تناولنا في المقال الأول الأسباب التي تدعو إلى تكوين شركة مساهمة بأسم " تحيا مصر "، والتخصصات والأنشطة في هيكل تكوينها ودورها في تغيير الجهاز الإداري للدولة وتعيين المسئولين. وهنا نستكمل التواجد الجغرافي لها عن طريق وجود مقر رئيسي في العاصمة الإدارية الجديدة، مع وجود أفرع في كل محافظات مصر بحيث يكون كل فرع له التكوين الهيكلي للأنشطة والأختصاصات المتواجدة في المقر الرئيسي . ويكون دور الشركة في كل محافظة صياغة ملف كامل عن المحافظة، متضمن السلبيات والإيجابيات والموارد والإحتياجيات ويتم عرض الملف علي الخبراء المتخصصون داخل الشركة لوضع " إستراتيجية عمل " متضمنه خطط عمل قصيرة وطويلة المدي. وطبقاً لطبيعة وأنواع الموارد الموجودة داخل المحافظة يتم إستغلال ذلك لإقامة مشروعات إقتصادية كبيرة وصغيرة وقبل البدء في تلك المشروعات، هناك التكوين الإداري لجهاز المحافظة، فيتم الإعلان عن طلب توظيف محافظ ومسئولين إدارات محلية طبقاً للمتطلبات التي تحتاجها المحافظة والموجودة داخل الملف بعد دراسته من اللجان المتخصصة داخل الشركة. فمقومات وقدرات المحافظ بجانب خبراته ومهارته ومعه المسئولين في جهازة، لابد أن تتماشي وتناسب الموارد الطبيعية المتاحة للمحافظة، فهناك بعض المحافظات التي تمتلك أراضي زراعية مستصلحة وهنا يتم إستغلال تلك الأراضي لزراعة المتطلبات الرئيسية من المحاصيل الزراعية والخضروات والفواكهة والحشائش .. الخ، مع قيام مزارع للمواشي والطيور وصناعات جانبية مثل لحوم وألبان وتعبئة وتغليف، مع قيام أسواق كبري بأسم تحيا مصر تابعة للشركة المساهمة تعرض تلك المنتاجات علي المواطنين بأسعار مقبولة، مع تصدير المتبقي إلى المحافظات الأخري وإلى الخارج أيضاً. وتوجد محافظات أخري يتوافر لديها الحجر الجيري والرمال والرخام والجرانيت .. الخ، وهنا يتم التخطيط لقيام مشروعات كبري تخدم الصناعة المصرية والتنمية المستدامة، عن طريق التصدير والإستغلال الأمثل للمتطلبات االتنمية، وهناك بعض المحافظات التي تشتهر بالغزل والنسيج وصناعة الملابس والجلود وأماكن أخري تشتهر بتصنيع بعض المعدات والصناعات الثقيلة وتتنوع الموارد الطبيعية في كل محافظات مصر ومعها تتنوع مهارة العنصر البشري الذي سوف يتم تثقيلة وتطويره عن طريق المتخصصين داخل الشركة بهذا الشأن. كل ذلك مع قيام حكومة الكترونية في عملية الإحلال والتجديد التي تقوم بها الشركة داخل الجهاز الإداري للدولة، كل تلك المشروعات والصناعات سوف تقام في الظهير الخالي للمحافظة مما يساهم في حل مشكلة التكدس السكاني وخلق مجتمع جغرافي بديل يساهم في توسيع الرقعة السكنية المنحصرة في شريط النيل، بجانب قيام إقتصاد متنوع علي قاعدة وطنية ثابت الوجود ومستقر بعيداً علي التأثيرات الخارجية. ويتم إستغلال ذلك كله للخدمة علي بناء إنسان قوي في الهوية والثقافة والعلم والصحة عن طريق قيام منشأت تعليم وصحة وثقافة في ذلك الظهير بمواصفات جيدة بعيداً عن بيروقراطية الوضع القائم حالياً .