداخلي للدول، فقبل ذلك تدخلت في الخلاف اللبناني اللبناني عام 2008 وتدخلت في الصراع السوداني الاثيوبي، وفي الصراع بين الخرطوم وحركات انفصال الجنوب. أما أمريكا فهي التي تقود المؤامرة ضد دول المنطقة وضد سوريا بصفة خاصة، ولكن وعندما نتحدث عن الصراع في سوريا فإن قطر هي الأداة التي نفذت علي أرض الواقع ماتريده أمريكا بمساعد من تركيا. ولاغرابة، فلقد عاهدت قطر أمريكا علي القيام بدور أساسي في خلق بؤر تطرف في عدة دول عربية والقيام بدعمها ماليا وعسكريا وإعلاميا من أجل إثارة الفوضي فيها وإيقاعها بعد ذلك، ومن ثم يسود القلق من أن يعود تقسيم 'سايس بيكو' إلي أرض الواقع من جديد وهو الذي تم بموجبه في 1916رسم حدود جديدة تضم مناطق جغرافية بين بريطانيا وفرنسا. إن مايجري في سوريا اليوم هو حرب كونية محتدمة علي أراضيها أرادتها أمريكا حربا عسكرية مدمرة عبر مجلس الأمن لإسقاط الدولة لولا أن تصدت لها روسيا والصين بالفيتو المشترك لمنع تمرير مشروع قرار بالتدخل العسكري في سوريا.. أما قطر فلقد لعبت دور الوكيل المنفذ لسيناريوهات أمريكا في المنطقة وذلك من خلال إمداد المعارضة المسلحة بالمال والسلاح والهدف تقسيم سوريا.. ولهذا عمدت إلي تعطيل أي حوار جدي يرمي إلي انهاء الأزمة سياسيا.. ولاشك أن تقسيم سوريا سينعكس بدوره علي دول الجوار ليجري تقسيمها هي الأخري مثل لبنان والعراق.. وما يخشي أن السيناريو يهدف إلي تقسيم المشرق العربي وفق هيكلية غاز شرقي المتوسط من خلال إثارة حساسيات طائفية واختلافات جهوية. قطر تستقوي بالتواجد الأمريكي علي أراضيها، فإذا كان عدد سكانها نحو800 ألف نسمة فإن عدد القوات العسكرية الأمريكية فيها خمسة عشر ألف جندي، فكأن أمريكا تحتل قطر بقواتها لاسيما مع تواجد أكبر قاعدة استراتيجية وعسكرية وهي قاعدة 'السيلية' علي أرضها.. وهو التواجد الذي يكبد قطر الكثير من الأموال.. الجدير بالذكر أن القاعدة المذكورة قدمت خدمات كبري في غزو العراق، وتعد غطاء لوجستيا لإسرائيل إذ أنها بما تضمه من أسلحة متطورة تعد ثكنة إسرائيلية متقدمة في منطقة الخليج وعلي حدود إيران.. ولاغرابة فلقد تم توظيف قطر كرأس حربة في المخططات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة.. بل إن المال القطري متورط في كل ماتشهده المنطقة من أحداث دموية وأعمال إرهابية في محاولة لإعادة رسم خريطة المنطقة بشكل يصب بالايجاب في صالح أمريكا وإسرائيل. نجحت قطر في أن تكون لاعبا أساسيا وممولا في تمرير المشاريع المشبوهة التي تأتي تنفيذا للمخطط الأمريكي الصهيوني الرامي إلي تقسيم دول المنطقة وإعادة هيكلتها تحقيقا للشرق الأوسط الجديد.. نجحت قطر في أداء المهمة التي أنيطت بها بعد أن سلمت نفسها للغرب وانخرطت في سياساته الاستعمارية عبر مشاهد مخزية اختصرت الزمن العربي الرديء حاليا بعد أن باتت الدوحة هي التي تدير دفة جامعة الدول العربية اليوم..! !