خلال المقالين السابقين وصلتنى عدة رسائل من داخل وخارج مصر، كان أهمها من الباحث والمفكر السودانى الصديق الهادى شيخ الدين أحد كوادر حزب الأمة ورئيس المجلس الاربعينى لاتحاد طلاب القاهرة أواخر الثمانينيات، والذى قال من الامر العجيب أن تلك الدراسة شبيهة تمام بما يتم طرحه من الحكومة السودانية حاليًا لبناء السودان الجديد، وهو البناء من القاع إلى القمة، مع الأخذ فى الاعتبار أن اعضاء الحكومة السودانية الحالية هم خبراء ومتخصصون ومعظمهم عملوا فى برامج تنموية فى الأممالمتحدة، ووضعوا خطط عمل تنموية لبلدان كثيرة، وعن الرسائل الداخلية فكان أهمها من رجل التنمية البشرية والكاتب والباحث الكبير المتحدث باسم الجيش المصرى سابقًا الصديق العميد محمد سمير والذى قال أفكار رائعة وإبداعية وقابلة للتطبيق وتتلاءم مع ظروفنا وأحوالنا أرجو من الله أن تجد عقولا مستنيرة وأذانا مصغية، مع إشادات أخرى من رجال دولة ومن رجال البحث العلمي. فى المقالين السابقين وصلنا إلى بناء اقتصاد وطنى إنتاجى متنوع فى ظهير كل محافظة طبقا للموارد الطبيعية والمهارات الصناعية والزراعية والتجارية لكل مدينة، وهنا نتوقف قليلا لكى نلقى نظرة متعمقة على تلك المرحلة وفوائدها وايجابيتها، أولا هناك تكدس سكانى يكاد ينفجر نتيجة للزيادة المطردة فى عدد السكان على شريط النيل والذى لا تتعدى مساحته 6 % من مساحة مصر، ولحل تلك المشكلة هناك جانب تشريعى وجانب تنموي، فالذى فعلناه هو الجانى التنموى الذى يقوم على توليد حالة جغرافية تنموية لكل مدن ومحافظات مصر بشكل علمى منظم متكامل تكون قادرة على جذب وتفريغ التكدس السكانى من شريط النيل إلى الظهير الصحراوى للمدن والمحافظات وهنا الحل العلمى التنموى الأمثل لمشكلة الزيادة السكانية فى مصر. وللجنوح فى باقى مشاكل مصر المزمنة المتنوعة وعلى رأسها المشكلة التعليمية والبطالة والتطرف والفقر، فتلك الحالة التنموية ستعالج تلك المشاكل بكل سهولة ويسر فلا يفوتنا أن حالة الركود والجمود فى الشارع المصرى تغذى تلك الأمراض المزمنة وتزيد رقعتها اتساعًا، لكن فى حال وجود مشروع تنموى مثل هذا فسيكون هناك استنفار شعبى وحراك قومى يعطى بصيصا من الأمل لجموع الشعب فالمصنع الذى يقام فى الظهير الصحراوى للمدينة ومعه المدرسة والمستشفى والبحث العلمى.. الخ هو الذى سيعالج الفقر والجهل والتطرف والمرض بشكل سليم. وفى غضون ذلك هناك لجان للمبدعين والمبتكرين داخل شركة تحيا مصر ستكون مهمتها البحث عن الكوادر الإبداعية صاحبة الأفكار والمهارات غير التقليدية داخل القرى والنجوع والأحياء وذلك لإعدادهم داخل مدارس متخصصة فنية وتعليمية فى الظهير التنموى للمدينة، فمنهم لاعب الكرة والموسيقار والقائد والفنان والمطرب والباحث والعالم والفنى والمزارع.. الخ هؤلاء ثروة قومية موجودون بكثرة فى مصر لكن الوضع الحالى لا يسمح لهم بالظهور أو الاستفادة منهم، فبعد إعدادهم سيكونون هم أصحاب الصدارة فى المشهد للظهير التنموى للمدينة بعد سنوات، وأيضا سيكون منهم الوزير والمحافظ والمسئول. وفى كل ذلك لا ننسى العمدة وشيخ القرية والنجع، فيلزم أن يكونوا جزءًا من منظومة التنمية وعلية يشترط أن يكون لديهم مواصفات وسمات تنموية وفكرية وثقافية وعلمية تتماشى مع الحالة المطروحة بعيدًا عن شروط الاختيار الأمنى الحالى القائم على عوامل قديمة لا تتماشى مع احتياجات الحالة التنموية للدراسة. هنا اكتملت منظومة التغيير الجذرى لجهاز التنمية المحلى وتخليص مصر من الفساد المقنن الذى أصبح حاكما لكل مفاصلها من داخل هذا الجهاز، فبعد عدة سنوات ستكون لدينا منظومة حكم علمية داخل دائرة رقمية الكترونية مع عنصر بشرى معد، كل ذلك داخل استراتيجية عمل طويلة المدى ستنقل مصر من الاقتصاد الريعى إلى الاقتصاد الإنتاجى الوطنى 100% والذى يمنحها قوة واستقلالية فى قراراتها الخارجية. وفى المقالات القادمة سنوضح دور شركة تحيا مصر فى باقى مجالات العمل المختلفة.